الصحافة الإيرانية في أسبوع

برز هذا الأسبوع في الصحافة الإيرانية الحديث عن الاتفاق النووي الإيراني الأميركي وانعكاساته على الداخل الإيراني من خلافات وانقسامات بين قوى التيارات السياسية من ناحية، والتجمعات الشعبية المناهضة للاتفاق من ناحية أخرى، ويتضح من خلال تصريحات الخامنئي وغيره من المسؤولين في إيران، ازدواجية معايير السياسة الخارجية الإيرانية في تصوير علاقتها بأميركا أمام الشعب والرأي العام.

فقد نقلت صحيفة “اعتماد” تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي، تحت عنوانالتفاوض مع أميركا ممنوع، والتي أدلى بها يوم الأربعاء الماضي، وأعلن فيها أن أي مفاوضات مع الولايات المتحدة ممنوعة، لأنها تجلب مساوئ لا نهاية لها يمكن أن تضر بإيران، وحديثهم عن المحادثات والحوار يهدف للتغلغل، إلا أن البعض يتهاونون في المحادثات فكريا وعمليا، ولا يدركون عمق القضايا، وأضاف أن أميركا تسعى للنفوذ والتأثير على إيران عبر التفاوض، لكن هناك سذّجا في إيران لا يفهمون، وقال: إن مشكلة البلاد الراهنة هي وجود أفراد لامباليين أو متهاونين فكريا، ولا يفهمون هذه الحقائق، وبطبيعة الحال فإن هؤلاء الافراد يعتبرون أمام الحشد الثوري الشعبي الواعي والبصير في البلاد أقلية، لكنها نشطة وتكتب وتتحدث وتكرر وأن العدو يدعمهم أيضا.

وفي ذات السياق أفادت صحيفة “حمايت” تحت عنوان “الخلاف حول الاتفاق النووي لا يجب أن يكون سببا للعداء”، أن رئيس مجلس خبراء القيادة “محمد يزدي” قد صرح أنه عندما أكد مرشد الثورة خامنئي على تجنب الانقسام والخلاف، فإنه لا يجب أن يصبح الخلاف حول الاتفاق النووي سبب للعدواة والتفرقة بين قوى الثورة، وعند وقوع خلافات يجب إرجاعها إلى المسؤولين وأعضاء المجلس.

أما عن رد فعل النظام تجاه التجمعات الشعبية المناهضة للاتفاق النووي، تحدثت صحيفة “ابتكار” تحت عنوان “سنتعامل مع التجمعات غير القانونية لمنتقدي “برجام” (الاتفاق النووي)” أن نائب قائد قوی الأمن الداخلي العمید “إسکندر مومني” قد صرح في جواب له على سؤال كيفية تعامل الشرطة مع استمرارية التجمعات غير القانوينة لمنتقدي الاتفاق النووي في بعض المدن الإيرانية وخاصة مدينة قم، أن الشرطة ستتعامل مع هذه التجمعات غير القانونية طبقا لقوانين ولوائح المجالس الأمنية للمحافظات.

لم تخلو الصحافة الإيرانية من السلبيات التي يضج بها المجتمع الإيراني، في عدة مجالات كالصحة والبطالة والأمن العام، وتأثير الوضع العام على الشخصية الإيرانية من الناحية النفسية. وحول هذا الموضوع نقلت صحيفة “آرمان” تحت عنوان “مؤشرات العنف في حالة ازدياد“، تصريحات مساعد وزير الشباب والرياضة السابق الدكتور “محمود كلزاري” حول ارتفاع مؤشرات العنف في إيران، والتي قال فيها: جميع مؤشرات العنف في البلاد آخذة في الازدياد، جرائم القتل والقتل الأسري والمشاجرات في الشوارع والعنف المنزلي والاعتداء على الأطفال وإساءة معاملة كبار السن جميعها تتزايد في المجتمعات الإيرانية بشكل ملحوظ، وأضاف أنه في الوقت الحالي لدينا مجتمع مليء بالعنف والنزاعات، حتى أبسط الأمور مثل قيادة السيارات أصبحت متوترة، والسبب في ذلك يعود إلى قضايا الأمن الاقتصادي وتوظيف الشباب والاستقرار الأسري وتغيرات المناخ والجفاف والحرارة وغيرها من المؤثرات العلنية والمخفية.

ماذا يفعل الشباب الإيراني أمام التدهور الاقتصادي الذي طال الصغير والكبير، سواء في المدن أو القرى، فلا مهرب لديهم، إذ إن أكثر من 10 مليون قروي عاطل عن العمل، تحت هذا العنوان أوردت صحيفة “آرمان” تقريرا عن ارتفاع معدلات البطالة في القرى والأرياف، قالت فيه: إن البطالة لا تقتصر على المدن فحسب، بل انتقلت من المدن إلى القرى والأرياف، وأصبح هناك 10 مليون و365 ألف قروي عاطل عن العمل، 5.3 مليون منهم تحت سن الثلاثين عاما، في حين أن عدد سكان القرى في كافة البلاد 17 مليون و184 ألف نسمة.

وحول المزيد من الانهيار الاقتصادي للبلاد أفادت صحيفة “جام جم” تحت عنوان “30% من وحدات الإنتاج الصغيرة توقفت“، أن وحدات الإنتاج الصغيرة في البلاد تواجه مشاكل في تشغيلها، ويرجع ذلك إلى الركود الاقتصادي وسوء الإدارة، وأضافت أن رئيس اللجنة الاقتصادية في غرفة تجارة طهران “مهدي بور قاضي” قد صرح أن 30% من وحدات الإنتاج الصغيرة قد توقفت عن العمل بسبب مشاكل في تأمين رأس المال وأيضا بسبب الركود الاقتصادي، وأن 50% من وحدات الإنتاج الصغيرة التي تبلغ 82 ألف وحدة إنتاج، تنتج فقط نصف قدرتها الإنتاجية، وأضاف أن الركود الشديد في الأنشطة الاقتصادية للبلاد قد أدى إلى هبوط حاد في مبيعات الشركات.

أمام انهيار الوضع الاقتصادي في إيران، تدهور القطاع السياحي أيضا، فقد نقلت صحيفة “ابتكار” تحت عنوان “نقص الفنادق في العاصمة تحديا كبيرا”، تصريحات رئيس لجنة العمارة في مجلس بلدية طهران “محمد سالاري” حول نقص الفنادق في طهران، والتي أشار فيها إلى عدم رغبة القطاع الخاص ببناء الفنادق في طهران، وهو ما أدى إلى نقص في أعداد الفنادق في العاصمة، وهذا يعتبر من التحديات الكبيرة التي تواجهها طهران.

وحول المزيد من الجرائم المنتشرة في المجتمعات الإيرانية نقلت صحيفة آفرينش تحت عنوان “ارتفاع 9% من سرقات المنازل”، تصريحات قائد شرطة التحريات “محمد رضا مقيمي” حول ارتفاع معدل سرقات المنازل وضلوع المركبات الحكومية في تهريب البضائع، والتي قال فيها إن هناك بعض المركبات الحكومية الثقيلة تقوم بتهريب البضائع وخاصة في الساعات المتأخرة من الليل، وأضاف أن معدل سرقات المنازل قدر ارتفع بنسبة 9%.

كثرة الضغوطات النفسية والفقر وسوء التغذية أدت بالتالي إلى سوء الوضع الصحي في إيران، والتي لا تنفك الصحف الإيرانية تتحدث عنه.فقد نقلت صحيفة “ابتكار” تحت عنوان “200 طهراني يوميا يصابون بالسكتات الدماغية“، تصريحات رئيس جمعية السكتات الدماغية في إيران الدكتور “بابك زماني” حول كثرة الإصابة بالسكتات الدماغية في إيران، والتي قال فيها: إن 200 شخص في طهران و800 شخص في إنحاء البلاد يصابون يوميا بالسكتات الدماغية، وهذه الأعداد مقارنة مع دولة عدد سكانها 85 مليون، مرتفع ومقلق.

وفيذات السياقوتحت عنوان “أكثر من 200 ألف طفل في إيران يعانون من سوء التغذية بسبب الفقر”، أفادت صحيفة “اعتماد” أن هناك أكثر من 200 ألف طفل يعانون من سوء التغذية في إيران بسبب الفقر، وأن وقف السلات الغذائية سيزيد من خطورة هذا الوضع، وأضافت أن إيران تعاني من مشكلة سوء التغذية منذ عشرين عاما.

نقلاً عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق