21% من العمال في إيران مدمنون على المخدرات

 معاناة العمال:

يعيش العمال في إيران تحت وطأة التهميش والظروف المعيشية الصعبة، نظراً لتدني مستويات الدخول وضعف الاقتصاد المحلي، مما جعلهم من أكثر الفئات تضرراً من الأوضاع الاقتصادية المتردية للبلاد، وتدني مستوى الدخول وعدم توفر فرص بديلة، وكثرة الضغوط الاقتصادية والجتماعية أدخلتهم في دائرة عدم الرضا الوظيفي، فلجأوا إلى طرق الانحراف هرباً من الضغوط النفسية المتنامية يوماً بعد يوم، وهو ما يفسر انتشار الإدمان على المخدرات بين العمال في إيران وخاصة في البيئات الصناعية.

معدلات إدمان العمال مرعبة:

وقد كشف تقرير نشرته صحيفة “اعتماد” حول انتشار الإدمان على المخدرات بين العمال في إيران وخاصة في البيئات الصناعية، حجم القلق الذي يساور العديد من المسؤولين والخبراء حول تفاقم الإدمان بين العمال في إيران، وذكر التقرير أن رئيس مجلس تنسيق مكافحة المخدارت في طهران “محمد رضا آذرنيا” صرح أن معدلات الإدمان بين العمال مفزعة للغاية، وخاصة في البيئات الصناعية، وأضاف أنه من الأفضل أن لا نتحدث عن الأرقام والإحصائيات، ولكن معدلات إدمان العمال مرعبة، ولابد من التعاون مع أصحاب العمل ليتم التعرف على العمال المدمنين، ومعالجة الموضوع، وأضاف “آذرنيا” إن هناك الكثير من العوامل التي أدت إلى شيوع الإدمان بين العمال، وأهمها عدم الرضا الوظيفي.

21% من العمال مدمنون على المخدرات:

وأضاف التقرير أن “حميد صرامي” المدير العام للأبحاث والتعليم في لجنة مكافحة المخدرات في إيران، كشف قبل سنتين عن تفاصيل أول دراسة أجراها مركز الأبحاث والتعليم في مكافة المخدرات بالتعاون مع وزارة العمل والرفاه الاجتماعي حول مدى انتشار الإدمان على المخدرات بين العاملين في الورش الصناعية، وقد شملت هذه الدراسة التي أجريت عام 2014م نحو 609 مصانع بعدد عمال وموظفين بلغ 13128 شخصاً، حيث تبين أن نسبة المدمنين على المخدرات بين هؤلاء العمال قد وصلت إلى 21%، 15% منهم غير متزوجين، و84% متزوجين والباقي مطلق أو أرمل، وبلغت نسبة النساء من هؤلاء 8% والذكور 92%، وذكر التقرير أن 39% من هؤلاء العمال هم من العمالة الماهرة، و35% من اليد العاملة البسيطة، و16% من الإداريين، و5% من العاملين في الخدمات، و3% عاملين في النقليات، و2% من العاملين في المجال الفني.

عوامل توجه العمال للإدمان:

ويعد عدم الرضا الوظيفي، وتدني مستوى الدخول والأجور، وكذلك استغلال أرباب العمل للعمال، ومطالبتهم ببذل المزيد من الجهد والأعمال، مع عدم النظر إلى تحسين أجورهم، من العوامل التي ساهمت في انتشار المخدرات بين العمال، والذين يعتبرونها بسبب ضعف إدراكهم بمخاطر المخدرات، وسيلة يلجأون إليها للتخفيف من التعب الجسدي والضغوط النفسية التي يتعرضون لها.

ولتقصير الحكومة وعجزها في المجال التوعوي وتنبيه المواطنين من مخاطر الإنزلاق نحو آفة المخدرات دور أيضاً في ارتفاع معدلات الإدمان على المخدرات بشكل عام في إيران، إذ تغيب الحركة التوعوية وخاصة بين أوساط غير المتعلمين والعمال.

وبات الإدمان على المخدرات في إيران قضية خطيرة تنهش جسد المجتمع الإيراني، وتثير رعب الخبراء والمختصين، حيث يؤكد مسؤول في وزارة الشؤون الاجتماعية، أنه في السنوات الأخيرة تضاعفت نسبة المدمنين من 70 شخصاً حتى 100 شخص يومياً.

المخدرات تقتل 8 أشخاص يومياً في إيران:

وكشف نائب وزير الصحة الإيراني “إرج حريرجي” أن الإدمان على المخدرات يتسبب بمقتل 8 مواطنين في إيران يومياً، وأضاف أن 65% من المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة (إيدز) هم من متعاطي المخدرات عن طريق الحقن، وخمسين بالمئة من المدمنين على المواد المخدرة مصابون بمرض التهاب الكبد C، وأوضح أن المخدرات رابع مسبب لوفاة الإيرانيين، وأنها تؤدي لوفاة 8 أشخاص يومياً، وأشار إلى أن 50% من المساجين في إيران، محكومون بقضايا تتعلق بتعاطي المخدرات أو الاتجار بها، و26.5% من أسباب الطلاق في إيران سببها الإدمان على المخدرات والمشروبات الكحولية.

20 ألف مدمن خطير في طهران:

وما يزيد قلق المسؤولين في إيران وجود نحو 20 ألف مدمن على المخدرات مصنف خطير في العاصمة الإيرانية طهران فقط، وهو مؤشر على زيادة معدلات الجرائم بشكل ديناميكي، وقد أكد ذلك قائد قوى الأمن الداخلي في إيران “حسين اشتري” الذي أعرب عن أسفه جراء عدم توفر الإمكانيات اللازمة لإعادة تأهيل ومعالجة هؤلاء المدمنين الخطيرين، وأضاف اشتري أن هناك مليون و500 ألف مدمن على المخدرات في إيران، وهو ما يترك آثاراً سلبية في البلاد، مؤكداً أن 50% من السرقات التي تقع في البلاد تكون من قبل المدمنين على المخدرات، وكذلك 50% من السجناء في البلاد سجنوا لقضايا تتعلق بالمخدارت، وأشار أيضاً إلى العديد من الجرائم التي تحدث بسبب الإدمان على المخدرات.

الإدمان سيدمر 30% من قوى الشباب الإيراني:

ووفقاً للتصريحات الرسمية الإيرانية، فإن هناك نحو مليون ونصف المليون شخص مدمن في إيران، في حين أن التقارير تؤكد أن عدد المدمنين أكثر بكثير من الإحصائيات التي تعلن عنها الحكومة الإيرانية، وأعرب عضو هيئة التدريس في جامعة طهران “محمد علمي مهدوي راد” عن قلقه إزاء خطر الإدمان على المجتمع الإيراني، واعتبر “مهدوي راد” أن انتشار وترويج المخدارت أسوأ من الغزو الثقافي، وطالب كافة المؤسسات الدينية والاجتماعية بتوعية الشعب من مخاطر تعاطي المخدرات، وأكد أنه في حال عدم مكافحة الإدمان على المخدرات في إيران، فإن 30% من قوى الشباب الإيراني سوف تدمر في المستقبل القريب.

نقلاً عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق