رسالة العرب في مؤتمر كوبنهاغن: المقاومة الوطنية الأحوازية وعاصفة الحزم

قضية الأحواز العربي قضيةٌ عادلة شأنها شأن باقي قضايا العرب وبل قد تتعداها لتكون قضية أمة بامتياز. فالشعب العربي الأحوازي شعب ضارب في القدم، تمتد جذوره إلى آلاف السنين حيث كان الآراميون القدامى على ضفاف نهر قارون والذي دعاه العرب الأوائل بـ “دجيل” ويسمى اليوم بـ “كارون”. انطلاقاً من هذه العقيدة، عقدت حركة النضال العربي لتحرير الأحواز مؤتمرها الثالث يومي 28-29 من شهر كانون الأول/نوفمبر الفائت في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، تحت عنوان: «المقاومة الوطنية الأحوازية وعاصفة الحزم». جمع المؤتمر لفيفاً من الشخصيات العربية السياسية والحقوقية والثقافية وكذلك إعلاميين من دول الخليج العربي وبلاد الشام وبلاد الرافدين والمغرب العربي، إضافة إلى عدد من أبناء الأحواز المؤمن بوحدة القضايا العربية ومصيرها المشترك.

افتُتِح المؤتمر بكلمة لرئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز السيد حبيب جبر، قال في مستهلها، إن القضية الأحوازية اجتازت مرحلة التعريف بها بعد أن كانت منسية. كما شدد رئيس حركة النضال، على أن الشعب العربي الأحوازي شديد التعلق بهويته العربية، كما أثنى في كلمته أيضاً على عاصفة الحزم وقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، وقال: “لقد أربكت عاصفة الحزم حسابات الدولة الفارسية ووضعت حداً لتدخلاتها السافرة في الشأن اليمني”. واعتبر حبيب جبر أن عاصفة الحزم خطوة مثالية يمكن أن ننطلق منها كأساس عملي للتصدي للمشروع الفارسي الخطير. وفي هذا السياق أكّد جبر على أن مواجهة المشروع الإيراني يمكن أن تتم أيضاً من الداخل، وذلك من خلال دعم الشعوب غير الفارسية والتي تشكل 70% من سكان جغرافية إيران السياسية، وذلك بتشكيل قوة مشتركة فيما بينها سياسياً وأمنياً وعسكرياً وإعلامياً من أجل التحرر من هيمنة الحكام الفرس.

 

أحواز- كوبنهاغن1

 

تلت كلمة رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز كلمات أخرى من المشاركين في هذا المؤتمر وكان منها: كلمة رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرة والذي أكد فيها على أن المعركة واحدة والانتصار واحد ضد العدو الفارسي في سوريا والأحواز، وطالب بتوحيد الجهود لتحرير المحمرة ودمشق معاً.

ومن الإمارات العربية المتحدة قال الدكتور سالم حميد، رئيس مركز المزماة للدراسات والبحوث، والذي خصص للقضية الأحوازية وشعوب إيران حيزاً واسعاً من اهتمامات المركز، قال عن المؤتمر والقضية الأحوازية: “الآن أصبح لدي معرفة أوسع بالقضية الأحوازية، وأنا سوف أبذل جهدي من أجل طرح أكبر للقضية الأحوازية في الإعلام الإماراتي”. ومن فلسطين قال زيد تيم، مستشار الرئيس الفلسطيني: “إن القضية الأحوازية، قضية أمة حالها حال القضية الفلسطينية”.

أحواز-كوبنهاغن 2

وأما من موريتانيا، فقال المثقف والسياسي السعد بن بيه، رئيس العلاقات الخارجية لحزب الحضارة والتنمية الموريتاني، “إن على إيران أن تستمع لنادي العقل والمصلحة، فالجغرافيا عنيدة والأيام متداولة، عليها أن تختار بين الكف عن المواجهة وانتهاج سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في القضايا العربية والخروج من الأرض العربية المحتلة، وأن تنفض يدها من توتير الأوضاع في منطقتنا، وأن تعيد لواجب الأخوة والاتحاد الإسلامي اعتباره”.

ومن الأردن، طالب النائب في البرلمان الأردني محمد البطاطشة بوضع القضية الأحوازية ضمن المناهج العربية حتى تدخل عقل ووجدان الإنسان العربي. وأما من الكويت، فقد أكد النائب السابق في البرلمان الكويتي الدكتور بدر الداهوم في كلمته على أننا “كعرب نحتاج مشروعاً يواجه المشروع الصفوي الفارسي، وهذا يستدعى أن نرسم خطة دقيقة وقوية، تأخذ بعين الحسبان جميع القوى والحركات التحررية للشعوب في الخارطة السياسية في إيران”. ومن مملكة البحرين طالب النائب في البرلمان البحريني محمد العمادي، الدول العربية ولاسيما الخليجية منها بدعم الشعوب غير الفارسية في مواجهة الاحتلال الفارسي.

أحواز كوبنهاغن 3

ومن جانبه قال المدير السابق لمكتب حقوق الانسان في الأمم المتحدة في العراق السيد طاهر بومدره: “إن هنالك مواداً في الدستور الإيراني تعطي الصلاحيات التوسعية للحرس الثوري في العالم العربي”، وطالب بالعمل على تسجيل القضية الأحوازية العادلة في ملف “تصفية الإستعمار” في الأمم المتّحدة. ومن الجزائر، أكد الناشط الحقوقي أنور مالك أن قضية الأحواز أصبحت عنواناً بارزاً ضد الاحتلال الفارسي، وأن قضية الأحواز ودمشق والعراق واليمن واحدة وهي قضية وجودنا. وأما من لبنان، دعا المحامي الدولي الدكتور طارق شندب إلى تفعيل القوانين الدولية ليتحمل العالم مسؤولياته أمام الشعب العربي الأحوازي وترجمة الأقوال إلى أفعال.

وأما على مستوى ممثلي الشعوب غير الفارسية، فقد أثنى صلاح الدين الفاروقي، أمير منظمة جيش العدل البلوشي في كلمة وجهها عبر اتصال هاتفي على عاصفة الحزم وقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، ودعا الحركات التحررية للشعوب غير الفارسية إلى العمل سوية في مواجهة الاحتلال الفارسي. كما طالب الممثل عن تنظيم بيجاك الكوردي والمسؤول عن العلاقات الخارجية يوسف سلطاني، الدول العربية باتخاذ موقف جريء وجاد للتعامل مع الشعوب غير الفارسية في خارطة إيران السياسية، ومساعدة هذه الشعوب في نيل حقوقها المشروعة. وأكد سلطاني على أن تنظيم بيجاك جاهز للحوار والعمل المشترك مع كافة الشعوب في المنطقة لمواجهة خطر ولاية الفقيه. وأما ممثل الحركة الوطنية الأذربيجانية محمود بيلغام، قال في كلمته، إن الشعب الأذري الذي يشكل 40% من سكان إيران الحالية في خندق واحد مع العرب والشعوب الأخرى لمواجهة الاحتلال الفارسي، مؤكداً على أن الدولة الفارسية سوف تفشل في نهاية المطاف وسوف تقام دول الشعوب غير الفارسية على أنقاضها حتماً.

وبعد الانتهاء من إلقاء الكلمات تشكلت لجان وورش عمل سياسية وقانونية وحقوقية وأمنية، لدراسة ومناقشة القضية الأحوازية وقضايا الشعوب غير الفارسية في جغرافيا إيران السياسية، ورفعت توصياتها في اليوم الثاني لرئاسة المؤتمر لاعتمادها ومنها النقاط التالية:

– التفعيل الفكري والثقافي للهوية العربية للأحواز والتركيبة السكانية والعادات والتقاليد في الأحواز، من خلال إصدار كتب وبحوث وعقد مؤتمرات وندوات تختص بهذه القضايا.

– إبراز الشخصية الوطنية الأحوازية في المحافل العربية والدولية.

– تكوين جبهة عريضة للشعوب غير الفارسية في مواجهة الاحتلال الفارسي وأدواته البغيضة، وتشكيل لجنة مشتركة بين هذه القوى والحركات السياسية التحررية لوضع ميثاق جامع للعمل المشترك؛ لتحقيق الغايات والمقاصد النبيلة لهذه الشعوب.

– مطالبة رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي بتعليق عضوية إيران وتجميدها أو إسقاطها؛ لمخالفتها الواضحة والصريحة للمبادئ التي أسست عليها تلك المنظمات الإسلامية العالمية.

– مطالبة مجلس الأمن الدولي بإصدار مذكرة اعتقال بحق رموز النظام الإيراني بسبب ممارساتهم وانتهاكاتهم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية وشن العدوان على الأحوازيين والشعوب غير الفارسية.

إعداد: جمال عبيدي

مركز مستقبل الشرق للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق