الصحافة الإيرانية هذا أسبوع

كان مجمل التركيز في الصحف الإيرانية هذا الأسبوع على الاضطرابات الحاصلة في إيران وسلسلة الاعتقالات لما سموهم بالمجموعات الإرهابية، فلماذا ظهرت هذه الجماعات في هذا التوقيت بعد بدء تنفيذ الاتفاق النووي وما أبعاد هذه الاضطرابات.

فقد أفادت صحيفة “اعتماد” تحت عنوان ” تفكيك عدد من المجموعات الإرهابية” أن وزير المخابرات الإيراني “محمد علوي” قد أعلن عن تفكيك واعتقال عدد من الجماعات الإرهابية في البلاد، وقال إنه تم اعتقال 14 شخصا ممن نفذوا العملية الإرهابية في صفي آباد دزفول، وأيضا 10 من العناصر الإرهابية التي كانت تنشط شرق البلاد، وأشاد علوي إلى كفاءة الأجهزة الأمنية الإيرانية ويقظتها.

وفي ذات السياق نقلت صحيفة “آرمان” تحت عنوان ” اعتقال أكثر من 40 عنصر إرهابي في البلاد ” تصريحات وزير المخابرات الإيراني “محمود علوي” والتي أعلن فيها عن اعتقال ما يزيد عن 40 من العناصر الإرهابية في إيران، وقال: إنه تم اعتقال 10 من الإرهابيين في مازندران وطهران وكلستان وسيستان بلوشستان، وأكثر من 20 إرهابي أيضا تم اعتقالهم على الحدود الإيرانية كانوا قد تنقلوا في سوريا والعراق، و14 إرهابية من الذين نفذوا العملية الإرهابية في صفي آباد دزفول، وأضاف أن هؤلاء من الجماعات الإرهابية المدعومة من الدول المرتجعة في المنطقة، الذين سعوا إلى تعكير الصفو العام في إيران أثناء شهر محرم وصفر.

كماذكرت صحيفة “جام جم” تحت عنوان “القبض على 34 عنصرا إرهابيا في البلاد” أن وزير المخابرات الإيرانية “محمود علوي” قد أعلن عن اعتقال 34 عنصرا إرهابيا في إيران، 10 منهم في محافظات كلستان وطهران وسيستان بلوشستان ومازندران، و20 على الحدود الإيرانية أثناء تنقلهم من العراق وسوريا، و14 من الذين نفذوا الهجمات الإرهابية على مراسم عزاء صفى آباد.

وقد شملت الاعتقالات عدد من الصحفيين أيضا، ولكن ” لا يجب تعكير الصفو العام قبل الانتخابات” تحت هذا العنوان نقلت صحيفة “آفرينش” تصريحات وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي حول اعتقال عدد من الصحفيين الأسبوع الماضي، والتي أكد فيها أنه استفسر من المسؤولين في السلطة القضائية حول هذه الاعتقالات وأكدوا أن لديهم وثائق وسيطلعونه عليها، وأضاف فضلي أنه لا يجب خلق أمور تعكر الصفو العام قبل الانتخابات، وإذا كان لدى السلطة القضائية وثائق مثبتة حول هذه الاعتقالات فيجب متابعة هذه القضية طبقا لهذه الاثباتات، وأضاف فضلي: لدينا أعداء كثيرون، وهم يسعون من أجل النفوذ في مراكز السلطة المهمة في البلاد، وعلى المسؤولين في المخابرات والحرس الثوري وقوات الأمن الداخلي متابعة مثل هذه الأمور.

وقد تناقلت الصحف الإيرانية التصريحات التي صرح بها الرئيس الإيراني حسن ورحاني أثناء مشاركته في افتتاح معرض الصحف ووكالات الأنباء يوم أمس الأحد في طهران، والتي انتقد بها عمل بعض وسائل الإعلام في إيران، وركز على حرية الصحافة والتعبير، محذرا من تبعات موجة الاعتقالات الأخيرة في حق بعض الصحفيين لأسباب أمنية، وإغلاق وتعليق عمل عدد من الصحف الإيرانية، وأضاف روحاني: إن إغلاق الوسائل الإعلامية يجب أن يكون آخر الخيارات للتعامل مع المخالفات، والأسبوع الماضي، تم إلقاء القبض على عدد من الصحافيين بسبب شكوك حول علاقتهم بجهات خارجية، وأكد روحاني أن البلاد تحتاج إلى نظم إعلامية واضحة وشفافة، كما تحتاج إلى قانون واضح للتعامل مع الصحافة ومنتقديها. وقد أكد على أنه يجب أن تكون الصحافة مظهرا للاعتدال والعقلانية والبعد عن التطرف والإفراط.

أما عن مظاهر الاعتدال والبعد عن التطرف والعنصرية في الصحافة الإيرانية، فقد أفادت صحيفة “جمهوري إيراني” تحت عنوان ” تجمع عدد من المواطنين الأذريين احتجاجا على برنامج تلفزيوني” أن عددا من الآذريين في إيران قد تجمعوا في عدد من المدن الأذرية مثل أردبيل وتبريز وأرومية وزنجار للتعبير عن رفضهم لإهانتهم في برنامج “فيتيله” الساخر المخصص للأطفال. (تظاهروا للتعبير عن رفضهم لوصفهم بالغباء في برنامج فيتيله الساخر والذي نعتهم بذلك الوصف لأنهم يستخدمون فرشاة كرسي الحمام كفرشاة أسنان).


لا تخلو الصحف الإيرانية من الحديث عن الأوضاع الصحية المتدنية والتي لازالت تتطور إلى الأسوأ وينتج عنها تفشي للأمراض داخل المجتمع الإيراني. 

إذ أوردت صحيفة “آرمان” تحت عنوان ” من بين 800 إيراني واحد مصاب بمرض الإيدز ” تقريرا عن أعداد مرضى الإيدز في إيران، قالت فيه: إن الكارثة الأكبر أن يكون الشخص مصابا بالإيدز ولكنه لا يعلم أنه يحمل هذا الفيروس، وبعد ذلك يتزوج، فتصاب زوجته أو زوجها بهذا المرض القاتل، ويصابون أطفالهم أيضا، وأضاف التقرير أن وزير الصحة الإيراني قد صرح في برنامج تلفزيوني أن أعداد المصابين بالإيدز في إيران بلغت 100 ألف مصاب، وهذه الإحصائية مرعبة للغاية، لأن ذلك يعني أن من بين كل 800 إيراني هناك واحد مصاب بالإيدز، ولكن المصيبة الأكبر أن هناك الكثير من الأشخاص مصابون بهذا المرض ولكنهم لا يعلمون، وهو ما يزيد هذه المشكلة تعقيدا، لأنهم ينقلون مرض الإيدز دون علم أحد، وأكد التقرير أن هذا المرض ينتشر بهذه السرعة في إيران عن طريق العلاقات الجنسية وتعاطي المخدرات بالحقن، وأضاف التقرير أن زيادة انتشار الإيدز بسبب العلاقات الجنسية أخذ يهدد المجتمعات وخاصة الشباب.

كما نقلت صحيفة “حمايت” تحت عنوان “تسونامي 4.5 مليون مريض سكري” تقريرا عن مرضى السكري في إيران، جاء فيه أنه حسب نائب مدير مركز إدارة الأمراض غير المعدية في وزارة الصحة الإيرانية “علي رضا مهدوي” فإن التقديرات تشير إلى وجود 4.5 مريض سكري في إيران، وخلال العشرين سنة القادمة سيصل هذا الرقم إلى 6.5 مليون مصاب بالسكري.

هناك الكثير من الأمراض المتفشية في ايران، و”نصف المستشفيات العامة في البلاد مهترءة”، تحت هذا العنوان أفادت صحيفة “آفرينش” أن “إبراهيم رئيسيون” المستشار الاقتصادي لوزير الصحة الإيراني قد صرح أن هناك 96 ألف سرير في المستشفيات الحكومية، نحو 50% منها مهترءة وبالية، وهناك حاجة إلى 100 ألف سرير جديد، وستكون تكلفتها 50 ألف مليار تومان.

بالنسبة للأوضاع الاجتماعية والعلاقات الأسرية، فقد أفادت صحيفة “آرمان” أن النائب الاستراتيجي للسلطة القضائية “قنبر نزاد” قد كشف وفقا لإحصائيات الشرطة الإيرانية “ناجا” أن مضايقات الفتيات والنساء قد ارتفعت في إيران العام الماضي بنسبة 98%، في حين أعلن المساعد الاجتماعي لقوات الشرطة أن أعداد الدوريات قد ازدادت 40 مرة.

كما ذكرت صحيفة “ابتكار” تحت عنوان ” ارتفاع مقلق للعنف الأسري في السنوات الأخيرة ” أن نائب وزير الشباب والرياضة السابق “محمود كلزاري” قد صرح أن الإدمان والطلاق والفقر والبطالة ترتبط ارتباطا وثيقا بالعنف، والطلاق والإدمان والعنف ثلاثة أضرار خطيرة تهدد المجتمع، وهذه الأضرار يتم مناقشتها في المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيران، وأضاف أن العنف الأسري والاعتداء على الأطفال ارتفع بشكل مقلق في إيران في السنوات الأخيرة، وأكد أن انتشار الإدمان والطلاق والفقر والبطالة وكذلك عدم المتابعة القانونية هو السبب في زيادة العنف الأسري.

في ذات السياق أفادت صحيفة “آفرينش” تحت عنوان ” الطلاق والنزاعات العائلية سبب ربع مكالمات الطوارئ الاجتماعية” أن حبيب الله مسعودي نائب منظمة الصحة في إيران قد صرح أن المشاكل الأسرية الحادة والعنف العائلي أكثر أسباب الاتصال بالطوارئ الاجتماعية خلال النصف الأول من العام الجاري، إذ بلغت ما يقارب ربع هذه الاتصالات أي من 25 إلى 26%، كان منها 8.5 اعتداء على الأطفال، و7.5 اعتداء على الزوجات.

وقد أوردت صحيفة “آرمان” تحت عنوان “الفتيات العازبات 3 أضعاف الشباب” تقريرا عن حالة العزوبة في إيران وعزوف الشباب عن الزواج، جاء فيه أنه حسب إحصائيات الأحوال المدنية فإن أعداد الشباب العازبين في حالة ازدياد، وفي نفس الوقت فإن عدد الفتيات العازبات تساوي ثلاثة أضعاف أعداد الشباب العازبين، وهو ما جعل نحو 11 مليون و240 ألف عازب وعازبة في إيران.

وقد نقلت صحيفة “رسالت” تحت عنوان “المشاكل الاقتصادية للشعب لا تحل بالبرجام (الاتفاق النووي)” أن أمين عام جمعية المضحين “حسين فدايي” قد صرح أن مشاكل الشعب الاقتصادية لا تحل بالبرجام (الاتفاق النووي).

أما بالنسبة لمسلسل التدخلات الإيرانية في سورية، فقد نقلت صحيفة “آفرينش” تحت عنوان ” استشهاد أربعة إيرانيين في الحرب السورية ” أن أربعة إيرانيين قتلوا في الحرب الدائرة في سوريا، وأضافت أن “محمد حسين خاني” من مدينة يزد و”موسى جمشيديان” من مدينة نجف آباد أصفهان أحدث قتيلين قد انضموا يوم الأسبوع الماضي إلى مجموعة القتلى الإيرانيين في سوريا. (لم تذكر الصحيفة أسماء الاثنين الآخرين).

 

مركز المزماة للدراسات والبحوث

 

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق