دور النقشبندية في الثورة العراقية

إن فجر يوم الجمعة الموافق 4 حزيران 2014 الذي إنطلقت فيه سواعد الثوار كافة في تحرير مدينة الموصل ثم بقية المناطق من الأقضية والنواحي التابعة لمحافظة نينوى، كان الأبطال النقشبنديون لهم الصولة الكبرى والباع الأطول في تحقيق إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة. ورغم أن الثقل المكاني للنقشبنديين يتمركز في الموصل، إلا أن “جيش رجال الطريقة النقشبندية” تنتشر فصائله في محافظات صلاح الدين وديالى وكركوك والإنبار وبغداد؛ مع الأخذ بعين الإعتبار إن محدودية وجودهم في مكان ما، يعني إن ذلك المكان ممتلاء بثقل لفصيل مقاوم آخر أو بمجلس عسكري أو عشائري. وهكذا تكون عموما الصورة الميدانية بيد الثوار على مختلف أطيافهم الوطنية والقومية والإسلامية.

وبذا نود التركيز في هذا الصدد على بعض الجوانب التي تخص الدور المهم للجيش النقشبندي سواء في الإشتباكات الضارية حتى صبيحة 10 حزيران 2014 ودخول العراق في تاريخ سياسي جديد، حيث إنهارت فيه المنظومة الأمنية والعسكرية المالكية، أو ما بعد هذا التاريخ من الإقدام الباسل والمتواصل على تحرير باقي المناطق في المحافظات.

عندما يعلن محافظ نينوى أثيل النجيفي في 11-7-2014 وعلى صفحته في التواصل الإجتماعي قائلاً: “أن الجيش النقشبندي هو المسيطر على الساحل الأيسر من الموصل”. ثم يقول: “كما هو متوقع فإن داعش لا تمتلك القدرة طويلاً في الموصل”. بل وأشار مؤكداً إلى أن جيش رجال الطريقة النقشبندية هو القوة الأكبر في محافظة نينوى.

معنى هذا إن القوة العسكرية والقتالية والعددية التي يتصف بها الجيش النقشبندي لا تقف عند حدود ما وصل إليه، وإنما تمتد إلى ما بعد آنية الحدث لكي تتواصل مع قادم الأيام في الأحداث المتوقعة والمرتقبة، وهذا بدوره إنما هو نتاج لسلسلة ترابطية طويلة، تبتدأ من سنوات مجابهات المحتل الأمريكي (2003-2011)، وإلى طغيان حكومة الظل الإيرانية في بغداد منذ العام 2005 ولغاية يومنا الحاضر، وصولاً إلى فجر الثورة الذي هو إمتداد تكميلي إلى العمليات التحررية التي نذر لها النقشبنديون وبقية البواسل الأشداء في فصائل المقاومة الذين تظافروا مع ثوار العشائر العربية بتحرير العراق من نير قوات وميليشيات المالكي الطائفية.

إن قوة الجيش النقشبندي كانت ومازالت تدفع بوسائل الإعلام المرتبطة بحكومة المالكي الطائفية أن تلفق له الأخبار الكاذبة وتزيف عنه الحقائق عمداً بغية النيل من عزيمة وإرادة النقشبنديين. ومع إنطلاقة ثورة التحرر والدور الذي يلعبه “جيش رجال الطريقة النقشبندية” بدأت تلك وسائل الإعلام الصفراء والمغرضة بترويج خبراً مفاده إن النقشبنديين دخلوا في قتال مع إحدى الجهات، ولقد سقط قتلى جراء هذا القتال من الجانبين.

وعلى الفور بتاريخ 2-6-2014 رد الناطق الرسمي للجيش النقشبندي الدكتور صلاح الدين الأيوبي تلك المزاعم، حيث أشار إلى ما يلي:

1- إننا ننفي نفياً قاطعاً في أي صراع مُسلح مع أية جهة غير الإحتلال وأذنابه، ونهجنا بهذا الصدد واضح لدى أبناء شعبنا العراقي.

2- ندعو القنوات الفضائية لتحقق من صحة أي خبر تروجه الحكومة الطائفية وماكنتها الإعلامية المضللة قبل نشره.

ثم ختم تصريحه بهذا النص: “ولا يخفى على أبناء شعبنا بأن هذه المزاعم من إفتراءآت الحكومة الصفوية التي تحاول زج جيشنا في صراع داخلي يلهينا عن هدفنا الأساس بمقاومة الإحتلال وأذنابه الصفويين”.

إن قوة الوعي والإدراك جزء من تركيبة القوة النقشبندية الروحية والمادية التي تترجمها قولاً وفعلاً على أرض الواقع والميدان. وهكذا يستمر الجيش النقشبندي بثبات صارم وشجاعة حازمة نحو تحقيق الهدف المنشود لدى جميع الأطراف الأبية التي تشاركه شرف القتال التحرري، ألا وهو الزحف نحو بغداد، والذي أشار إليه المجاهد عزة الدوري في خطابه المنشور في 12-7-2014، قائلاً: “قد تحرر نصف بلدكم وتحرير بغداد بات قاب قوسين أو أدنى”. اللهم آمين.

د. عماد الدين الجبوري

خاص بمركز مستقبل الشرق للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق