ردود إيران على إعدام النمر بين التدخل ودعم الإرهاب

بعد صدور حكم الإعدام في حق رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر من قبل السعودية، صدرت العديد من التصريحات الإيرانية على لسان قادة سياسيين وعسكريين ورجال دين تحمل كثيراً من التهديدات للسعودية وتدخلاً في شأنها الداخلي، وصلت إلى أن إعدام نمر باقر النمر سيكون ثمنه سقوط النظام السعودي، وكان أقل هذه التهديدات أن الشيعة في العالم ستنتفض غضباً في حال تم إعدام نمر باقر النمر، وكان رد إيران الرسمي والأكثر انتشاراً أن إعدام نمر باقر النمر سيكلف السعودية كثيراً.

يوم السبت الثاني من يناير تم تنفيذ حكم الإعدام في رجل الدين الشيعي نمر النمر، وقد صدرت الكثير من ردود الأفعال الإيرانية على هذا الحدث، وكانت في مجملها تحمل تهديداً صريحاً للسعودية وتدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية، وأكدت أن السعودية ستدفع الثمن باهظاً لقيامها بإعدام نمر باقر النمر، ومازالت ردود الأفعال مستمرة، وأهم ما تم رصده حتى الآن كان ما يلي:

أول ردة فعل إيرانية جاءت على لسان العضو المتشدد في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) “مهدي كوجك زاده” الذي قال: إن السعودية بتنفيذها حكم الإعدام في حق الزعيم الشيعي نمر باقر النمر ستدفع الثمن باهظاً، وأضاف أن تنفيذ السعودية حكم الإعدام في حق هذا الزعيم الشيعي لمشاركته بتظاهرات سلمية مطالبة بحقوق مشروعة، يعتبر انتحاراً استراتيجياً للسعودية.

أحمد خاتمي عضو مجلس خبراء القيادة وعضو رابطة أساتذة الحوزة العلمية في قم، وهو رجل له وزنه السياسي والديني والعلمي في إيران وخطيب جمعة طهران، جاءت ردة فعله على إعدام السعودية لنمر باقر النمر شديدة اللهجة كما كانت متوقعة، ومليئة بالشحن الطائفي، إذ أكد أن شيعة السعودية سيحولون نهار آل سعود إلى ليل مظلم، مطالباً حسب وكالة أنباء “فارس” التي نقلت تصريحاته، منظمة التعاون الإسلامية باتخاذ موقف تجاه الجريمة التي ارتكبتها السعودية في إعدام النمر، ودعا خاتمي الجهات الدبلوماسية في إيران إلى اتخاذ موقف صارم تجاه السعودية، ودعا أيضاً الحوزات العلمية والمراكز الجامعية في إيران إلى الاحتجاج والغضب على هذه الجريمة التي قامت بها السعودية، وتصريحه هذا يحمل نفساً طائفية يهدف من ورائه إشعال فتيل الفتنة التي عادة ما تحاول طهران من خلال علماء دينها الطائفيين وطوابيرها الخامسة إشعاله في البلدان العربية.

 كما أدانت الخارجية الإيرانية بشدة تنفيذ السعودية لحكم الإعدام في حق نمر باقر النمر، هذه الإدانة جاءت على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية “حسين جابري أنصاري” الذي أعتبر إعدام النمر لا يدل إلا على عمق عدم الحكمة والمسؤولية، وأضاف أن الحكومة السعودية في الوقت الذي تدعم فيه الجماعات الإرهابية والمتطرفة والتكفيرية تتعامل مع معارضيها في الداخل بلغة القمع والإعدامات، وأضاف أن السعودية ستدفع الثمن باهظاً على سياستها غير المسؤولة حسب صحيفة “خبر” الإيرانية التي أوردت تصريحات جابري، وهنا يكون جابري أنصاري قد نسي تماماً أن بلاده أكثر دول العالم تنفيذاً للإعدامات في حق أبنائها لمجرد مطالبتهم بحقوقهم المدنية المشروعة.

المرجع الديني لطف الله صافي كلبايكاني (أحد المراجع الدينية في مدينة قم) شنّ أيضاً هجوماً على النظام السعودي لإعدام النمر، وقال كردة فعل على إعدام السعودية لنمر: إن استشهاد الشيخ نمر باقر النمر كشف الوجه الأسود والخبيث والشرير للنظام السعودي وأظهر باطنه الحقيقي، وأضاف أن النظام السعودي بارتكابه جريمة أخرى كشف عن طبيعته الجنائية، وأضاف أن حكام السعودية يعلمون أن إراقة دماء هذا العالم الجليل بغير حق ستسلبهم راحتهم، وسينتفض العالم الإسلامي ليمهد الطريق لسقوط النظام السعودي حسب ما نشرته وكالة أنباء إيران “إيرنا”، ويأتي هذا التصريح في الوقت الذي تتحدث فيه الكثير من التقارير عن وجود صراعات حادة بين التيارات السياسية الإيرانية ربما ستنتهي باحتجاجات وصراعات تزيل النظام الإيراني في أقرب وقت.

كما أدان بشدة ناصر مكارم الشيرازي المرجع الديني التقليدي (وهو سياسي ورجل دين) تنفيذ السعودية حكم الإعدام في حق النمر، وقال أيضاً كردة فعل على إعدام النمر: إن السعودية قامت بإعدام الشيخ الجليل نمر باقر النمر انتقاماً من هزيمتها في العراق وسوريا واليمن، ولكن على السعوديين أن ينتظروا المزيد من الهزائم والخسائر في هذه المناطق الثلاث، وهاجم النظام السعودي بشدة واعتبره مجرماً وداعماً للإرهاب والجماعات المتطرفة، واستغرب من قيام السعودية بإعدام النمر، وتساءل مستنكراً هل قام بقتل أحد؟ هل حمل السلاح؟ وفقط طالب بحقوق الأقلية الشيعية، وهذا حقيقة يعتبر تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي السعودي، وممارسة لأسلوب الإسقاط في إلقاء صفات الذات على الغير كوسيلة للتملص، فإيران – من وجهة نظر الجميع – تعتبر أكبر داعم للإرهاب بكافة أشكاله، تتحدث اليوم عن طريق رجالاتها عن دعم البلدان للإرهاب.

إعدام نمر باقر النمر أكبر خطأ ارتكبه آل سعود، والاضطرابات ستضرب السعودية، هذه ردة الفعل جاءت على لسان “عباس علي منصوري” عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، وأكد أن ما قامت به السعودية سيحدث تطورات عظيمة داخلها، وأضاف أن هذا الحدث لن يؤثر على الداخل السعودي فحسب، بل سيمتد تأثيره إلى البحرین والكویت والعراق وإیران والیمن وعمان وباقي دول المنطقة، وأكد أن السياسة الخاطئة التي تتبعها السعودية ستؤدي إلى إضطرابات داخلية فيها.

كما صرح نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني “حسين سبحاني نيا” أن شهادة نمر باقر النمر أضافت صفحة سوداء أخرى في سجل آل سعودي الإجرامي، وأكد أن ما قام به النمر كان خدمة للشعب، وكان يسعى إلى إحقاق الحق للشعب السعودي، ولكنه أعدم بتهم واهية، وأكد أن علماء المسلمين وشيعة العالم سوف يتخذون مواقف حادة وصارمة في هذا الخصوص، وسوف يدينون هذا العمل بشدة، كما أكد سبحاني نيا أن ما قامت به السعودية يصب في خدمة أهداف أميركا والصهاينة في المنطقة، وأكد أيضاً أن السعودية ستدفع الثمن باهظاً لإعدامها الشيخ نمر باقر النمر.

عضو مجلس الخبراء “محمد تقي واعظي” اعتبر أن أعدام الشيخ نمر باقر النمر سيعجل من مسيرة سقوط آل سعود، وأشار في حديث له مع وكالة أنباء فارس إلى الجرائم التي يرتكبها آل سعود في حق المسلمين، وتمنى أن تكون هذه آخر جنايات آل سعود قبل سقوط هذا النظام، هذا التصريح في حد ذاته نابع من حقد وقهر تتجرعه طهران ورجالاتها كل يوم بسبب الهزائم التي تتلقاها القوات التابعة لها خاصة في اليمن.

قاسم جعفري عضو في البرلمان الإيراني أكد أيضاً أن اعدام السعودية للشيخ نمر باقر النمر سيكلفها ثمناً باهظاً، وبفعلها هذا ستكون محطة غضب الله، لأنها جرحت كل العالم الإسلامي بفعلها هذا، وسيكون هذا الحدث بداية إضمحلال نظام آل سعود.

الصحف الإيرانية تناقلت أيضاً خبر إعدام السعودية لــ 47 شخصاً من بينهم المرجع الشيعي نمر باقر النمر بصورة طائفية تنم عن حقد وتدعو إلى الكراهية والفتنة، وأكدت أن ما قامت به السعودية جريمة في حق الشيعة، وأن التهم المنسوبة لنمر واهية ولا أساس لها من الصحة، وأنها أعدمته لمجرد أنه قاد مظاهرات سلمية تطالب بحقوق مشروعة، وأوردت الصحف الإيرانية السيرة الذاتية للمرجع الشيعي نمر باقر النمر، وبهدف الحرب الإعلامية ضد السعودية اهتم الإعلام الإيراني أيضاً بنقل الكثير من ردود الأفعال الصادرة من العراق وباكستان وباقي الدول حول إعدام النمر، والتي كانت جميعها تدين إعدام السعودية لنمر باقر النمر.

نقلاً عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق