76 مشروعاً لتوصيل مياه الشرب النقية لعدد من المدن الباكستانية

تنفيذاً لمبادرة وتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بدعم قطاع المياه في الأقاليم والمناطق الفقيرة في جمهورية باكستان الإسلامية، نجحت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان على تبني تنفيذ 76 مشروعاً لتوصيل مياه الشرب النقية للمناطق المحتاجة في مختلف الأقاليم الباكستانية بكلفة إجمالية بلغت ستة ملايين و973 ألف دولار . 

ويعد المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان أحد المشروعات الإنسانية الرائدة التي تسهم بها القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة تجاه الدول والشعوب المحتاجة للمساعدة، ومد يد العون الإنساني لها، حيث أطلق المشروع الإماراتي بمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لتبني تنفيذ وإنشاء جملة من المشروعات الإنسانية والتنموية لمساعدة أبناء الشعب الباكستاني على تجاوز المحن والظروف المعيشية الصعبة التي يعانونها بسبب نقص الخدمات الأساسية المتمثلة في التعليم والصحة والمواصلات والمياه، ويعد برهاناً على عمق العلاقات التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية باكستان الإسلامية وشعبيهما الصديقين وسعي القيادة الرشيدة الحثيث لتقديم كل دعم ممكن ومساعدة للشعب الباكستاني .

تضمنت مشروعات المياه التي تم تنفيذها ضمن مجالات المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، أعمال حفر الآبار وتركيب محطات تحلية المياه وتنقيتها وإنشاء الخزانات والمضخات ومد شبكة الأنابيب لنقل المياه الصالحة للشرب إلى منازل الأهالي في إقليم خيبر بختونخوا ومنطقة جنوب وزيرستان، في إطار المساعي الرامية لتوفير مياه الشرب النقية للسكان ووقايتهم من الأمراض والأوبئة التي قد تنجم عن عدم توفر مثل تلك المياه .

ويأتي تبني المشروع الإماراتي لهذه المشروعات لينعم سكان الأقاليم المستهدفة بالمياه النقية داخل منازلهم بعد العناء الذي كانوا يتكبدونه للحصول على احتياجاتهم من المياه .

وتوزعت إنجازات المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان في مجال توفير المياه على المناطق المحتاجة بواقع 44 مشروعاً في إقليم خيبر بختونخوا و20 مشروعا في منطقة جنوب وزيرستان و10 مشاريع في منطقة مهمند أجنسي ومشروعين في منطقة شمال وزيرستان .

وتم في المرحلة الأولى الانتهاء من تنفيذ وإنجاز 64 مشروعاً منها 44 مشروعاً في إقليم خيبر بختونخوا و20 مشروعاً في منطقة جنوب وزيرستان بتكلفة قدرها خمسة ملايين و773 ألف دولار أمريكي، بينما يجري حالياً وضمن المرحلة الثانية تنفيذ 12 مشروعاً منها 10 مشروعات في منطقة مهمند أجنسي، ومشروعان في منطقة شمال وزيرستان بتكلفة مليون و200 ألف دولار .

وأكدت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان في هذا الصدد أن الغاية من تنفيذ هذه المشروعات تتمثل في توفير مياه الشرب النقية لأهالي المناطق التي تعاني العديد من المشكلات الصحية، بسبب تلوث المياه المتوافرة في مناطقهم وصعوبة الحصول على المياه الصالحة للاستخدام البشري فيها، ما أدى إلى تفشي أمراض خطرة في مجتمعهم مثل التهاب الكبد الوبائي والملاريا وغيرها من الأمراض والمشكلات الصحية المتعددة الناتجة عن استخدام المياه الملوثة والراكدة، في إطار الجهود الإنسانية لتعزيز برامج مكافحة الأمراض الناتجة عن تلوث المياه ومعالجة المشكلة الأساسية للسكان في المناطق النائية، والمتمثلة في الحصول على مياه الشرب النقية، حيث تشير الدراسات إلى أن ثلث سكان باكستان يعانون نقص هذه المياه .

وكشفت دراسات وتقارير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية النقاب عن أن 5 .3 مليون طفل في باكستان يواجهون خطر الإصابة بأمراض قاتلة تنقلها المياه نتيجة الفيضانات المدمرة التي اجتاحت البلاد، ومن بينها الامراض التي تسبب الإسهال مثل مرض الزحار وقدرت إجمالي عدد الأطفال المعرضين لمثل هذه الأمراض بستة ملايين طفل .

وأكدت التقارير نفسها أن الماء النظيف ضروري لمنع انتشار الأمراض القاتلة التي تنقلها المياه التي تلوثت بشكل كبير خلال الفيضانات، وحذرت من أن هناك نقصاً كبيراً في المياه النظيفة .

ووفق تقديرات البنك الدولي فإن أزمة المياه المتفاقمة تترك آثاراً كبيرة على الصحة العامة في باكستان .

وحسب دراسة لصندوق الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” فإن ما بين 20 و40 في المئة من المرضى في المستشفيات يعانون أمراضاً ذات علاقة بتلوث المياه، وكثيراً من الأمراض الوبائية مثل الإسهال والدوسنتاريا والكبد الوبائي “إى” وشلل الأطفال، إلى جانب وجود نسب عالية من الكيماويات في مياه الشرب ما سبب كثيراً من حالات التسمم .

وذكرت الدراسة نفسها أن نسبة وفيات الأطفال دون سن الخامسة بلغت نحو 101 حالة وفاة لكل ألف طفل، وأن الأمراض ذات الصلة بالمياه والصحة العامة مسؤولة عن 60 في المئة من تلك الوفيات، إذ تؤدي أمراض الإسهال فقط إلى وفاة أكثر من 200 ألف طفل دون الخامسة .

وبعد الآثار التي خلفتها الفيضانات ظهرت مشكلات الصرف الصحي وتفشي الكثير من الأمراض الخطرة، وأصبحت لمكافحة الأمراض الناجمة عن المياه الراكدة الأولوية بعدما تزايدت الإصابة بالإسهال ومرض التهاب الكبد وتفشى مرض الكوليرا الذي يمكن أن ينتشر بسرعة كبيرة في ظل عدم توفر المياه النظيفة . (وام)

مبادرات رئيس الدولة

أسهمت مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بشأن بناء وتجهيز 76 مشروعاً بقطاع المياه، ببدء مرحلة جديدة لأهالي وأبناء الأقاليم والمناطق القبلية، إذ أصبح الآن باستطاعتهم الحصول على مياه شرب نظيفة نقية صالحة للشرب وهو الجانب الأهم لتنمية الفرد والأسرة والمجتمع، والارتقاء بهم لمصاف ومستوى أبناء الشعوب المتقدمة ومجتمعاتها . ويعد “المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان” نموذجاً متميزاً ودليلاً واقعياً على نجاح الجهود الإنسانية والتنموية للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، في سعيها الحثيث لتقديم الدعم والمساعدة لأبناء الشعب الباكستاني الصديق، إلى جانب كونه مثالاً متميزاً وشاهداً وبرهاناً ثابتاً على أحقية الإمارات بالحصول على المرتبة الأولى عالمياً، كأكثر الدول المانحة للمساعدات الإنمائية الرسمية . وتم إطلاق المشروع في الثاني عشر من يناير عام ،2011 بتوجيهات قائد مسيرة الخير والعطاء صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله .

302.5 مليون دولار لـ 156 مشروعاً

بلغت التكلفة الإجمالية للمشاريع التي نفذها المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان خلال الأعوام الماضية في مرحلتيه الأولى والثانية، 302 مليون و560 ألف دولار تمثلت في تبني تنفيذ 156 مشروعاً تنموياً تستهدف تحسين نوعية الحياة للشعب الباكستاني كإنشاء المدارس والكليات العلمية والمعاهد الفنية والتقنية، وإنشاء العديد من المستشفيات لتوفير الرعاية الصحية في المناطق الفقيرة، وحفر الآبار وإنشاء محطات التنقية والمعالجة للمياه، وغيرها الكثير من المشروعات التي تسهم في تنمية المناطق الفقيرة في باكستان .

وتعد دولة الإمارات واحدة من الدول المؤسسة لمجموعة أصدقاء باكستان خلال عام ،2008 وهو منتدى مكرس لمناقشة السياسات الاقتصادية والتنموية الباكستانية وصياغتها بمشاركة أكبر الممولين الدوليين مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة . (وام)

 

نقلا عن صحيفة الخليج

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق