في ذكرى الخميني .. مغالطات خامنئي

ذكر خامنئي يوم 4 يونيو الجاري أن نحت الخميني تعبير «الشيطان الأكبر» من أهم إبداعاته، وأنه ظل حتى وفاته يضغط بأضراسه على قوله الموت لأمريكا! هذا بينما تستأنف جولات المفاوضات النووية مع أمريكا وأخواتها!

جاء ذلك خلال الاحتفال بذكرى الخميني السادسة والعشرين، الذي رحل في 3 يونيو 1989، وتوسع خامنئي في مفهوم الشيطان الأكبر، وأنه يشمل التشيع القادم من لندن، ربما يقصد ما يسمى شيعة السفارة حسب تابعه حسن نصر الله! والتسنن القادم من أمريكا، ربما في إشارة لداعش وغيرها!!

في كلمة خامنئي توالت الاتهامات للمعارضة وللمخالفين والمختلفين مع نظام الولي الفقيه والخميني، الذي وصفه أيضاً «أنه التمثيل الصحيح للإسلام بعد التمثيل الأول في صدر الإسلام»! هكذا .. قولة واحدة في لغة حدية لا تعرف إلا احتكار الحق والحقيقة، تتماهى لو أنصف الولي الفقيه كلية مع لغة داعش وخطابها من زاوية أخرى.

ومما ذكره خامنئي، بينما حكومته تستأنف الجولات التفاوضية مع القوى الست الكبرى، أمريكا وأخواتها، حول ملفها النووي، أن إمام ثورته ظل يمسك بضرسه على عقيدة «الموت لأمريكا» شعاراً واعتقاداً!

كما ذكر سبعة مبادئ لفكر الخميني، الذي رآه حمل ويحمل خارطة طريق مفعمة بالأمل لشعب إيران، تؤكد على ضرورة الوحدة الوطنية، كان أهمها ما يلي:

1 ـ تكريس الإسلام المحمدي ورفض الإسلام الأمريكي.

2 ـ الثقة بصدق الوعود الإلهية وعدم الثقة بالمستكبرين.

3 ـ العدل للجماهير وتحقيق العدالة الاجتماعية.

4 ـ معارضة الهيمنة الدولية بصراحة ودون مواربة.

هنا نلاحظ أن التمويه الأيديولوجي يخفي الحقائق دائماً ولا يعترف بها وهو يفعلها، ينكرها وهو له مستجيب، أي إسلام أمريكي وأنتم من تتفاوضون مع أمريكا الآن، وأي إسلام كرسه الخميني وخليفته وهم يفجرون ويقسمون أمة محمد بدوائر الفتنة الكبرى وثارات الحسين وزينب في سوريا والعراق ولبنان واليمن! وأي عدالة ورفاه للشعب الإيراني المكدوح وأنتم البلد الأكثر إعداماً في العالم لمعارضيه!

إيران الأولى في إعدامات المعارضة في العالم وليس في الشرق الأوسط فقط، فقد شهدت إيران في العام المنصرم 2014 فقط أكثر من 900 حالة إعدام، بخلاف حالات الإعدام غير المعلنة، حسب المنظمات الحكومية والدولية، وهو ما يعني أن الرقم أكثر من ذلك بكثير .. والأكثر نكاية بالمعارضة سواء كانت الحركة الخضراء التي تقع تحت عباءة الخميني أيضاً أو غيرها من معارضات الشعوب الإيرانية!

يتجاهل خامنئي كما تجاهل الخميني قبله معارضات الشعوب الإيرانية، تجاهل ما حدث في مهاباد قبل شهر، ويتجاهل ما شهدته فرنسا بعد ذلك بأيام في 16 يونيو الجاري من اجتماعات المعارضة الإيرانية التي ترى المشكلة مع هذا النظام التمييزي ضد العرب الأحوازيين وضد الأكراد وضد السنة وضد النساء! كما تجاهل أن بلده هي الأولى عالمياً في انتهاكات حق الحياة وتنفيذ أحكام الإعدام سنة 2014 التي بلغت 900 حالة كانت آخرها الفتاة التي اغتصبها رجل أمن إيراني مريم جبار! ذات الستة والعشرين ربيعاً!

تجاهل خامنئي وهو يتكلم في ذكرى الخميني هذا العام عن رفضه النزعات الطائفية والانشقاقات المذهبية، ما تقدمه الميليشيات الجهادية التابعة له في كل مكان من قتلى وقاتلين، وقد شيع في 16 يونيو الجاري 370 إيرانياً قتلوا في سوريا والعراق وخطب في مشيعيهم بطهران باعتبارهم شهداء قضيته ونظامه!

إن نظام الولي نظام أيديولوجي انغلاقي ولفوفي في آن، يوضحه هامش نقوله في ذكرى الخميني هو غدره بكل من شاركه الثورة، وبرئيس الحكومة بختيار الذي استجلبه وأعاده لإيران في الأول من فبراير بعد أن استجاب الشاه للرحيل، في 16 يناير سنة 1979 ولكن ما إن أتى الخميني في الأول من فبراير، وخطب في جماهيره إلا وخلع بختيار وهو ما تم في 16 فبراير كما خلع بعده الحسن بني صدر! وغدر بطالقاني وبحركة تحرير إيران! تراث من الغدر المبرر بدعوى الدين!

 نقلاً عن الرؤية

بقلم:هاني نسيرة

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق