الصحافة الإيرانية هذا أسبوع

مع بدء تنفيذ بنود الاتفاق النووي، يزداد الصراع بين المتشددين والمعتدلين في إيران، وقد تناقلت الصحف الإيرانية هذا الاختلاف والتصريحات المتناقضة بشكل يومي، إذ يقف الطرفان في أقصى النقيض ليقودا السفينة الإيرانية المهترئة والمضطربة من كثرة الضغوط الشعبية المتزايدة والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتدنية، فهل تصل إلى بر الأمان؟ أم تغرق في وسط المحيطات، لأن الطرفان مشغولان بالشد والجذب ولا أحد يفرغ المركب من الماء، وإن فعلوا تعود وتمتلأ من جديد وذلك من كثرة الثقوب التي أوجدتها شدة رياح المشاكل التي تعاني منها الشعوب الإيرانية.

“الفتنة ستكون طويلة بعد “برجام” (الاتفاق النووي)” تحت هذ العنوان نقلت صحيفة “اعتماد” تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري التي أدلى بها في خطابه يوم الإثنين الماضي أمام ملتقى مناهضة الاستكبار تحت عنوان “عهد اضرب واهرب قد ولى”، والتي قال فيها: إن الشعب الإيراني صمد في الثورة الإسلامية وبقيادة الولي الفقيه وبدعم منه وهذه من المبادئ التي وعد الله بها، وأضاف جعفري أن المفاوضات مع أميركا لا فائدة من ورائها، ولن تجلب لنا إلا الأضرار، وأكد أن إيران لا ترى بديلا للرئيس السوري بشار الأسد وتعتبره خطا أحمر وتجاوزه ممنوع، وأنها ستدافع عن الشعب اليمني بكل قوة، وتقدم له كافة أشكال الدعم، وأضاف جعفري أن الشعب الإيراني في كل عقد من عمر الثورة تعرض لفتنة كبيرة كانت تهدف إلى القضاء عليها، لكن  الشعب الإيراني خرج من جميع هذه الفتن، وها نحن نواجه الآن الفتنة الرابعة من عمر الثورة.

ومن ناحية أخرى تأتي تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني التي تناقلتها الصحف الإيرانية تحت عنوان ” لا يجب على البعض أن يلعبوا بكلمة نفوذ”  والتي تضمنت هجوما على قادة الحرس الثوري والمتشددين، والتي قال فيها: إنه يجب مواجهة كل أشكال النفوذ الأجنبي بجدية وواقعية، ولا يجب أن يلعب البعض بكلمة النفوذ، وأضاف روحاني أنه إذا تحدث المرشد بالكلام سنفهمه وسنسير عليه، ولن نسمح لأفراد استخدام هذه الكلمات من أجل مصالحهم الشخصية.

كما تناقلت الصحف الإيرانية هجوم “ناطق نوري” على المتشددين تحت عنوان ” يجب محاكمة المتشددين”، والذي طالب بمحاكمتهم بسبب اتهامهم لفريق التفاوض أنه لم يراع الخطوط الحمراء التي وضعها المرشد خامنئي، وقد انتقد نوري المتشددين بسبب اتهاماتهم لفريق التفاوض، على الرغم من أن المرشد الإيراني قد أكد أن الفريق لم يتجاوز الخطوط الحمراء، لذا يجب محاكمة المتشددين على اتهاماتهم للفريق المفاوض.

في ذات السياق أفادت صحيفة “ابتكار” تحت عنوان “شكاية المجلس الأعلى للأمن القومي على بعض أعضاء مجلس الشورى” أن عضو مجلس رقابة أعضاء البرلمان “غلامرضا اسد الهي” قد أعلن أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قد اشتكى على بعض أعضاء المجلس، وهذه الشكوى مقدمة قبل 5 شهور، وتتعلق بالملف النووي، وقد أحيلت إلى القضاء للنظر فيها، وسيتم التحقيق فيما إذا كان هؤلاء النواب قد قاموا بأعمال خارج صلاحياتهم أم لا.

أما عن الأوضاع الشعبية وتعامل الحكومة مع شعبها والمشاكل الداخلية، نبدأ بما نشرته صحيفة “اعتماد” تحت عنوان “بيان استخبارات الحرس الثوري حول الاعتقالات الأخيرة”، البيان الذي أصدره جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي جاء فيه: تم اعتقال عدد من أعضاء الشبكات التابعة للحكومات الأميركية والبريطانية في الدولة خلال الأسبوع الجاري، والذين كانوا يعملون في المجال الالكتروني والصحافي في إيران، وذلك بعد رصد أنشطتهم وأعمالهم لمدة شهور، وسيتم إطلاع الجمهور على بيانات أكثر في المستقبل.

 كذلك أفاد موقع “سحام نيوز” تحت عنوان “اعتقال عيسى سحر خيز” أن القوات الأمنية الإيرانية قامت اليوم في الساعة 7 صباحا باعتقال الصحفي الناقد “عيسى سحر خيز” ونقلته إلى مكان مجهول.

 أما عن الفساد الإداري في المؤسسات والأخلاق الاجتماعية فقد أفادت صحيفة “ابتكار” تحت عنوان ” تزايد الشكاوي على مدراء الحكومة “أن رئيس ديوان العدالة الإدارية” محمد جعفر منتظري” قد صرح أن الشكاوي على المدراء في الحكومة قد تزايدت، وطالب المدراء والمسؤولين بتحمل مسؤوليتهم والعمل من أجل المواطنين، كما انتقد الفساد الإداري المتفشي والإهمال وعدم تنفيذ الواجبات وحل مشاكل الناس في الوقت المقرر، واعتبر هذه الأمور من المشكلات التي يعاني منها النظام الإداري في الدولة.

 كما أوردت صحيفة “اعتماد” مقالا للرئيس السابق لمعهد بحوث الغذاء في إيران “ناصر كلانتري” تحت عنوان “الأخلاق الاجتماعية في مجتمعنا ليست بحالة جيدة” حول علاقة الأخلاق الاجتماعية بصناعة الأغذية، وقد أكد كلانتري أن الأخلاق الاجتماعية في المجتمعات الإيرانية ليست جيدة، والمجتمعات الإيرانية تعاني من نقص في الأخلاق، وهناك من يمارس تجارة الأغذية دون رقابة ودون تقيد بأخلاق، وانتقد أداء الحكومة في مراقبة وتفتيش المحلات والمصانع التي تختص بالتغذية.

 وقد أفادت صحيفة “آفرينش” تحت عنوان “ازدهار بيع الأطفال في المدينة” أن رئيسة اللجنة الاجتماعية في مجلس محافظة طهران “فاطمة دانشور” قد أشارت إلى تشدد منظمة الرعاية الاجتماعية وصعوبة طريقتها في تسليم الأطفال للأسر التي تطلب أطفالا، وصرحت أن تشدد منظمة الرعاية الاجتماعية في طهران كان سببا في رواج وازدهار ظاهرة بيع الأطفال في المدينة.

أما عن الصحة وتعدد أسباب الموت في إيران ذكرت صحيفة “آفرينش” تحت عنوان “المخدرات تحصد أرواح 1400 شخصا” أن 1470 شخصا فقدوا أرواحهم بسبب تعاطي المخدرات في إيران خلال النصف الأول من العام الجاري، ومقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي والذي بلغ فيها عدد ضحايا المخدرات 1460 شخصا، فإن وفيات المخدرات في هذا العام قد ارتفعت بنسبة سبعة أعشار بالمئة.

وكذلك هناك “300 ألف سكتة دماغية سنويا في إيران” تحت هذا العنوان أفادت صحيفة “رسالت” أن مستشار وزير الصحة في شؤون إعادة التأهيل “محمد تقي جغتايي” أعلن عن وقوع 300 ألف سكتة دماغية في إيران سنويا، 20% من هذه الحالات تنتهي بالوفاة، وثلثي هذه الحالات تكون بحاجة إلى إعادة تأهيل، وأضاف أن السكتة الدماغية قد تزايدت في إيران خلال العقدين الأخيريين بشكل ملحوظ.

أما عن حوادث السير فقد أفادت صحيفة “جوان” تحت عنوان “موت 524 طهراني بسبب حوادث السير” نقلا عن الطب الشرعي الإيراني أن 524 طهراني (420 رجل و104 مرأة)  قد لقوا حتفهم بسبب حوادث السير خلال الخمسة شهور الماضية، كما أصيب خلال هذه الفترة بسبب حوادث السير نحو 15634 شخصا.

كما أوردت صحيفة “آرمان” تحت عنوان” نقص 5 مليون وحدة سكنية في إيران” تقريرا عن وضع الوحدات السكنية في إيران، جاء فيه أن إيران تعاني من نقص في الوحدات السكنية، وهذا النقص نحو 5 ملايين وحدة سكنية، وأشار التقرير إلى ارتفاع أسعار هذه الوحدات السكنية مقارنة مع الرواتب والدخول، وأفاد أن شراء وحدة سكنية في إيران يكلف 100 مليون تومان على الأقل.

نقلاً عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

 

 

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق