الحرب الأهلية في إيران: أجراس تقرع

تعيش إيران على وقع مخاطر بوقوع حرب أهلية نتيجة الإرهاب الذي يمارسه نظام الملالي ضد الشعوب الإيرانية، والشعوب غير الفارسية الخاضعة لحكم النظام الصفوي، لعدم إعطائها حقها في تقرير المصير، علماً أن هذه الشعوب تواقة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الخروج من عباءة النظام الصفوي الذي يمارس القتل والإرهاب والعنف ولا يلتفت لحقوق أبناء الشعوب الإيرانية، فبدلاً من أن يستثمر أمواله في تحسين أوضاع شعبه يتركهم على الهامش نهباً للفقر والبطالة والجريمة والآفات الجنسية والمخدرات، ويعكف على تغذية الإرهاب ابتداء من حزب الله الإرهابي، إلى تنظيم داعش المجرم.

على وقع هذا الإرهاب الذي لا يتوقف تثور الشعوب الإيرانية والشعوب غير الفارسية الخاضعة لحكم الملالي، فقد أعلن عدد من شباب إيران قبل مدة قليلة أنهم سينزلون إلى الشوارع رفضاً لممارسات نظام الملالي، مطلقين صيحتهم الأولى “لا غزة ولا لبنان.. روحي فداء لإيران”، ويقصدون بذلك أن نظامهم ورطهم وتدخل في شؤون الغير، كما فعل مع المملكة العربية السعودية عندما اعتدى على سفارتها في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية.

وفي هذا السياق، تداولت مواقع عربية تحذيرات من ناشطين حقوقيين للنظام الإيراني الفارسي الذي يضيق على البشر ويمارس أسوأ أنواع الانتهاكات والإساءات، إذ حذر الناشط الحقوقي، الدكتور كريم عبديان، من أن عدم منح النظام الفارسي الحاكم في إيران الشعوب غير الفارسية الخاضعة لحكمه الحد الأدنى من الحكم الذاتي وتقرير المصير، فإن ذلك سيعرض البلاد لحربٍ أهلية محتملة في ظل الظروف الملتهبة، كما حصلت انهيارات في دول البلقان، متسائلاً فى مقال له، متى سيتوقف النظام الإيراني عن الاعتداءات على حقوق المواطنين، وفي مقدمتهم الشعوب غير الفارسية، ويعترف بحقوقهم؟

وقال، في المقال المنشور في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، إنه من حسن حظ العرب، الشعوب غير الفارسية لا تشارك الولي الفقيه في آيديولوجيته الطائفية ونزعته القومية الفارسية، فعرب الأحواز حتى الشيعة منهم، لا ينظرون إلى هذا المذهب امتداداً لثقافة ملالي إيران، التي هي مطبوخة أساساً بالنزعة القومية الفارسية منذ دويلة البويهيين مروراً بالصفوية، ووصولاً إلى علي خامنئي، وأن سكان الأحواز يعانون منذ سنوات من القمع والاضطهاد ونهب ثرواتهم على يد الحكومات المتتالية، كما أن هناك البلوش في شرق إيران وجنوبها، وهم مهمشون اقتصادياً وثقافياً إلى درجة يصعب على الولي الفقيه بناء جسور ثقة معهم، خاصة أن مذهبهم السني مهدد فعلياً من قبل مؤسسات الترويج الطائفي التابعة للولي الفقيه.

كما أن التركمان (السنة) أصبحوا متمسكين بقوميتهم التركية المهددة تحت المد الفارسي أكثر من أي وقت مضى. والأكراد الذين حاولوا فتح أبواب التفاهم مع السلطة المركزية في إيران بعد تخليهم عن الكفاح المسلح، أصبحوا الآن يدركون ألاعيب الولي الفقيه وحيله، ونكس الوعود على طريقته بعدما بقوا يتفرجون على إعدامات شبه يومية بحق شبانهم الأبرياء.

فمنذ الثورة الخمينية، عام 1979، عاشت إيران وشعوبها والشعوب الواقعة تحت حكم نظام الملالي في عزلة عن الشعوب الأخرى، وكان الهدف من ذلك، خلق مجموعات متعطشة للدم والإرهاب بعيداً عن المعاني الإنسانية التي تنطلق بين البشر بالتواصل، والتعاطي، فالإنسان الإيراني، ينظر اليوم للآخر بنظرة مريبة، في ظل ما تفرضه سلطاته عليه من قيود، وإن كان بعض الشباب الإيرانيين باتوا يحاولون الخروج من هذا القمقم، وهو أمر آت لا محالة.

نقلاً عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق