اللجنة العربية والذكرى 89 لاحتلال الأحواز

في شهر نيسان تصادفنا ذكرتين مهمتين في تاريخ الأحواز السياسي الحديث، الأولى هي ذكرى احتلال الأحواز في العشرين من شهر نيسان عام 1925 الذي يمثل أول بلد عربي تعرض للاحتلال الفارسي الغاشم بمساعدة بريطانية خفية، فضلاً على أنه من أوائل الأنظمة الرسمية العربية في مجابهة النفوذ الصهيوني المتصاعد بعد “وعد بلفور” 1917.

إذ إن محمد أمين الحسيني مفتي فلسطين ما بين (1921-1948) توجه في عام 1924 بزيارة إلى الشيخ خزعل بن جابر الكعبي حاكم المحمرة والأحواز ما بين (1897-1925)، طالباً منه العون والمساعدة ضدّ هجرة يهود أوروبا نحو فلسطين. ولقد وعده الشيخ خزعل بالمال والسلاح، فكانت النهاية له ولإمارته وللأحواز بشكل عام. أما الثانية، فهي الثورة النيسانية المجيدة في الخامس عشر من نيسان 2005 والتي قدم فيها شعبنا العربي الأحوازي المئات بين شهيد وجريح ضد طغمة الملالي الصفوية الحاكمة.

إن شعبنا العربي الأحوازي كان ومازال يجابه أنظمة الأستبداد الفارسي من عهد جبروت الحكم البهلوي إلى عهد طغيان الملالي الصفويين. كما وإن تواصل واستمرار الأحوازيين بالتمسك بثوابتهم الوطنية والقومية، ورفد الواقع السياسي والإجتماعي بسلسلة متصلة من ثوراتهم وانتفاضاتهم السائرة بثبات على طريق التحرر ضد الظلم والطغيان، فإنها تجعل من عقود الاحتلال الطويلة تكون قصيرة تجاه حياة الشعب الأبي الأصيل. وهذا ما يدفع بالعقلية الشعوبية الفارسية العنصرية إلى المزيد من البطش والقتل والتنكيل ظناً منها أنها قادرة على إخماد جذوة شعب الأحواز الأصيل.

إن اللجنة العربية لمناصرة الشعب العربي في الأحواز وهي بالوقت الذي تحي فيه هذه الذكرى، فإنها تبجل إحياء ذكرى أرتال الشهداء الذين سقوا تربة الأحواز بدمائهم الزكية، فهم أحياء حاضرون بنبراسهم وشموخهم في ضمير كل أحوازي وعربي غيور، بل وكل إنسان حرّ شريف في أرجاء العالم يؤمن بالتحرر والحرية والكرامة. وإن ما تقوم به فصائل المقاومة الأحوازية المسلحة، وكذلك الحركات والتجمعات السياسية هي حلقات متعاضدة في سلسلة النضال المتوهج في تاريخ الأحواز الحديث والمعاصر. علاوة على أن مجموعية هذه القوى الأحوازية مطلوبٌ منها العمل بتوحيد صفوفها وطاقاتها لتشكل ثقلاً قوياً يوازي وتحديات المرحلة العصيبة التي تمر بها الأمة العربية من تدخل سافر للمشروع الصفوي الفارسي الذي يقوده نظام الملالي المسخ.

لقد أصبح للقاصي وللداني معرفة ودراية بأصالة الشعب العربي الأحوازي، وما يقدمه من تضحيات تلوى التضحيات على مدى التسعة والثمانين عاماً. إن اقتراب الزمن من تسعة عقود لهي كافية بأن تثبت للجميع مدى إيمان الأحوازيين بعدالة قضيتهم. وبالقدر الذي يتعلق الأمر بالأحوازيين أنفسهم، فإنه يتعلق أيضاً بالعرب حكومات وشعوباً بأن تدعم وتساند الكفاح والنضال الأحوازي في تحقيق تحرره من قيود الفرس، ونيل حريته من أصفاد الشعوبية الفارسية.

المجد والخلود لشهداء الأحواز الأبرار، وعاشت الأحواز كفلسطين حرة عربية.

 

اللجنة العربية لمناصرة الشعب العربي الأحوازي

لندن في:

18/4/2014

الناطق الرسمي: د. عماد الدين الجبوري

خاص بمركز مستقبل الشرق للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق