تخبط النظام الإيراني ينعكس في تعاطي إعلامه مع ثورة مهاباد

هي ثورة مكتملة الأركان ضد نظام مارس الكثير من الحيل والخداع والألاعيب بغية إخضاع باقي فئات الشعب الإيراني من غير القومية الفارسية، فكل من يعيش على أرض إيران من غير الفرس هو مخون لا يحظى بحقوقه كاملة ويعامل معاملة الغريب المتربص، بل ويقوم النظام الإيراني والحرس الثوري بانتهاكات ممنهجة بحقه ويهدف إلى إذلاله والتنكيل به وتدمير طاقاته، هذا هو حال ملايين البشر في إيران من القوميات التي تتعرض لحملات تهجير وقمع مستمرة، وما حدث في مهاباد خير مثال على تصرف الأمن والحرس الثوري القمعي، إذ وصل الأمر برجال الحرس أن يتهجموا على الفتيات ويحاولوا اغتصابهن، لا بل توقعوا أن يقوموا بذلك دون ردة فعل من الشارع الإيراني المحتقن أصلاً، فمستوى التسلط والتجبر جعل من رجال الأمن والنظام الحاكم في إيران أعلى من باقي البشر، وقصة الفتاة التي حاول رجل الأمن اغتصابها وثورة الشارع في مهاباد ضد الظلم لم تعجب حكومة الملالي التي أعطت الأوامر للصحف التي تتبع لها بأن تتهم الثائرين بأنهم ضد الثورة الإيرانية وهم حسب تصنيف تلك الصحف “أشرار”، في محاولة ساذجة للتأثير ببعض البسطاء.

ونقرأ من صحيفة أبرار عن “تفاصيل الاشتباكات التي حدثت بين قوات الأمن والأشرار غرب البلاد”، وتحت هذا العنوان الذي يحاول تشويه الحقائق ووصف ثوار مهاباد بالأشرار نقرأ تقريراً على لسان قائد قوات الأمن الداخلي في إيران “حسين اشتري” حول الاشتباكات التي حدثت بين قوات الأمن وما يسميه الإعلام الإيراني بــ (الأشرار) (وهم جماعات معارضة للنظام الإيراني اشتبكوا مع قوات الأمن عقب انتحار الفتاة الكردية)، وقال: إن قوات الأمن اشتبكت مع عصابات الأشرار المعارضين للثورة الإيرانية، وقد وقعت هذه الاشتباكات في أحد الحدود الغربية للبلاد، والتحقيق جار من أجل معرفة الأشخاص الذين قاموا بهذا العمل، كما أضاف أن قوات الأمن فقدت في العام الماضي فقط 87 عنصراً خلال اشتباكاتها مع عصابات الأشرار.إلى صحيفة رسالت التي أكدت مقتل عدد من رجال الأمن خلال اشتباكات أيضاً مع من أسمتهم الأشرار، وأفادت صحيفة “رسالت” أيضاً أن قائد قوات الأمن الداخلي “حسين اشتري” قد صرح بأن عدداً من عناصر قوات الأمن قد لقوا مصرعهم خلال اشتباكات جرت بينهم وبين عناصر من الأشرار والمعادين للثورة الإسلامية.

قصة وفاة الشابة الكردية “فرناز خسرواني 26 عاماً” أصبحت تكدر النظام الإيراني وتقلق مضجعه، وفي هذا الخصوص عنونت صحيفة آرمان “استمرار قصة وفاة الفتاة في مهاباد”، وتحت هذا العنوان كتبت الصحيفة “إن سقوط فتاة في مهاباد من الطابق الرابع قد تحول إلى حدث لم ينته بعد”، وأضافت أن وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي قد أكد أن هذا الموضوع كان شخصياً، ولكن وسائل الإعلام المعادية أرادت إثارة الموضوع وتحويله إلى موضوع سياسي وأمني لإثارة الفوضى، وأضاف فضلي أن الفتاة المتوفاة كانت على علاقة شخصية مع المشتبه به على أنها خطيبته، وخوفاً من كشف الموضوع أمام أسرتها ألقت بنفسها من الطابق الرابع.”وهي محاولة قذرة من النظام الإيراني وإعلامه لتشويه سمعة الفتاة الكردية بهدف تغيير الحقائق ووضعها في غير إطارها الصحيح لتبرير أفعال رجل الأمن الإيراني، وهذه ليست الحادثة الأولى من نوعها في إيران وضد الأقليات”.

ونبقى في تغطية الصحف الإيرانية المسيسة لأحداث مهاباد، إذ نقرأ في صحيفة جوان: “جرح 21 عنصراً من قوات الأمن في حادثة مهاباد، وتحت هذا العنوان أفادت الصحيفة نقلاً عن وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي أن 21 عنصراً من قوات الأمن قد جرحوا في حادثة مهاباد، وأضافت أن رحماني فضلي قد قال: إن الأفراد المعارضين للجمهورية والثورة كانوا ومازالوا معارضين لكل الحكومات، لذا يجب على المسؤولين التصدي لهم ومواجهتهم.

وفي تأكيد لحالة الظلم العامة التي يتعرض لها الشعب الإيراني نقرأ من صحيفة جمهوري إسلامي عن تكرار ادعاءات أحمد شهيد ضد إيران وارتفاع أعداد الإعدامات في الأسابيع الأخيرة، وتحت هذا العنوان تناولت صحيفة “جمهوري إسلامي” تقرير أحمد شهيد الذي تحدث فيه عن ارتفاع عدد الإعدامات في إيران، وقالت: إن المقرر الأممي الخاص بحقوق الإنسان في إيران كرر ادعاءاته التي لا أساس لها مرة أخرة، وادعى أن الإعدامات ارتفعت في إيران خلال السنوات الأخيرة.

نقلاً عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

 

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق