إيران وسياسة معاداة العرب

مازالت المعاداة هي السمة التي تصبغ السياسة الإيرانية تجاه الأمة العربية، هذا العداء المتصاعد الذي نلمسه كل يوم وفي كل لحظة، ينمّ عن أطماع إيرانية في ثروات الأمة، إضافة إلى شهوة الانتقام لتاريخ قديم.

فمنذ احتلال إيران للأحواز العربية وضمّها إليها وحتى ما حدث مؤخرا في اليمن، تاريخ طويل من المعاداة والتدخل والصراع، فمنذ احتلال الجزر العربية في الخليج (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) وما قامت به من اعتداءات على العراق (البوابة الشرقية للأمة) والتدخل في شؤونه وخلق الطائفية الكريهة التي أدت إلى الاقتتال والصراع.

ومازال لبنان مثلا صارخا للتدخل الإيراني، فهي عبر أداتها المسمّى حزب الله والذي زرعته تحت مسمى المقاومة، استطاعت تكريس وتجسيد الطائفية حتى أضحى الحزب غولا في وجهه الدولة والشعب اللبناني، وليس ما يحدث في سوريا بعيداً عن علامات التدخل الإيراني في العالم العربي خدمة لمصالحها وأطماعها. فوقوف إيران بجانب النظام ضد الشعب السوري، المطالب بالحرية والكرامة، أكبر دليل على عداء ملالي إيران للأمة العربية وشعوبها، والتي لا تختلف عن سياسة شاه إيران بعدائه الدائم للأمة العربية وتحالفه مع أعداءها، إنها نفس السياسة لكن بوجوه مختلفة.

القضية الفلسطينية هي القضية المركزية والمقدسة للأمة العربية والإسلامية، لم تسلم هي أيضا من حقد الملالي، فقد قامت وعبر أدواتها بدعوى المقاومة والممانعة بشق الصف الفلسطيني والتدخل في شأنه، حتى خلقت حالة الانقسام البغيض في صفوف الشعب الفلسطيني الذي مازال يدفع ضريبتها كل لحظة دما ودمارا.

وشواهد أخرى من التدخل والأطماع الإيرانية في الشأن العربي، ما تقوم به إيران من تدخلات في الخليج العربي.

فمثلا ما تقوم به إيران عبر أدواتها في البحرين والخليج بصفة عامة هو مثال يؤكد ما نذهب إليه من عدائية السياسة الإيرانية تجاه الأمة، طمعا في ثرواتها وحلما بإعادة عرش كسرى على حساب الأمة وشهوة في الانتقام.

أما ما حدث مؤخرا في اليمن، وهذا التدخل السافر والذي يهدف إلى خلق الصراعات والاقتتال بين أبناء الشعب الواحد، فلا يدع مجالا للشك لهذا الحقد الذي يميّز السياسة الإيرانية تجاه الأمة العربية.

فإيران وعبر هذه السياسة تشكل عدوا حقيقيا على الأمة ووجودها، فهي لا تفرق بين عدو مفترض وحليف في خدمة مصالحها، وخير دليل ما قام به النظام في السودان مؤخرا من إغلاق للمراكز الثقافية الإيرانية في السودان، وطرد لبعض الموظفين الإيرانيين بدعوى التدخل في الشأن السوداني وتهديد الأمن القومي، وذلك رغم تحالف النظام هناك مع السلطات الإيرانية.

وجدير بالذكر أن إيران تمثل عدوا حقيقيا على الأمة العربية لا يقل خطورة على ما تمثله الصهيونية وربيبتها إسرائيل، حيث أن تعالي وتيرة تدخلاتها في الفترة الأخيرة، يستدعي وقوف الجميع بوجه هذا التوغل قبل أن نأكل أصابعنا ندما.

مأمون هارون

نقلاً عن صحيفة العرب اللندنية

الوسم : إيرانالعرب

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق