نظام الملالي فشل في إخفاء رائحة جثامين حرسه الثوري خارج البلاد

كشفت زيادة أعداد القتلى في صفوف قادة وعناصر فيلق القدس الذراع الخارجي للحرس الثوري الإيراني حجم التدخلات غير المبررة من جانب النظام الإيراني في البلدان العربية والإسلامية، وقد تناثرت أجساد قادة وعناصر الحرس الثوري الإيراني في كل منطقة شهدت تدخلاً عسكرياً من قبل إيران، وخاصة في سوريا والعراق واليمن، ويعتبر هذا رفضاً شعبيا لهذه التدخلات، لأنه ليس من تفسير لها سوى التعدي على الشعوب وإشعال الفتن والانقسام، ويحرص الحرس الثوري على التدخل العسكري في كل بلد يشهد صراعاً سياسياً من أجل الاصطفاف مع أحد الأطراف ضد الأطراف الأخرى، وهو ما يعتبر إشعالاً للفتنة وتدخلاً في شؤون الغير بطريقة دموية وطائفية تكشف حقيقة المضمون.

وخلال الأزمات والأحداث الدائرة في كل من سوريا والعراق واليمن، فقد قتل عدد لا بأس به من قادة وعناصر الحرس الثوري الإيراني، وأصبحت جثامين الإيرانيين العسكريين من أفراد وضباط تنقل بشكل دوري من هذه الدول إلى إيران، وفي آخر حادثة حول هذا الموضوع فقد كشفت وكالات الأنباء الإيرانية أن إيران تسعى لاستعادة جثمان ضابط كبير في الحرس الثوري الإيراني كان قد قتل في شهر أبريل الماضي من هذا العام في جنوب سوريا، وهو الضابط في الحرس الثوري الإيراني “هادي كجباف”، والذي قتل قرب بلدة بصر الحرير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الجنوب من دمشق، وهذا من بين العديد من الضباط الإيرانيين الذين قتلوا في سوريا والعراق واليمن في المعارك الدائرة هناك، لتكشف هذه الأخبار اللثام ليس فقط عن خسائر إيران في سوريا والعراق واليمن، بل وتكشف كذبة التفوق العسكري للمقاتلين الإيرانيين في المعارك، وهذا في حد ذاته دليل ومستند على التدخل الإيراني العسكري المباشر بالمقاتلين والسلاح والمال في هذه الدول بغاية تحقيق الأهداف الفارسية من زعزعة وإضعاف حكومات وأنظمة هذه الدول لجعلها فريسة لأفكار ونظريات الملالي التي كانت ومازالت سقماً على شعبها.

ومن الإيرانيين العسكريين الذين لقوا مصرعهم خلال المعارك الدائرة في كل من سوريا والعراق، ولم تستطع السلطات الإيرانية إخفاء الأخبار المتعلقة بقتلهم، مما أضطرها إلى الإعلان عنهم بشكل رسمي مع تغيير العديد من الحقائق في مضمون أخبارها، العميد حسين بادبا، وهو أحد مساعدي قائد فيلق القدس “قاسم سليماني”، وقد توفي هذا القائد في أحد مستشفيات محافظة كرمان جنوب إيران إثر إصابته بجروح في معارك مع الثوار في منطقة بصر الحرير في محافظة درعا، ولقي أيضاً القيادي في الحرس الثوري “علي يزداني” مصرعه خلال المعارك الدائرة في مدينة تكريت العراقية، ووفقاً لموقع “جهان نيوز” المقرب من التيار المتشدد في إيران، فإن يزداني هو رئيس كتيبة الهندسة العسكرية في الحرس الثوري الإيراني.

وكانت إيران قد أعلنت بشكل رسمي عن مقتل القائد العسكري برتبة عميد في الحرس الثوري “حبيب جنت مكان” أثناء مواجهات وقعت في مدينة سامراء في محافظة صلاح الدين، وفي 18 أبريل الماضي قُتل أيضاً القائد العسكري في الحرس الثوري “رضا حاج كاركربرزي”، كما قتل محسن كمالي أحد أفراد قوات التعبئة (البسيج) التابعة للحرس الثوري الإيراني في مواجهات مع قوات المعارضة في ريف دمشق، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية إيرانية، وكما أشرنا سابقاً أيضاً فقد لقي القائد العسكري “هادي كجباف” مصرعه في 20 أبريل الماضي خلال مواجهات وقعت مع مجموعات معارضة في بلدة بصر الحرير في محافظة درعا جنوب سوريا.

وكان مقتل القائد العسكري في الحرس الثوري الإيراني “عبد الله اسكندري” خلال المعارك الدائرة في سوريا، بمثابة تكذيب واقعي وميداني للرواية الإيرانية الحكومية التي تؤكد دائماً عدم تدخلها عسكرياً في الأحداث الجارية في العراق وسوريا، ورفع مقتله أيضاً عدد قتلى ضباط الحرس الثوري في سوريا وحدها إلى 60 ضابطاً.

كما وتحدثت العديد من التقارير الإخبارية عن مقتل أكثر من ثلاثين عنصراً دفعة واحدة بينهم سبعة من الحرس الثوري الإيراني بمعارك جرت على الجهة الشرقية لقمة النبي يونس بريف اللاذقية غربي سوريا، وقال محيي الدين أحد قادة الجيش الحر: إن قوات النظام السوري والميليشيات الداعمة له استماتت في محاولة سحب جثث القتلى الإيرانيين السبعة، وأحدهم ضابط “كي لا تقع بأيدي الثوار، وتكون دليلاً مؤكداً على مشاركة القوات الإيرانية بشكل مباشر في معارك الساحل”.

ولم يعد حالياً للنظام الإيراني أي ستار يخفي وراءه مثل هذه التدخلات الدموية من طرفه ضد شعوب المنطقة، وخاصة بعد فضح قتلاه وأسراه لحقيقة أهدافه ونواياه، وأصبح تناثر جثامين عساكره في سوريا والعراق تكذيباً لتأكيداته المتكررة في عدم تدخله عسكرياً في هذه الدول، فما الذي يريده هذا النظام الدموي من الشعوب العربية في إرساله لقواته لمقاتلة الشعوب العربية وسفك الدماء هنا وهناك وإشعال نار الفتن؟ ولماذا لم نسمع أو نرى أي قتيل إيراني في فلسطين المحتلة؟؟

نقلاً عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

 

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق