تفجير البحرين الإرهابي وتدخلات إيران السافرة

مازالت طهران تحاول زعزعة أمن دول عربية عبر تدخلاتها السافرة، والقيام بدعم جماعات طائفية متطرفة داخل تلك الدول، بهدف خلق حالة من عدم الاستقرار، وتحاول إيران استغلال حالة بعض البلدان العربية بعد ما عرف بالربيع العربي لتدعم جماعات بعينها بغية فرض سطوتها وتمددها في هذه الدول التي تشهد اضطرابات، وضمن مخططات إيران الشيطانية تعمل على دعم بعض الجماعات الصغيرة في البحرين للقيام بعمليات تخريبية تهدد أمن البلاد.

لقد تعددت أشكال التدخلات الإيرانية في هذا البلد، بداية من التصريحات المسيئة والتي تعبر عن نهج طهران الاستفزازي، إلى تخطيط ودعم العمليات التخريبية بشكل مباشر، لكن المؤكد أنه ورغم كل تلك المؤامرات، إلا أن البحرين لا تزال محصنة داخلياً، وتتمتع بتمازج طائفي يعكس تعايش أبناء الوطن وتمازجهم، فالمجتمع البحريني يتمتع بالتسامح والألفة بين مكوناته، وتلك العمليات التخريبية القليلة التي تحدث بين فترة وأخرى كما سبق وقلنا مدعومة من الخارج وتهدف إلى خلق الشقاق، وأيضاً بغية خلق ضجة إعلامية لا تعكس حقيقة ما يجري في هذا البلد، وتلك التدخلات تم إدانتها من عدد كبير من الدول وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة، والتي عبرت عن رفضها بشدة التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين الشقيقة، وعدم مراعاة إيران لأعراف حسن الجوار في خرق واضح للاتفاقيات والمواثيق الدولية.

فالمحاولات الايرانية المتكررة لإثارة الفتنة الطائفية بين أبناء مملكة البحرين مرفوضة حسب الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، والذي قال إن دولة الامارات العربية المتحدة تابعت باستياء شديد التصريحات التي صدرت عن جهات مسؤولة في إيران، والتي تشكل تعدياً سافراً على دولة مستقلة ذات سيادة وعلى هويتها وعروبتها، مطالباً بضرورة التراجع عن هذه التصريحات وإيقافها، واستغرب الدعوات الإيرانية إلى فتح صفحة جديدة مع دول المنطقة من أجل مكافحة جادة للإرهاب، في الوقت الذي تحاول فيه طهران زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة عامة ومملكة البحرين خاصة من خلال تدريب العناصر الإرهابية، وإيواء الفارين من وجه العدالة، ومحاولات تهريب أسلحة ومتفجرات إلى داخل المملكة في العملية التي أجهضتها السلطات البحرينية قبل أيام، والتي كانت تستهدف تقويض أمن واستقرار البحرين.

فتلك التصريحات والمحاولات التي صدرت عن جهات مسؤولة في إيران، لا تعكس رغبة في تحسين العلاقات أو تعزيز مناخ الاستقرار في المنطقة، وإنما تسهم في توتير الأجواء وإشعال فتنة طائفية بتصريحات تحريضية تتناقض مع كافة المواثيق والقوانين الدولية، فضلاً عن أنها تتنافى تماماً مع قيم الإسلام الحنيف ومبادئه السمحة، يتابع قرقاش مديناً بشدة التفجير الارهابي الذي وقع بمنطقة سترة، واستهدف رجال الشرطة أثناء قيامهم بالواجب، وأسفر عنه استشهاد اثنين منهم، وإصابة ثالث بإصابات بليغة، وأكد أن أمن واستقرار مملكة البحرين ركن أساسي في أمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واستقرارها.

ورغم الإدانات الدولية والعربية للتدخلات الإيرانية في دول الجوار، ومساعي طهران لتوتير المنطقة، إلا أن انعكاسات ذلك لم تنتهِ، إذ كشفت تحقيقات الأمن البحريني أن المتفجرات المستخدمة في الحادث الإرهابي بسترة هي نفس نوعية المتفجرات التي تم إحباط محاولة إدخالها من إيران مؤخراً، فقد سبق أن قامت القوات البحرينية بإحباط عملية تهريب عن طريق البحر لكمية من المواد المتفجرة شديدة الخطورة، بجانب عدد من الأسلحة الأوتوماتيكية والذخائر، وتبين أن المقبوض عليهم قد تلقوا تدريبات عسكرية في إيران، وتدريبات مكثفة على كيفية صناعة واستخدام المواد المتفجرة، وذلك بمعسكرات الحرس الثوري الإيراني تحتَ إشراف مدربين إيرانيين، وذلك لا يدع مكاناً للشك بتلك التدخلات العابثة بأمن البحرين والتي تظهر كذب طهران فيما يتعلق بدعواتها إلى علاقات ودية مع الجوار.

نقلاً عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق