مفاوضات فيينا 6 والفرصة الأخيرة للإيرانيين

بدأت الجولة الأخيرة من المفاوضات النووية الجارية بين الغرب وإيران، للوصل إلى اتفاق شامل يرضي الطريفين ويجنب المنطقة ويلات الحروب التي لطالما كانت دائماً إيران الطرف الرئيس فيها، وعند وصول وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف إلى فيينا صرح قائلاً: “إنه كلما كانت هنالك توقعات أكبر من الحد المطلوب أو مبالغ فيها، فإن طهران لا تقبلها”. كما أكد ظريف، “إذا كان هنالك إرادة سياسية للغرب للوصول للاتفاق النهائي، فإننا جئنا لنتفق”.

وفي هذا الخصوص، أوضح جون كيري وزير الخارجية الأمريكي لصحيفة “واشنطن بوست” على نقاط الخلاف بين الغرب وإيران، قائلاً: “إن الخلافات الموجودة ليست بسبب مطالباتنا، إنما الدول الست أبدوا ليونة كبيرة”، كما قال جان كيري، “التفاؤل حيال نتائج هذه المفاوضات لا يتناسب في الوقت الحالي مع المواقف التي تبديها (طهران) خلف الأبواب المغلقة، مضيفاً أن هناك فرقاً كبيراً بين ما يجب أن تفعله طهران وبين استعدادها لفعله”.

وأكد الوزير كيري، “أن المطالب الأمريكية ليست تعجيزية، مضيفاً أن بلدان السداسية “أبدوا ليونة كبيرة”. ورأى كيري أنه يتوجب على طهران أن توافق على خطوات تؤكد للمجتمع الدولي أن برنامجها النووي سلمي.

وتأتي هذه الجولة الحاسمة والأخيرة من المفاوضات التي بدأت يوم الأربعاء 2/7/2014، والتي أطلقت عليها الصحافة الإيرانية بـ “مفاوضات فيينا 6″، بدأت بلقاء تمهيدي بين كاترين آشتون ونظيرها الإيراني محمد جواد ظريف. كما شدد الوزير جان كيري، “أن المفاوضات مع إيران لغاية 20 يوليو/تموز ستكون بشكل مستمر، وأن تمديد موعد التوصل إلى اتفاق شامل لن يتم إلا بموافقة جميع الأطراف”.

ونقلاً عن كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف لوكالة “ايسنا” الطلابية، قوله: “إن إيران قد تقبل بعض القيود في هذه الجولة من المفاوضات، مؤكداً على أن إيران قد تقبل بعض القيود على برنامجها النووي، وذلك لإثبات حسن النوايا الإيرانية، وإن البرنامج النووي الإيراني سلمي، لكنه أردف القول، إن هذا يتم لفترة محددة ومؤقته فقط”.

وتأتي هذه المفاوضات بين الأطراف في فيينا على ضوء الاتفاق المؤقت الذي تم بين إيران من جهة والغرب (الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، وكذلك ألمانيا) من جهة ثانية العام الماضي 24/11/2013. والذي يسعى الغرب للوصول إلى اتفاق شامل ونهائي مع إيران قد يجنب المنطقة من حروب مدمرة في حال امتلكت الأخيرة القنبلة النووية. لكن على ما يبدو فإنّ الوصول إلى اتفاق نووي شامل بين الأطراف بعيد المنال، بحيث الفجوة بين طهران والغرب كبيرة جداً، وإن المفاوضين الإيرانيين وعلى رأسهم جواد ظريف هم ساعي بريد بين الحرس الثوري من جهة والدول الـ 5+1 من جهة ثانية ليس إلا.

كما يبدو وفي ظل الظرف الحالي الذي تمر به منطقة شرق الأوسط من حروب واقتتال، قد يصل هذا الوضع إلى جغرافية إيران، وتتأثر الأقاليم الإيرانية التي لها رغبات تختلف كلياً والمركز الإيراني، بحيث التقسيمات الإدارية الأخيرة للأقاليم التي اعتمدتها طهران فهي محاولة للحد من تطلعات الشعوب الراضخة تحت هيمنة ملالي طهران. كما أنه أمام الغرب والولايات المتحدة الأمريكية وإيران خيارين لا ثالث لهما، أما تشديد العقوبات، أو المواجهة العسكرية.

 

جمال عبيدي

نقلا عن مركز المزماة للدراسات والبحوث 

الوسم : إيران

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق