تفجير سترة.. رسالة إيران للمجتمع الدولي !

لم تختف بعد آثار أقدام وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الذي زار بعض دول المنطقة قبل أيام، ولم يتلاش تأثير تصريحاته وكلماته التي ادعى فيها أن بلاده تريد السلام ومحاربة الإرهاب، ظريف الذي جاء ليتكلّم عن فتح صفحة جديدة مع دول المنطقة لمكافحة الإرهاب، ما إن غادر المنطقة حتى انفجرت القنابل فيها، لتقتل الأبرياء!

فقد صُدم الخليج العربي صباح أمس، بتفجير في قرية سترة بالبحرين استشهد فيه رجلا أمن، وأصيب ستة آخرون بجروح متفاوتة، أحدهم إصابته بالغة! والمثير للاشمئزاز في هذه العملية الإرهابية أن نوعية المتفجرات المستخدمة في الحادث هي نفسها المضبوطة قبل أيام، بعد فشل محاولة تهريبها من قبل بحرينيين عن طريق البحر من إيران، فلماذا زار ظريف المنطقة، وما الذي كان يسعى إليه من جولته، ومن كل تصريحاته المتناقضة مع الواقع؟!

من الواضح لنا كخليجيين، أن طهران لن تتخلى عن ازدواجية خطابها والاستمرار في قول ما لا تفعله وفعل ما لا تقوله، وهذا ما لم ولن يفيدها أو يفيد المنطقة.

بعد أن أشارت المصادر الأمنية البحرينية إلى تورط إيران في هذا التفجير، ألا تعتبر هذه العملية رسالة لدول المنطقة تكشف ما كان يعنيه ظريف بقوله إن «إيران لن تغير سياستها»؟!

وهل نستبعد أن تكون رسالة للمجتمع الدولي، ومن يستبعد أن تكون «بالون اختبار» تتحدى إيران من اتفقت معهم من الدول الغربية والعالم بأسره بهذه العمليات بعد إبرام الاتفاق النووي؟

طهران من خلال ما يحدث كأنها تريد أن تعرف الجميع أنها لن تتراجع عن دعم كل من يقوم بأعمال تخريبية في دول المنطقة، وتريد أن تضع الجميع أمام الأمر الواقع!

إذا كانت كذلك، فهي مطالبة بإعادة حساباتها، وعلى المجتمع الدولي إعادة حساباته أيضاً، فالأمور لا يمكن أن تستمر على هذه الحال.الخليجيون مندهشون من هذه الجريمة، ومن هذه المحاولات المستميتة من أجل تأجيج الفتنة الطائفية في المنطقة، والعمل على إبقاء التشنج بين أبناء الخليج من المذهبين لزعزعة استقرار البحرين والمنطقة.. فلم تعد خافية على الخليجيين والعالم تصرفات النظام الإيراني، فتصدير السلاح للإرهابيين، وتدريب الشباب على التخريب والتدمير، وإيواء الفارين، لا علاقة لها بحسن الجوار، ولا بأخلاق الإسلام الذي يفترض أن تتصف به «الجمهورية الإسلامية»!

بلا شك إن نجاح الأمن البحريني في القبض على المهربين المتعاونين مع طهران، وفضح جريمتهم في حق البحرين أزعج «الأيادي الخفية العابثة» هناك.. لكن ربما ما يزعج الأيدي العابثة أكثر هو تلاحم الشعب البحريني وصموده في وجه هذا الإرهاب، الذي بات واضحاً أنه يأتي بتخطيط وتمويل، وربما تنفيذ ممن لا يراعي حق الجيرة، ولا يلتزم بالأعراف والمواثيق والقوانين الدولية.

كل الخليج مع البحرين في مواجهة الإرهاب، وشعوب الخليج تقف صفاً واحداً مع شعب البحرين حتى ينتهي هذا العبث في البحرين والمنطقة، ولن يكون النفس المذهبي الطائفي أطول من النفس العربي الإسلامي السلمي.. وستنتصر البحرين في النهاية، وسينتصر الخليج العربي.

*نجاح البحرين في القبض على المهربين المتعاونين مع طهران وفضح جريمتهم في حق المملكة أزعج «الأيادي الخفية العابثة» هناك

*الخليجيون مندهشون من هذه الجريمة ومن المحاولات المستميتة من أجل تأجيج الفتنة الطائفية في المنطقة والعمل على إبقاء التشنج بين أبناء الخليج من المذهبين

نقلاً عن جريدة الاتحاد الإماراتية

بقلم: محمد الحمادي

 

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق