ضبط 42 ألف مشرد مدمن على المخدرات في إيران خلال ستة أشهر

لم يعد واقع الحال في إيران خفياً على أحد، فالتقارير اليومية والإحصائيات الرسمية وغير الرسمية الصادرة من الداخل الإيراني يمكن لها أن تكمم أفواه من يحاولون الدفاع عن إيران وإقناع الشعوب بزيف واقعها وخداع ألسنة قادتها أو بأنها دولة تدافع عن المظلومين والمضطهدين.

تزداد الأوضاع سوءاً في الداخل الإيراني ولا تكاد تجد تحسناً أو تطوراً على أي صعيد، إلا في الخطابات الملتهبة التي تتناول انتصارات وهمية يحققها النظام الصفوي هنا وهناك في حيلة باتت مكشوفة للجميع ولم تعد تجدي نفعاً، فالشعوب الإيرانية ملت من حكومتها التي لم تف بأي من وعودها في حملات المسؤولين الانتخابية بتحسن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية أو في الدعاية الإعلامية التي كانت تروج للاتفاق النووي والنتائج الإيجابية التي من المفترض أن يبدأ المواطن الإيراني بجني ثمارها قريباً، أو حتى في أفكار الثورة الإسلامية التي من المفترض أن الملالي قاموا بها ضد حكم الشاه لتخليص إيران من الفقر والفساد.

يتحدث كثير من المراقبين والخبراء في الشأن الإيراني عن تفاقم أعداد المشردين الذين نشرت تقارير في العام الماضي تفيد بأن أعدادهم كانت تتجاوز 20 ألف مشرد والذين يوصفون بـ “النائمين داخل الصناديق الكرتونية”، 3000 امرأة منهم في طهران وحدها،  وأن عدد الأطفال المشردين من اللقطاء الذين يعيشون بدون مأوى في شوارع طهران وحدها يعادل عدد أطفال الشوارع في دول أميركا اللاتينية الأشد فقراً، وقد قام بعض المواطنين الإيرانيين بحملات على وسائل التواصل الاجتماعي دعوا فيها إلى وضع ثلاجات في شوراع طهران والتبرع بالطعام لأولئك المشردين كما قاموا بجمع الملابس لكسوتهم وحمايتهم من الموت بسبب البرد القارس إلا أن ذلك لم يكن كافياً في ظل سوء الأوضاع الاقتصادية والعدد الهائل من المشردين، وقد حملت تعليقات المشاركين في تلك الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي كثيراً من اليأس من تلك الحكومة، فقد جاء في إحدى التعليقات على موقع فيس بوك:  “لو كان لدينا رجال دولة حكماء، لما كان لدينا شخص واحد محتاج في هذا البلد بكل ما لدينا من ثروات”.

يرى خبراء في علم الاجتماع أن المشكلات الاجتماعية إذا لم يتم علاجها مبكراً والسيطرة عليها فإنها ستتفاقم وتجر معها مزيداً من المشكلات الأكبر حجماً والأصعب حلاً، وهذا فعلاً ما يجري في شوراع إيران، فهناك العدد الكبير من المشردين والفقراء من النساء والأطفال وحتى الرجال الذين لا يجدون مصادر كريمة للحصول على لقمة عيشهم توجهوا إلى السرقة والمخدرات وتجارة الأعضاء والأطفال والجنس وغيرها من الأسواق الرائجة في إيران، فازداد عدد المدمنين وعدد الجرائم الأخلاقية والجنائية وجرائم السلاح الأبيض، وغيرها من الأزمات المتشابكة التي غدا من الصعب الوصول إلى رأس خيط حلها.

وتأتي اليوم تقارير تبين أن تلك الأعداد من المشردين التي تم الحديث عنها في العام الماضي قد تضاعفت، فقد نشرت صحيفة “اعتماد” تحت عنوان: ضبط 42 ألف مشرد مدمن على المخدارت في إيران خلال الــ 6 أشهر الماضية آخر تقرير لها عن تزايد أعداد المشردين المدمنين على المخدرات في إيران، وحذرت من تزايد هذه الظاهرة وأكدت أنها أصبحت تشكل تهديداً خطيراً في المجتمعات الإيرانية، وقال التقرير: إن المساعد الدولي في مركز مكافحة المخدرات “أسد الله هادي نجاد” كشف عن ضبط أكثر من 42 ألف مشرد مدمن على المخدرات في إيران خلال الستة أشهر الماضية، 15 ألف منهم تم ضبطهم في طهران والباقون موزعون على باقي المدن الإيرانية، وأكد نجاد أنه يجب أن تؤخذ إحصائيات المشردين في البلاد باعتبارها تحذيراً جدياً، وأكد التقرير أن تغيير أنماط استهلاك المخدرات من التقليدية إلى الصناعية أدى في السنوات الأخيرة إلى زيادة عدد المشردين المدمنين على المخدرات.

إن هذه الإحصائيات وغيرها تشير إلى أن سياسات النظام الإيراني القمعية وتحريف الإسلام بشكل مستمر جعل الشعوب الإيرانية تحترف الاحتيال على القانون ولا تحترمه، وأصبحت كل المحرمات والممنوعات متاحة ومنتشرة في إيران أكثر من الدول غير الإسلامية والتي تبيح كثيراً من تلك المحظورات، ويرجع ذلك إلى سياسة القمع التي يستخدمها قادة النظام الإيراني مع شعوبهم في أبسط المطالبات وأقل الطموحات، بينما هم (المسؤولون في إيران) لا يتورعون عن ارتكاب كثير من تلك المحظورات كالاغتصاب وتجارة المخدرات وتعاطيها وكسب الأموال من مصادر غير قانونية أو عن طريق استيلائهم على معظم ثروات إيران وفقاً لما جاء في تقرير نشر في مجلة فوربس تحت عنوان “الملالي المليونيرات، أشار إلى الثروات الهائلة التي يستحوذ عليها رجال الدين في إيران، والمرشد الأعلى علي خامنئي يتربع على عرش الملالي الأثرياء بثروة تقدر بـ95 مليار دولار، في الوقت الذي يعيش فيه 90 بالمئة من الشعب الإيراني تحت خط الفقر، وعلق أحد الإيرانيين على هذا التقرير بقوله: “ثروة المرشد تفوق 30 مرة تلك التي كان يملكها الشاه محمد رضا بهلوي، ولأجل محاربة الفقر أسقط حكمه”.

نقلاً عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق