نساء إيران عرضة للاعتداء الجنسي بغطاء من السلطات

تصر الحكومة الإيرانية على إقصاء السيدات من المشاركة في صناعة القرار، التي تصطدم بتوجهات المحافظين الذين يريدون للمرأة الإيرانية أن تعيش في مجتمع تغزوه العادات والتقاليد والتشدد النابع عن تخلف فكري وتراجع في النظرة إلى المرأة، لا بل النظر إليها بدونية وليست كشريك في صناعة القرار في بلاد شهدت حالات إعدام متكررة لسيدات دافعن عن أنفسهن من التحرش الجنسي على يد أشخاص يعملون مع السلطة الحاكمة أو أحد أقطابها.

التخوف الإيراني المتشدد من دخول المرأة الإيرانية إلى البرلمان والمشاركة في مجلس الشورى القادم الذي يجري التصويت عليه يوم الجمعة المقبل ليس إلا خوفا من مطالبة هؤلاء السيدات بحقوقهن، وعلى رأسها حمايتهن من جرائم الاغتصاب والجرائم الجنسية التي تشيع في المجتمع الإيراني، تحت أعين السلطات التي تعمل من أجل تنفيذ أجنداتها متناسية حقوق شعوبها.

وهذا كله، بسبب الارتفاع غير المسبوق في آفة التحرش الجنسي التي باتت معالمها واضحة وظاهرة في المجتمع الإيراني، إذ تقول الأرقام والإحصائيات إن التحرش يصل إلى نحو 98%، وهو ما يعزوه خبراء اجتماعيون ومراقبون إلى السياسات الإيرانية التي لا تهتم بالفرد بقدر اهتمامها بالتسلح، ما أدى إلى إفقار المجتمع من ناحية، وتدميره ثقافياً، واجتماعياً، فالشعوب الإيرانية اليوم هي شعوب مهزومة تغزوها الأمراض الاجتماعية والجنسية، فضلاً عن انتشار المخدرات والدعارة بكثرة، وهو ما كان أقر به أمين مجلس صيانة الدستور آية الله أحمد جنتي الذي قال في تصريحات سابقة له إن “أكبر مشكلة نواجهها هي نقص في الأبعاد الأخلاقية والروحية، ونحن لدينا انتقادات شديدة في هذا الموضوع”، في حين انتقدت صحيفة “آرمان” الإيرانية عدم قدرة النظام الإيراني على حماية مواطنيه، والدليل على ذلك الارتفاع الملحوظ في نسب التحرش بالفتيات في البلاد.

وقد شهد المجتمع الإيراني العديد من الجرائم والإرهاب ضد الفتيات لاسيما اللواتي تعرضن لآفة التحرش، في ظل تواطؤ واضح من قبل السلطات الإيرانية، فمثلا نفذت السلطات الإيرانية حكماً بالإعدام بحق “ريحانة جباري”، التي اتهمت بطعن رجل من ضباط المخابرات الإيرانية ويدعى “مرتضى سربندي ” حاول اغتصابها، قبل سبع سنوات، ورغم الدعوات التي وجهتها منظمات حقوق الإنسان والدول العربية والأجنبية إلى تعليق تنفيذ الحكم لما فيه من ظلم لهذه الفتاة التي دافعت عن نفسها وشرفها، إلا أن السلطات الإيرانية تجاهلت كل هذه الدعوات ونفذت حكم الإعدام بحق الفتاة.

وفي رسالة وجهتها الفتاة لوالدتها يظهر مدى التواطؤ الرسمي الإيراني على حقوق أبناء المجتمع، إذ تقول ريحانة في رسالتها لوالدتها “لقد عشتُ 19 سنةً في هذا العالم.  في تلك الليلة المشؤومة كان يجب أن أكون أنا القتيلة.  كان جسدي ليُلقى في إحدى زوايا المدينة؛ وبعد أيام كانت الشرطة ستأخذكِ إلى مكتب الطبيب الشرعي لتتعرَّفي على الجثة؛ وكنتِ ستعرفين حينها أني قد اغتُصبت. لم يكُن أحدٌ ليتوصَّل إلى هوية القاتل؛ لأننا لا نملك أموالهم ولا نفوذهم. عندئذٍ كنتِ ستُكملين بقية حياتكِ في معاناة وعار؛ وكنت ستموتين كمدًا بعد بضع سنين؛ وكانت القصة ستنتهي”.

وكذلك أثارت الصحافية الإيرانية “شينا شيراني” جدلاً واسعاً بعد أن استقالت من قناة “برس تي في” وهروبها خارج إيران بعد تصريحاتها المثيرة للجدل بشأن واقعة تحرش تعرضت لها من قِبل مديرها، ونشرت شيراني صوراً خاصة بها وهي ترتدي الحجاب، معلنة نيتها كشف ما تعرضت له من مضايقات وتحرش خلال عملها، وأتت هذه التصريحات الأسبوع الماضي بعد اضطرارها إلى مغادرة إيران، عبر رسالة على موقع “فيسوك”، كتبت فيها “لا أستطيع أن أعمل في قناة لا أؤمن بها”.

ثم نشرت صورتين وهي مرتدية الحجاب فيهما، وكتبت: بما أن هذا لم يكن كافياً، ولم يكن ارتداء ملابس محتشمة كافياً، فسأفضحهم، أنا متأكدة من أن زملائي يتذكرون، لقد أهِنت وفقدت وظيفتي.

نقلاً مركز المزماة للدراسات والبحوث

 

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق