أطفال إيران بين البيع والاغتصاب

بقيمة 150 دولاراً يمكنك شراء طفل في إيران، هذا واقع الحال الذي تؤكده العديد من الدراسات والبحوث الصادرة من داخل وخارج إيران، حتى أصبح الاتجار بالأطفال عملاً يدر أموالاً طائلة للعصابات التي امتنهت هذه المهنة بأساليب متعددة، وأضحت أزمة تكبر يوماً بعد يوم، وخاصة في العاصمة طهران، وهؤلاء يبحث عنهم تجار الأطفال والمخدرات وعصابات الإجرام من أجل استخدامهم في تجارتهم وتسهيل مهام أعمالهم الإجرامية، وهناك رواية أخرى تؤكدها “فويس اوف تشيلدرن اوف ايران” أنه في إحدى المدن الداخلية في جنوب طهران يختفي طفل أو طفلين شهرياً.

والغريب في الأمر، أن عمليات البحث عن هؤلاء المفقودين تبقى دون نتائج ملموسة، وخاصة بعد مرور سنوات على خطف أو اختفاء الطفل، إذ يكون قد تغيرت ملامحه ويصعب التعرف عليه، ومصير هؤلاء الأطفال يبقى مجهولا، لأن العصابات التي تخطفهم تستغلهم بالأعمال الشاقة والتسول وتجارة المخدارت والأعضاء وغيرها من المهن الإجرامية، وفي حال تم العثور على الطفل المفقود يكون غير طبيعي ويعاني من صفات يصعب التعايش معها.

هذه التقارير تبين حجم المعاناة التي تحيط بالأطفال في إيران، وتؤكد أنهم في دولة لا تراعي أبسط الحقوق في رعايتهم، وفق منظمات دولية فإن 60 ألفاً هو الرقم الرسمي الذي أعلنت عنه السلطات الإيرانية لأطفال الشوارع، ولكن المنظمات الحقوقية تكذب هذا الرقم وتقدر عدد أطفال الشوراع والمشردين في إيران بحوالي 200 ألف، وهؤلاء الأطفال لا يحملون بطاقات شخصية ولا شهادات ميلاد، ويبقون مجهولي النسب، والبعض منهم كان بمثابة كبش فداء لأبيه المدمن والذي دفعه إلى الشارع لعدم مقدرته على رعايته أو لأجل العمل لكسب القليل من المال ليشتري بها كمية من المخدرات، وفي حال رفض الطفل العمل يتعرض لأسوأ عمليات العنف والتعذيب، وخاصة أنه لا قانون في إيران يحميهم من هذا العنف.

وحسب الإحصائيات فقد تم تسجيل هروب ما يقارب 90 طفلاً يومياً في شهر سبتمبر من عام 2011، وكان أغلبهم يتعرض للاغتصاب أو القتل أو الاستغلال من قبل عصابات الإجرام والمخدرات، والخطير أيضاً أن هناك 45 فتاة مازلن تحت سن الــ 18 عاماً هربن من بيوتهن نتيجة الفقر والاستغلال والقيود الاجتماعية، بعضهن ألقي القبض عليهن، لكن الباقيات وقعن بيد العصابات ويجري استغلالهن في الدعارة.

يقول العاملون في مجال حقوق الأطفال في إيران إن اغتصاب الأطفال أصبحت ظاهرة اجتماعية مدمرة في إيران، وإن الاعتداءات الجنسية وممارسة شتى أنواع أساليب العنف على الأطفال في إيران تزداد في وقت لا تستجيب قوانين البلاد لحل الظاهرة بشكل كلي.

“بهشيد أرفع نيا” ناشطة حقوقية ومحامية وعضو في جمعية دعم حقوق الطفل في إيران كشفت أن الاعتداء الجنسي على الأطفال ازداد بشكل كبير في إيران، لدرجة أنه يتم اغتصاب الطفل أحياناً من قبل محارمه أو أشخاص من الذين لديهم علاقة قريبة ووثيقة به، وأشارت “أرفع نيا” إلى أن الطفل المغتصب يجبر بالقوة والتهديد على السكوت عن هذه الجريمة، وأكدت أن معظم الاعتداءات الجنسية على الأطفال تحدث دون سن البلوغ، أي قبل أن يفهم الطفل هذه الأمور، وأشارت إلى ازدياد ظاهرة الاغتصاب في بعض مدارس إيران، وأكدت أن بعض المعلمين في بعض المدارس يمارسون الاعتداء والعنف الجنسي ضد الأطفال.

وقال شريعتي وهو عضو في جمعية دعم حقوق الطفل: إن إحدى حالات الاغتصاب الأكثر إثارة للصدمة وقعت في ورامين التابعة للعاصمة طهران في عام 2004، إذ تم اغتصاب 23 طفلاً وقتل 17 منهم بعد الاعتداء الجنسي عليهم في فترات مختلفة، وفي نفس السياق يؤكد العديد من المختصين في مجال حقوق الأطفال أن الاعتداء الجنسي على الأطفال أصبح ظاهرة اجتماعية في إيران لا يمكن إنكارها، واتسعت هذه  الظاهرة خلال العقود الأخيرة إلى الحد الذي وجب فيه دراستها وتحليلها والوقوف على أسباب انتشارها بهذا الشكل، وحسب تحقيقات إحصائية فإن 12 إلى 35 بالمئة من النساء و4 إلى 9 بالمئة من الرجال في إيران قد جربوا الاغتصاب قبل سن الـ 18.

نقلاً عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق