قائمة صحيفة نيويورك تايمز للدول الجديدة المحتملة، وأخريات (2)

11- إعادة توحيد كوريا:

وفقاً لجاكوبز وخانا: “كصدى لتوحيد ألمانيا، وانهيار النظام في كوريا الشمالية؛ فإن ذلك من شأنه أن يفتح الحدود العسكرية بين الكوريتين ويزيلها. وفي الواقع فإن الاستراتيجيين في كوريا الجنوبية يعملون بالفعل على بناء تحالف إقليمي لإدارة التكاليف الاقتصادية والاجتماعية لاستيعاب مملكة الناسك  the hermit kingdom”.

ليس من الواضح كيف يمكن إحداث هذا التكامل المحتمل مع كوريا الشمالية بشكل جيد. مع ذلك ما تزال كوريا الجنوبية تتسم بسياسة إقليمية متشددة، كما هو واضح في نتائج الانتخابات الأخيرة، ومع ذلك كله، ما تزال القومية الكورية قوة فاعلة.

 11

كما تم تقديم مقترحات إضافية لبلدان جديدة محتملة عبر جهات أخرى. إذ يطرح موقع (ComingAnarchy.com) عدداً من دول مستقلة حديثة، والتي يمكن أن تنشق عن دول أوروبية قائمة:

12

اسكتلندا (جزء من المملكة المتحدة حاليا)، نورماندي  Normandy وبرتاني Brittany وكورسيكا Corsica (فرنسا)، جمهورية الباسك  Basque Republic إضافة إلى كاتالونيا  Catalonia مع أو بدون جزر البليار Balearic Islands (إسبانيا)، بادن فورتمبيرغ  Baden-Württemberg وبافاريا  Bavaria (ألمانيا)، بادانيا Padania وسردينيا  Sardinia (إيطاليا).

كما طرحت خريطة أكثر تطرفاً للدول المستقلة المحتملة في أوروبا، قوائم أضافت إلى ما سبق طرحه:

13

إيرلندا المتحدة  United Ireland والمنشئة من انضمام كل من جمهورية إيرلندا الحالية وإيرلندا الشمالية، ويلز Wales  (في الجزر البريطانية)، غالسيا  Galicia والأندلس Andalusia  (إسبانيا)، ترنتينو جنوب تيرول  Trentino South-Tyrol في شمال إيطاليا، جمهورية صرب البوسنة Republica Srpska وهرسك والبوسنة Herzeg-Bosnia  (التي تشكل معاً البوسنة والهرسك حالياً)، كوسوفو Kosovo  وميتوهيا Metohia  في جنوب صربيا، ترازدينستريا Trasdnistria، أوسيتيا الشمالية  North Ossetia والشيشان  Chechnya وأبخازيا  Abkhazia  في منطقة القوقاز الشمالي، ناغورني كارباخ   Nagorno-Karabakh، قبرص الشمالية  Northern Cyprus.

كتبت مجموعة GeoCurrents، على نطاق واسع، حول إشكاليات هذه المناطق والحركات القومية (يمكن العودة إلى المرجع الأصلي للنص وللموقع)، لكن تبقى كاتالونيا على وجه الخصوص، ذات أهمية جديرة بالذكر، وخاصة أنه قد تم تشكيل سلسلة بشرية امتدت إلى حدود 400 كم متر، بغية دعم استقلال كاتالونيا، وذلك في 11 أيلول/سبتمبر 2013.

14

وقد شارك ما يقارب 1.6 مليون شخص في هذا الحدث في إسبانيا، الذي بات يعرف باسم (طريق كاتالونيا نحو الاستقلال)، أو اختصاراً (طريق كاتالونيا). والذي نظم من قبل الجمعية الوطنية الكاتالونية (The Assemblea Nacional Catalana)، وهي المؤسسة التي تسعى للحصول على الاستقلال السياسي لكاتالونيا عن إسبانيا عبر الوسائل الديمقراطية. وقد اختار القوميون الكاتالونيون أساليب المظاهرات العامة والسياسة الانتخابية عوضاً عن العنف، في تناقض حادٍ مع القوميين الباسك المتشددين، الذين اعتنقوا لفترة طويلة نمطاً متشدداً، عبر الهجوم على الدولة الإسبانية ومؤسساتها باستخدام البنادق والقنابل.

يبدو أنّ الاستراتيجية الكاتالونية كانت أكثر نجاحاً بكثير من نظيرتها الباسكية، إذ لم يكن باقي الإسبان وحدهم من يشعر بالاشمئزاز من إرهاب حركة “إيتا” الانفصالية ETA (Euskadi Ta Askatasuna)، بل شاركهم في ذلك معظم سكان إقليم الباسك كذلك، وفقدت حركة إيتا (الحركة من أجل أمة الباسك) زخمها، على نقيض ما يجري مع الحركة القومية الكاتالونية التي تكتسب مزيداً من الأراضي.

وتكمن أحد الأسباب خلف نشوء حركة الاستقلال الكاتالونية، هو الرغبة في حماية الثقافة المحلية، التي تتمحور حول اللغة الكاتالونية. وكنظيرتها الإسبانية، تعتبر اللغة الكاتالونية إحدى اللغات الرومانسية المطورة من اللغة اللاتينية بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية في القرن الخامس الميلادي.

ورغم كون المتحدثين بها يتمركزون في شبه الجزيرة الأيبيرية، إلا أنها ترتبط بشكل أوثق مع اللغتين الفرنسية والإيطالية. وعلى سبيل المثال، فإن كلمة صيف في الكاتالونية هي ” estiu” مشتقة من الجذر ” été” وهو ذاته في الفرنسية والإيطالية، وليس ذات صلة بالإسبانية. وكذلك الفعل يريد ” voler” أكثر صلة بنظيره الفرنسي والإيطالي ” vouloir” من الإسباني ” querer” الذي يختلف عنه بشدة.

وقد أدرجت كلا اللغتين الإسبانية والكاتالونية كلمات ذات مصدر عربي، لكنها ليست بالضرورة ذات الكلمات، إذ اقترضت الكاتالونية من العربية كلمة ” alfàbia” والتي تعني الجرة الكبيرة=الخابية، وكلمة ” rajola” أي البلاط. في حين اقترضت الإسبانية كلمات مثل ” aceite” أي النفط=الزيت، وكلمة aceituna أي الزيتون.

ومع ذلك، لا تقتصر اللغة الكاتالونية على إقليم كاتالونيا، فهي اللغة الوطنية والرسمية الوحيدة في البلد الصغير “أندورا” Andorra ، ولغة التعامل الرسمي لجرز البليار Balearic Islands وفالنسيا Valencia  في إسبانيا. كما تستخدم دون اعتراف رسمي بها في أجزاء من أراغون Aragon  ومورسيا Murcia  في إسبانيا، وفي المنطقة الفرنسية روسيون Roussillon.

ونتيجة لأن الثقافة الكاتالونية تتخطى إقليم كاتالونيا، فإن عدداً من المصادر يفسر تصاعد حركة الاستقلال الكاتالونية بمبررات اقتصادية أكثر منها ثقافية. إذ تعتبر كاتالونيا واحد من أغنى أجزاء إسبانيا، وتسهم الضرائب المقتطعة منها في دعم المناطق الفقيرة في البلاد. ومع استمرار الأزمة الاقتصادية الحالية في إسبانيا؛ فإن كثيراً من سكان المنطقة يشعرون بأنه لم يعد بإمكانهم تحمل دعم منطقة إكستريمادورا (Extremadura) والمناطق الفقيرة الأخرى من البلاد. وتعمل مثل هذه القضايا الاقتصادية على تعزيز الترابط بين الكاتالونيين الأصليين مع المهاجرين من أجزاء أخرى من إسبانيا، والذين يعيشون فيها.

ويحظر الدستور الإسباني التصويت صراحة حول الانفصال، وليس من الواضح فيما إذا كان غالبية سكان كاتالونيا يسعون إلى الاستقلال التام أو تعزيز الحكم الذاتي. ورغم ذلك، يبدو أن كاتالونيا تتموضع بشكل جيد على طريق “تمكين مواطني كاتالونيا من اختيار مستقبلهم السياسي كشعب”، كما جاء في إعلان السيادة الكاتالونية الذي اعتُمِد مؤخراً.

أخيراً، فإن أراضٍ أخرى لم يتم ذكرها في قوائم الدول المستقلة المحتملة، ومنها فويفودينا (Vojvodina). ففي أواخر عام 2009، منحت صربيا السيطرة تعلى مناطقها الشمالية لفويفودينا في مجالات: التنمية الإقليمية، والزراعة، والسياحة، والنقل، والرعاية الصحية، والتعدين، والطاقة.

15

يبلغ تعداد سكان فويفودينا قرابة 2 مليون نسمة، واكتسبت حق التمثيل في الاتحاد الأوروبي (على المستوى الإقليمي وليس الدولي). ويظهر اعتماد الحكم الذاتي عوضاً عن الاستقلال الكلي، ما يريده غالبية السكان المحليين، 65% منهم من الصرب، أي أنهم يفضلون الحكم الذاتي إلى حد كبير نتيجة العوامل الاقتصادية، لكن تزايد المطالبات بتوسيع الحكم الذاتي، قد تؤدي إلى مزيد من المطالبات الأخرى، وبالفعل فإن المجموعة العرقية المحلية المجرية تسعى لإنشاء منطقة مستقلة بها داخل منطقة الحكم الذاتي الأكبر (فوفيودينا).

آسيا بيريلتسفيج

ترجمة: عبد القادر نعناع

يمكن العودة إلى النص الأصلي في:

Asya Pereltsvaig, “The New York Times’ List of Potential New Countries, and Others As Well“, September 24, 2013, GeoCurrents: http://www.geocurrents.info/geopolitics/new-york-times-list-potential-new-countries-others-well

الوسم : خرائط

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق