إخفاقات إيران: الكذب الإعلامي والانهيار العسكري

المشروع الإيراني الذي أحبطته دولة الإمارات العربية المتحدة، لا سيما في اليمن الشقيق بعد قطع دابر الانقلابيين الحوثيين الذين يعتبرون الأيدي العابثة لإيران في المنطقة العربية بعد حزب الله اللبناني، ونظام بشار الأسد، والتنظيمات الإسلامية المتطرفة وأبرزها داعش جعل إيران وإعلامها في حالة تخبط دائمة.

الكذب الذي امتهنته وسائل الإعلام الإيرانية ليس إلا جزءاً يسيرا من حالة الهلع التي يعيشها النظام الإيراني المتهالك في طهران، لا سيما بعد انعقاد القمة الخليجية التي شكلت تقاربا وتوافقا منقطع النظير في معالجة القضايا العربية عموما والخليجية خصوصا لا سيما الموقف في اليمن.

وفي الوقت الذي استقبل فيه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بحفاوة بالغة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تأتي وسائل الإعلام الإيرانية لتكذب وتلفق وجود خلافات بين دول الخليج العربية في تقارير متلاحقة لوكالة “فارس” المعروفة بمحاولتها الدائمة الإساءة إلى العلاقات الخليجية.
فشل التسلل للعقل العربي

“فارس” الإيرانية تفشل دوما في التسلل إلى العقل العربي، لمعرفته المسبقة بمدى العداء الذي تكنه إيران إلى العرب ومحاولاتها المستميتة من أجل بث الخلافات والفرقة بين دولنا العربية، والسيطرة على مقدراتها من أجل تحقيق أطماعها وتنفيذ جرائمها، لكن هيهات لها ذلك، فالإمارات لها بالمرصاد، كما هو الحال لبقية الدول العربية التي تؤيد بشكل كامل ومطلق عمليات التحالف العربي في اليمن الشقيق لمساندة الشرعية، هناك وتقويض الأفعال الإجرامية التي تنفذها ميليشيات الحوثيين الانقلابيين وأتباع الرئيس اليمني المخلوع علي صالح.

الكذب الإيراني امتد أيضا إلى الاسطوانة المشروخة التي ترددها وسائل الإعلام الإيرانية “الفاشلة” حول افتتاح سفارة إسرائيلية في أبوظبي، علما أن القاصي والداني بات يعرف أن هذه البهلوانية الإيرانية والكذب الذي تسوقه ما هو إلا حملة تخفق كل مرة، وستخفق هذه المرة.

المضحك أنها وهي تتناول الخبر تؤكد من خلال أدلة تخترعها من دون أن يكون لها أساس من الصحة ثم تبني تحليلاتها عليها، وكأنها أخبار صحيحة ما يشير إلى مدى الإخفاق الإيراني ابتداء من وسائل إعلامها وانتهاء بجيشها “الثوري”.

وقاحة إيران
“وقاحة إيران”، تتمثل ليس فقط بمحاولتها السيطرة على بلداننا العربية بل بشراء الأسلحة ظنا منها أنها تستطيع مواجهة العرب وتدميرهم من أجل مشروعها الفارسي، في وقت تقول فيه وسائل الإعلام العالمية المختلف إن إيران التي تعاني الفقر والبطالة وانتشار الأمراض الجنسية تصرف على التسليح أقل مما تصرفه دول الخليج العربي بأكثر من 90 %.

وإثباتا للكذب الذي تسوقه وسائل الإعلام الإيرانية، يمكن لأي باحث أو متتبع أن يرى أدلة دامغة على العلاقة بين إسرائيل وإيران وهي العلاقة التي كانت إيران تحاول أن تخفيها منذ سنوات طويلة، وأن الصراع الإعلامي بين إيران وإسرائيل ما هو إلا محاولة للسيطرة على المنطقة العربية، وبث سموم إيران فيها وتدميرها من أجل تقسيمها وفقا لمطامعهم في العالم العربي؛ فالثورة الإسلامية التي تمت بقيادة الخميني العام 1979 كانت بدعم مباشر من المخابرات الإسرائيلية بهدف إثارة النعرات الطائفية والنزاعات في المنطقة العربية وزرع أياد لإيران في الدول العربية لا سيما السُنية، وهو ما كشفت عنه مجلة “التايم” الأمريكية.

استثمارات متبادلة
كما أن صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية تكشف يوميا عن حقائق ومعلومات تشير إلى العلاقة المتقاربة بين إيران وإسرائيل، أبرزها أن أكثر من 30 مليار دولار حجم الاستثمارات الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية، فضلا عن وجود أكثر من 200 شركة إسرائيلية تقيم علاقات تجارية مباشرة مع إيران وأن أغلبها تعمل في المجال النفطي، لا بل تشير الصحيفة أيضا إلى أن المرجع الأعلى ليهود إيران داخل إسرائيل الحاخام الأعظم “يديديا شوفط” يرتبط بعلاقات “حميمة” مع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني.

وليس هذا فحسب  بل إن عدد يهود إيران في إسرائيل تجاوز 200 ألف يهودي، ولهم نفوذ واسع في التجارة والأعمال والمقاولات العامة والسياسة، كما أن لهؤلاء نفوذ أكبر في قيادة جيش اليهود، فضلا عن اعتراف الرئيس الإيراني السابق أبوالحسن بني صدر في حوار مع صحيفة “الهيرالد تربيون” في شهر أغسطس من العام 1981 أنه “أحيط علما بالعلاقة الإيرانية الإسرائيلية”، فيما أعلن رئيس وزراء إسرائيل الأسبق “مناحيم بيجن” أن إسرائيل زودت إيران عدة مرات بالسلاح.

تكامل الدور الاحتلالي مع إسرائيل
ويتكامل الدور الإيراني مع الدور الإسرائيلي في السيطرة على الواقع العربي؛ فإيران تحتل الجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبوموسى)، وتثير بين فترة وأخرى قضية تبعية مملكة البحرين لها، فيما تحتل إسرائيل هضبة الجولان وأجزاء من الجنوب اللبناني وفلسطين، وهو ما يشكل دلائل واضحة على التكامل الإسرائيلي – الإيراني والعلاقة بينهما للسيطرة على الواقع العربي من قبلما، فيما يمكن أن يسمى “محور الشر” الثنائي.

والمتابع للشأن السياسي، يعرف تماما أن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أعلن – غير مرة – أنه لا يمانع من إقامة علاقات دبلوماسية وطيدة بين إيران وإسرائيل، وأنه قال خلال لقاء مع عدد من الطلبة في جامعة نيويورك وبحضور صحفيين، ردا على سؤال لمراسل موقع “واللا” الإسرائيلي، إن”المشكلة ليست مع إسرائيل”، وأن “إيران لا تمثل خطرا على إسرائيل فهي لم تفتعل أي عداء ضد تل أبيب”.

وبالرجوع إلى كتاب “التحالف الغادر ـ العلاقات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة الأمريكية”، قال الكاتب الأمريكي “تريتا بارسي” إن العلاقات الإيرانية – الإسرائيلية أثرت خلال الـ50 عاما المنصرمة على السياسات في منطقة الشرق الأوسط، مستندا في ذلك إلى أكثر من 130 مقابلة مع مسؤولين رسميين إسرائيليين، إيرانيين وأمريكيين رفيعي المستوى، ومن أصحاب صُناع القرار في بلدانهم.

هذه المقابلات والحوارات أشارت بوضوح إلى العلاقة بين إيران وإسرائيل، وأن هذه العلاقة ثابتة ولا تنفصل عُراها، ويثبتها ما تشير إليه الحقائق التاريخية، في مذكرات وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد (الذي تسلم منصبه في الفترة ما بين 2001 و 2006؛ أب خلال فترة الاحتلال الأمريكي للعراق)، الذي قال إن “السيستاني اسـتلم 200 مليون دولار من المخابرات الأميركية ليســاعدهم على غزو العراق، وليصدر لهم فتاوى تُلزم (الشيعة) بعدم التعرض لقوات التحالف والتعاون معها على أكمل وجه”، بعدما هدد العراق بضرب إسرائيل عدة مرات قبل أن يتم غزوه من قبل القوات الأمريكية.

نقلاً عن المزماة للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق