النظام الإيراني يسيس القضاء والقدر

يستغل قادة النظام الإيراني “حادثة التدافع في منى” أبشع الاستغلال بتسييسها لها للنيل من السلطات السعودية وتشويه صورتها، فما من مسؤول إيراني إلا وخرج يتنطع ويلقي باللوم على المسؤولين السعوديين، ناسين بذلك أن هذه الواقعة قضاء وقدر من الله تعالى، بل أخذوا يدولونها مكرسين كل ما أمكنهم إعلامياً لتحقيق ما أمكن للإساءة للسعودية التي طالما وقفت أمام السياسات الإيرانية العدائية للمنطقة وأهدافها التوسعية.

وفي تصرف كان متوقعاً ومنتظراً، خرج كافة المسؤولين الإيرانيين ليشنوا حرباً وهجوماً على السعودية، كردة فعل على عملية تطهير اليمن، فإيران المتربصة لأي حدث يساعدها في الانتقام من الدول العربية التي ترفض سياستها، تستغل حتى الأحداث الطبيعية والكوارث الخارجية عن إرادة الإنسان لخلق تشويش عليها ومحاربتها إعلامياً.

حادثة التدافع في منى والتي توالت حولها روايات شهود العيان، تشير بأصابع الاتهام إلى الحجاج الإيرانيين في التسبب بها، فبعد روايات عديدة عن السير المعاكس والتدافع القوي هرباً من الدهس، كشف شهود عيان أن الحادثة وقعت بسبب اندفاع حملات حجاج ضخمة للإيرانيين عبر طريق سوق العرب، حيث رفضوا العودة قبل حدوث الكارثة، كما كشف أحد مسؤولي الحملات أن الحجاج الإيرانيين لم يستمعوا لتوجيهات القائمين على إدارة مراسم الحج وتجاهلوها وتصادموا معنا وكانوا يصرخون بشعارات قبل حادثة التدافع”.

ردة فعل قادة النظام الإيراني في هذه الحادثة تعبر عن حالة الغضب والاستياء التي انتابتهم بفعل الانتصارات التي حققتها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، في عملية تطهير اليمن من البراثن الإيرانية، إذ لم تستطع إيران وقف هذه الانتصارات، فأصبحت تستغل كافة وسائلها الإعلامية لمهاجمة السعودية وقوات التحالف لأي سببب كان انتقاماً من فشلها في اليمن وسوريا وفي الطريق العراق.

ولو عدنا قليلاً إلى الوراء وتحديداً إلى السابع من أغسطس العام الجاري، حين أطلق محمد المقالح المحسوب على جماعة الحوثي تهديداً صريحاً للسعودية، إذ كتب في ذلك التاريخ عبر صفحته على موقع “فيسبوك” أنه “في موسم الحج سيكون هناك أمور لم يشهد لها التاريخ مثيلاً… دقوا يا رجال الله قبل الموسم ليتتوج نصركم يوم الوقوف على جبل عرفة”، فهذا التهديد يكشف ما تنوي الجهات الحوثية والإيرانية فعله في مراسم الحج لإحراج وتهديد السعودية.

كما يجب الإشارة هنا إلى أن أغلب الحوادث الفوضوية التي كانت ومازالت تقع في مراسم الحج سببها الحجاج الإيرانيون، ففي سنة 1987 تظاهر الإيرانيون في الحج ورفعوا صور الخميني المرشد الإيراني في ذلك الحين، ورددوا شعارات خاصة بالثورة الإيرانية، وقاموا بأعمال شغب وقطعوا الطرق وعرقلوا السير، وحاولوا اقتحام المسجد الحرام مما أدى إلى صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن، كما كانت “حادثة نفق المعيصم” المتورطة فيها إيران أكثر الأحداث التي وقعت في مراسم الحج خطورة، حيث قامت جماعة تعرف باسم “حزب الله الحجاز” وبالتنسيق مع جهات إيرانية باستخدام غازات سامة لقتل آلاف الحجاج في نفق المعيصم سنة 1989، ولو عدنا إلى سنة 317 هـ حين دخل القرامطة – الذين هم أجداد الفرس – مكة المكرمة وقتلوا أكثر من 30 ألف شخصاً، وعاثوا فيها فساداً ودماراً، وسرقوا الحجر الأسود، لعلمنا ما ينظر ويهدف إليه قادة إيران اليوم من استهدافهم للسعودية.

ردة الفعل الإيرانية هذه والمبالغ بها إعلامياً، هي في الحقيقة ناتجة عن سببين: عن الحقد الفارسي تجاه العرب، وعن خلافات إيران مع الرياض حول اليمن وسوريا ومناطق أخرى، وخاصة في ظل الهزائم التي تتكبدها إيران في اليمن وسوريا وفشلها في العراق، ولا علاقة لها بالأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا الحادث المؤلم أبداً.

نقلاً عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق