سورية: معركة الجنوب .. أين تقع الأهمية

نتيجة تراجع الدور التركي وضعف الدور الأمريكي وغياب الدول العربية المنشغلة بمشاكلها الداخلية فتح المجال أمام إيران بأن تكون اللاعب الأقوى في المنطقة عن طريق الحرس الثوري خصوصا في سوريا والعراق ولبنان واليمن.

بعد طلب أوباما من الكونغرس بتفويض لاستخدام القوة ضد داعش ولا يستبعد الاستعانة بقوات برية، هذا الطلب أتى بعد زيارة أوباما للسعودية للتعزية في وفاة الملك عبد الله وإجراء مشاورات مكثفة مع الملك سلمان ما جعل المراقبين يؤكدون أن هناك مرحلة جديدة بعدما اصطحب أوباما العديد من الجمهورين وعلى رأسهم مكين رئيس لجنة الدفاع في الكونغرس الأمريكي والذي دائما ينتقد سياسات أوباما في سوريا.

أدركت إيران أن سياسة إغماض الأعين التي يعتمدها الأمريكيون في سوريا قد تتغير خصوصا بعد حرق داعش الكساسبة ومقتل الرهينة الأمريكية لدى داعش، لذلك يرى مراقبون أن خطاب روحاني أتي بلهجة تهديد لدول التحالف والدول المجاورة، وعرض في نفس الوقت عرض على الغرب بأن يكون هناك دور إيراني ضروري لاستقرار الشرق الأوسط مقابل استعداد طهران لاعتماد الشفافية نوويا وهي مقايضة مكشوفة للغرب.

أرسلت إيران قاسم سليماني إلى سوريا لقيادة معركة الجنوب بالتعاون مع حزب الله والقوات العسكرية التابعة للأسد تحت اسم محور المقاومة من أجل دغدغة مشاعر العرب والمسلمين باعتبار أن معركة الجنوب هي حدود مجاورة لإسرائيل، وبالفعل سيطرت على البلدة في ريف درعا والقنيطرة بهدف حماية دمشق التي أصبحت مهددة من الشيخ زهران علوش الذي بدأت قواته تهدد دمشق لأول مرة وضربها الصورايخ بشكل متواصل وبدأت تتقدم النصرة والمعارضة نحو العاصمة السورية دمشق قد تتمكن من اسقاطها.

تستبق إيران احتمال أن يقوم الأردن باجتياح بري لمقاتلة داعش رغم أن الأردن يرفض مثل هذا الهجوم البري، لأنه بإضعاف داعش يفتح الطريق أمام قتال النظام السوري، لذلك إيران تعتبر هذا التوقيت مهم جدا لإنقاذ العاصمة دمشق.

تخشى إيران أن تكون خطة دي مستور قد دخلت مرحلة الجدية، خصوصا بعدما ضغطت تركيا باتجاه توسعة خطة دي مستورا لتشمل ريف حلب، وصرح دي مستورا عند مغادرته دمشق بأنه سيركز على التقليل من العنف وسيطلع مجلس الأمن على نتائج مبادرته.

 إيران متوجسة من موقف موسكو التي تبحث عن فك عزلتها عن طريق العرب خصوصا من خلال مصر والسعودية، بسبب أن هناك تعاونا عسكريا واقتصاديا مع مصر، وقد يكون هناك تعاون نفطي مستقبلي مع السعودية لمواجهة آثار انخفاض أسعار النفط وبالفعل هناك زيارات متبادلة بين الطرفين.

موسكو حريصة على تسويق ورقة مبادئ موسكو، وتتقاطع اجتماع موسكو مع اجتماعات المعارضة في القاهرة، وهناك مؤتمر القاهرة في أبريل المقبل بحضور الفصائل العسكرية السورية المعارضة، وأعلنت أن لا تغيير في بنود جنيف وعلى رأسها هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة.

د. عبد الحفيظ عبد الرحيم محبوب

أستاذ بجامعة أم القرى بمكة المكرمة

مركز مستقبل الشرق للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق