هل تفشل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في تأسيس دولة موحدة عظمى بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟

اعتبر رئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي في مقابلة في 15/5/2016 أن الاتحاد الأوربي يسعى لإتباع نهج الديكتاتور النازي أدولف هتلر في محاولته بناء دولة عظمى، وأوضح في مقابلة مع صحيفة صنداي تلغراف أن تاريخ أوربا حافل منذ ألفي عام بمحاولات لتوحيد القارة تحت راية سلطة واحدة على غرار ما كانت عليه الإمبراطورية الرومانية وقال: أن هتلر وأشخاصا كثيرين حاولوا فعل ذلك، وانتهى الأمر بطريقة مأساوية ، الاتحاد الأوربي هو محاولة أخرى بطريقة مختلفة، وأن ما ينقص جوهرها هو المشكلة الأبدية، أي عدم وجود ولاء حقيقي لفكرة أوربا هذا هو سبب هذا الفراغ الديمقراطي الهائل.

لكن اتهم جونسون بأنه يلعب لعبة قذرة، خصوصا عندما داعبت خياله عندما كان عمدة لندن النظرية القائلة إن وجهة نظر الرئيس أوباما بتشجيع بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوربي يمكن تفسيرها بأن بعض أسلافه هم من كينيا، لكن سياسات أمريكا كانت دائما تقوم على دعم عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوربي، بل تساءل وزير المال الفنلندي ألكسندر ستاب ماذا يحدث في مهد الحكمة والحضارة؟

خلال سنوات حكم أوباما حدث تحول في الوعي المتنامي في كل من واشنطن ولندن بنهضة آسيا، التي جعلت كلا من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تعيدان النظر في نهجهما تجاه العالم وحتى تجاه بعضهما بعضا، لكن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي يعيد حسابات الطرفين، رغم أن أوباما حذر أثناء زيارته للندن عند خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي ستكون في آخر الطابور.

كما أن هيلاري كلينتون هي مثل أوباما تؤمن بالتمحور مع آسيا التي تعتبر من الأولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة يمكن أن تتوصل إلى استنتاجات مماثلة لتلك التي توصل إليها أوباما، وسبق أن أوضحت هيلاري كلينتون في مقال لها عام 2011 بعنوان القرن الباسيفيكي في أمريكا، بل حتى حكومة كاميرون كانت تنفذ تمحورها الخاص مع آسيا حتى على حساب العلاقات مع الولايات المتحدة، خصوصا بعدما أصبحت عضوا مؤسسا في بنك الاستثمار في البنية التحتية الآسيوية مقره بكين ضد رغبة الحكومة الأمريكية، رغم أن أمريكا يلتحق طلبتها المتفوقين للدراسة في جامعة تسينغهوا في بكين مثلما كانت ترسلهم سابقا للدراسة في جامعة أكسفورد رغم الحنين إلى الأنجلوسفير التاريخي أي الدول الناطقة باللغة الإنجليزية، لكن الحتمية الجديدة فرضت واقعا جديدا على الطرفين.

وحسب مجلة فوربس العالمية التي اعتبرت الاقتصاد الأمريكي هو الأكبر من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي، والبالغ 17.41 تريليون دولار لعام 2015 بما يعادل نحو 22.44 في المائة من إجمالي الناتج المحلي العالمي، لذا ظلت الولايات المتحدة على مدى السنوات الماضية هي القوة الاقتصادية العظمى بما تملكه من التكنولوجيا الحديثة والبنية التحتية وموارد طبيعية وفيرة، ومع ذلك، هناك قلق عالمي متنام نتيجة فقدان أميركا زخمها الاقتصادي خلال السنوات المقبلة، ذلك بعد ظهور الأرقام المنخفضة في مؤشرين حيويين هما الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من عام 2016، وتقرير الوظائف الأمريكية خلال أبريل 2016، وأظهرت بيانات النمو الصادرة عن الخزانة الأمريكية تباطؤ النمو الاقتصادي بوتيرة سنوية 0.5 في المائة انخفاضا من 1.4 في المائة من النمو المحقق في الربع الأول من عام 2015.

وتشير تقديرات مجلس المؤتمر وهو منظمة ذات عضوية تجارية ومجموعة بحثية غير ربحية معفاة من الضرائب وتعول ما يقرب من 1200 من الشركات العامة والخاصة ومنظمات أخرى، أنه بحلول عام 2018 ستتجاوز مساهمة الصين في الناتج المحلي الإجمالي العالمي مساهمة الولايات المتحدة، بعبارة أخرى أصبح الاقتصاد الصيني أكثر هيمنة من الاقتصاد الأمريكي، كانت الصين مسؤولة عن مجرد 4.1 في المائة فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ارتفعت المساهمة إلى 15.6 في المائة عام 2015.

الاتجاه الأكثر إثارة للقلق لدى الأمريكيين هو التفاؤل المتلاشي بشأن المستقبل، تشاؤم الأغلبية الذي سبق الانهيار المالي عام 2008 في ذروة آخر فقاعة عقارية عام 2005 منذ أن حذر ألان جرينسبان رئيس الاحتياطي الفيدرالي آنئذ عندما حذر من أن المجتمع لا يمكن أن يتساهل طويلا مع وضع حيث معظم الناس يعانون تراجع مستويات المعيشة، قال لا يمكن أن يقبله أي مجتمع ديمقراطي رأسمالي دون معالجة، بالنسبة لمعظم الأمريكيين والأوربيين الوضع اليوم أسوأ مما كان في ذلك الحين لم يتمكنوا من سداد قروضهم العقارية، بينما متوسط الدخل أصبحوا أقل في عام 2015 على كلا جانبي الأطلسي بسبب التراجع الحاد في نمو الإنتاجية خلال الأعوام ال15 الماضية، حيث يجادل روبرت جوردون في كتابه ارتفاع وانخفاض النمو الأمريكي بأن القفزة في الإنتاجية التي بدأت في عام 1870 لا يمكن أن تتكرر أبدا.

بذلك هناك قلق كبير بسبب الارتفاع الكبير في عدم المساواة الذي يشهده عام 2015 على غرار عام 1930 زمن الكساد الكبير، ما يعتبر تراجع في النظام العالمي، خصوصا عندما اشتكى أوباما في مقابلة مع مجلة أتلانتك من المستفيدين الانتهازيين بين حلفاء أمريكا بما في ذلك بريطانيا لا يختلف كثيرا عن ترامب، النظرة الجديدة لقد تعب الأمريكيون من الدفع مقابل باكس أمريكانا وهي على عكس بريطانيا في الثلاثينات، لا تزال الولايات المتحدة تستطيع تحمل العبء، لكنها لا تريد ذلك، وهي كلمات أثارت الغضب في بريطانيا.

يبدو أن أوباما يفكر على غرار نيفيل تشاميرلين الذي أيد استرضاء هتلر الذي قال إن تشيكوسلوفاكيا لم تكن تستحق عظام جندي بريطاني واحد بالطريقة نفسها حيث لم يعبر أوباما عن أي قلق بشأن الشعب السوري، كما لم يعبر عن أي قلق بشأن تدفق اللاجئين إلى أوربا بسبب الأزمة السورية، ويعتبر تدفق اللاجئين إلى أوربا مشكلة أوربا، ويجب أن يدافع الشرق الأوسط عن نفسه.

هناك تشوهات في مبدأ أوباما لا يمكنها حل كل المشكلات في عالم مضطرب لا ينبغي أن يجعلنا نستنتج أنها عاجزة، مراقبة سوريا تحترق لا يمكن أن يكون أمرا مريحا، أوباما يريد أن يتم تذكره بدلا من ذلك بالصفقة الدبلوماسية التي قيدت البرنامج النووي في إيران وهي صفقة فاشلة أفشلتها الدبلوماسية السعودية، وبالانفتاح على كوبا، والتمحور نحو آسيا التي بالغ فيها، والاتفاق العالمي بشأن المناخ.

تكاليف التقاعس الدولي تمثلت في مئات آلاف القتلى وملايين المشردين، كذلك كان هناك أثر واضح في مكانة أمريكا الدولية، بسبب أن عقلية واشنطن لم تلتقط تقارير الشركات الاستشارية التي كانت ترسم صعود الصين وتحولات القوة العالمية خلال العقد الماضي، حيث هناك تردد في الاعتراف بوفاة اللحظة أحادية القطب، رغم ذلك يغفل أوباما الديناميكية البشرية في العلاقات الدولية، الدبلوماسية الناجحة تتطلب نفوذا، والإشارة إلى النفور من التورط العسكري تستنزف ذلك النفوذ، والتقاعس يحمل عديدا من المخاطر بقدر التدخل.

وقد صرح مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر ببعض التعليقات المؤيدة لوجهة نظر أوباما بأن الولايات المتحدة لا يمكنها إصلاح مشاكل الشرق الأوسط من جانب واحد، يقصد كلابر بضرورة تعاون أجهزة الاستخبارات في مواجهة الإرهاب، التقى كلابر في منتصف أبريل 2016 مع بعض رؤساء أجهزة الاستخبارات الأوربية بالقرب من قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا، لمناقشة أفضل أساليب مشاركة المعلومات والاستخبارات، خصوصا بعد تصريحات لكلابر بعد تولي منصبه في مقابلة شخصية أجريت معه قائلا بأن الولايات المتحدة قد استهانت بتنظيم داعش الإرهابي، وأن الولايات المتحدة تعمل على الحط من قدرات المتطرفين تدريجيا ولكنها لن تقوم باختراق معاقل المتطرفين من داعش في العراق، ومن المرجح أن تواجه صراعا طويل الأمد، الذي من شأنه أن يتسمر لعقود، بل يرى كلابر حتى بعد هزيمة المتطرفين في العراق وسوريا فتستمر المشكلة، ولا يمكن للولايات المتحدة إصلاح ذلك الأمر وهي تصريحات تزعج الحلفاء في أوربا وفي الشرق الأوسط مثل السعودية وتركيا ومصر.

وفي كتاب القوة الاستثنائية، لماذا يحتاج العالم إلى أمريكا قوية؟ لديك شيني وابنته ليز يشنان هجوما حادا على إدارة الرئيس أوباما وسياستها الخارجية التي أسهمت في تراجع الدور الأمريكي عالميا، ويستعرضان في هذا السياق القوة الأمريكية الفريدة في العالم، ويوضحان حجم الضرر الذي ألحقته إدارة أوباما بهذه القوة وتراجعها عن مبدأ قيادة العالم، ويريان أن مبدأ أوباما استرضاء الخصوم والتخلي عن الحلفاء أثبت فشله، ويريان أنه ينبغي للرئيس القادم أن يلغي صفقة النووي مع إيران لأن أضرارها على الأمن الأمريكي وعلى حلفاء الولايات المتحدة أكبر من فوائدها حتى يطمأن حلفاء الولايات المتحدة.

لكن مفاجأة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي التي صدمت العالم خصوصا أعضاء الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة، أثبتت خطأ توقعات الكل الذين راهنوا على بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوربي، لذلك جاء خروج بريطانيا من الاتحاد صدمة للخبراء والمستثمرين والساسة على حد سواء ليؤكد صعوبة التنبؤ بمثل هذه الأحداث النادرة.

هذا التحول الكبير كان مفاجأة مدوية بسبب أن خبراء الاستطلاع لم يلتفتوا بما يكفي للطبقة العاملة وللناخبين الأقل حظا من التعليم، فعلى سبيل المثال تعتبر مدينة سورندرلاند حيث يوجد فيها أكبر مصانع السيارات في بريطانيا مؤشرا للاتجاهات فيما بين الناخبين من العمال وقد فاجأت الكل بشدة لتأييدها للخروج من الاتحاد الأوربي، ولم يكن روتشايلد وحده الذي توقع أن تختار بريطانيا البقاء في الاتحاد الذي انضمت إليه عام 1973 وحده فيما ذهب إليه من توقعات بل كان معه كثيرون.

بل أوضح مصدر مطلع على متابعة المخابرات الأمريكية لحملة الدعاية للاستفتاء إن نتيجة الاستفتاء أربكت هذه الوكالات، بل وضعت الجميع في حيرة، وصرح ديفيد وليامز المتحدث باسم شركة لادبروكس للمراهنات لم يحدث من قبل قط في تاريخنا الممتد 130 عاما أن شهدنا ليلة حدث فيها مثل هذا التطور الكبير في المراهنات، بعدما كانت تتوقع البقاء تبلغ 94 في المائة حتى إغلاق مراكز التصويت، لكن هذا تغير تغيرا جذريا في الساعات الأولى من صباح الجمعة عندما بدأت النتائج الأولية تتواتر.

تغلب الهاجس القومي والحتمية الجديدة في هذا الاستفتاء، ما جعل الاتحاد الأوربي يواجه مطالب ملحة بالإصلاح بعد اختبار عضوية بريطانيا ذكر القادة بضرورة التغيير لضمان الاستقرار قبل أن تنزلق أوربا نحو اليمين المتطرف مؤسساتيا وليس فرديا، خصوصا بعدما شكك 61 في المائة من الفرنسيين في جدوى الاتحاد الأوربي، بل بدأت اليونان تخشى أن يمارس الأوربي ضغوطا عليها لدفعها للخروج بهدف الحفاظ على تماسكه.

سيناريوهات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي يجعلها مثل الولايات المتحدة أو الصين، وقد تكون مثل سويسرا التي أبرمت أكثر من مائة اتفاق مع الاتحاد الأوربي في قطاعات محددة، أو وحدة جمركية كما مع تركيا، وستواجه بريطانيا إذا لم تتوصل مع الاتحاد الأوربي بأن تدور في فلك الاتحاد الأوربي أو أن تواجه حواجز أعلى بين اقتصادها وسوقها الرئيسية، وأن تفاوض بريطانيا على نحو مليوني بريطاني يقيمون في الاتحاد الأوربي، ولا سيما حقوقهم في التقاعد وحصولهم على الخدمات الصحية في دول الاتحاد ال27 على قاعدة المعاملة بالمثل لرعاية الاتحاد الأوربي في بريطانيا.

قرار الانفصال أحدث هزة وطعنة للمشروع الأوربي حيث كان الرئيس فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا الأكثر انخراطا في هذه الاتصالات بالنظر للدور التاريخي الذي تلعبه باريس وبرلين باعتبارهما قاطرة الاتحاد والدولتين الكبيرتين فيه بعد انسحاب بريطانيا، ويبدو أن هناك تنافس خفي لمن تعود المبادرة في قيادة المرحلة الحرجة التي فتحت أمام الاتحاد، وكيف يتم منع تكرار سيناريو الانسحاب البريطاني من بقية دول الاتحاد خصوصا في الاجتماع الذي استضافته برلين للدول المؤسسة للاتحاد ألمانيا، فرنسا، بلجيكا، هولندا، ولوكسمبورغ، وهو اجتماع لوزراء لا يمتلكون تصورا واضحا للمرحلة الجديدة من شأنها تقريب المواطن الأوربي من الاتحاد حيث لم تعد الشعارات مفيدة مثل دعوة الرئيس الفرنسي الذي أطلق دعوة للانتفاضة التي تحتاج إلى تحديد ماهيتها ويوفر لها مضمونا حسيا، خصوصا بعد تضارب المواقف لجهة التعاطي مع موضوع الهجرات الكثيفة التي عرفها الاتحاد الأوربي في العامين الأخيرين.

هناك خوف من استمرار النهج الذي استخدم في بريطانيا أن يقوي اليمين المتطرف والخطاب الشعبوي الذي رأى في التجربة البريطانية بالون اختبار يتوكأ عليها ويؤمله بتكرار التجربة في بلدان أخرى في اسبانيا وإيطاليا وهولاندا والسويد والدنمارك وفرنسا يمكن أن تكون مؤشرا لمدى تقدم الغربة الانفصالية بأن القدماء يريدون فرض رؤيتهم وقراراتهم على الجدد أي بلدان أوربا الوسطى والشرقية.

 لذلك تبحث الدول الست مقاربة جديدة لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي ما زالت مستفحلة في أوربا ووجهها الأول أرقام البطالة والتوافق على مقاربة جديدة أكثر نجاعة لموضوع استمرار تدفق المهاجرين غير الشرعيين على الشواطئ الأوربية نتيجة عقيدة أوباما الذي يريد من الحلفاء مثل أوربا أن يكونوا أكثر حضورا وأكثر مساهمة في مشكلات الشرق الأوسط وخصوصا في محاربة الإرهاب، بعدما كانت أوربا تشكك في حقيقة الإرهاب وإمكانية تمدده وتهديد أمنها، وأن تكون شريك في حل الأزمة السورية التي تسببت في نزوح الملايين وتدفق المهاجرين إلى أراضيها.

الزلزال البريطاني يضرب عموم أوربا التي باتت في مهب الريح وبداية لتفتيت الهياكل السياسية والاقتصادية والأمنية التي بني عليها النظام الأوربي بعد الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، بل تدمير للحضارة السياسية الأوربية يفتح بابا واسعا أمام التيارات اليمنية الشعبوية أو القومية التي تطالب باستفتاءات مماثلة في جميع دول الاتحاد.

يدرك أوباما أن الاتحاد الأوربي أكبر داعم للسياسات الأمريكية على ضفة الأطلسي بل كانت بريطانيا العصى الأمريكية الغليظة الضاغطة في محافل بروكسل لتمرير ما تريده واشنطن من قرارات مستفيدة من ثقل بريطانيا في الاتحاد خصوصا في ظل تعاظم الدور الروسي في منطقة الشرق الأوسط وفي سوريا، وقد تتمكن روسيا من تحقيق فكرة الترويج لأوراسيا لتجميع دول آسيا معها في امتداد جغرافي سياسي غير مسبوق خصوصا وأن روسيا تحاول تفعيل منظمة شنغهاي بالتحالف مع الصين ضد أوربا والولايات المتحدة، رغم أن الصين حذرة من التحالف مع روسيا بسبب أن مصالحها مع الغرب أكبر لذلك نجد أن الولايات المتحدة تهدف من خلال تحقيق اتفاقية التجارة مع الاتحاد الأوربي إلى تحجيم تجارة الاتحاد الأوربي مع الصين، وفي نفس الوقت لدى الأمريكيين وحتى الأوربيين قلق من أن تصبح ألمانيا قطب يهيمن على القارة قد يقف أمام مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.

هذه التحولات السياسية ستصب في صالح السعودية في المرحلة المقبلة يصب في تعزيز دورها الإقليمي، وتتجه الولايات المتحدة إلى تعزيز التحالف مع الدور السعودي، وتنسيق مواقفها معها في وقف النفوذ الإيراني في المنطقة بدعم أوربي لوقف الهجرات الوافدة على الاتحاد الأوربي التي تسببت في الزلزال الأوربي.

د. عبد الحفيظ عبد الرحيم محبوب

أستاذ بجامعة أم القرى بمكة المكرمة

مركز مستقبل الشرق للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق