الجمهورية الإسلامية؛ ريحانه جباري بأي ذنب قتلت!؟

ريحانه جباري تلك الفتاة المظلومة التي وقعت في مصيدة أحد الطغاة الذين تدربوا وترعرعوا في ظل ولاية الفقيه، كان خبر إعدامها يوم السبت 25/10/2014 قد سبب الحزن لدى الكثيرين من الشرفاء وأصحاب الضمائر، وعندما كانت هذه الفتاة في التاسعة عشر من عمرها كانت تعيش بهدوء وراحة مثل بقية صديقاتها، ولكن شهوة الضابط السابق في دائرة المخابرات الإيرانية والذي كان طبيبا يبلغ من العمر 47 عاما قد أدى بها ظلما إلى حبل المشنقة.

تروي ريحانه جباري قصتها مع هذا الرجل الشرير في رسالتها التي كتبتها في السجن وتم نشرها عن طريق العديد من وسائل الإعلام، فبينما هي كانت تجلس في محل لبيع الآيس كريم، وكانت تتحدث هاتفيا مع أحد العملاء الذي قامت بتصميم جناح له في المعرض الدولي، جذبت انتباه أحد الضباط السابقين في المخابرات والذي كان وقتها مع صديقة مهندس شيخي، والضابط هو مرتضى عبد العلي سربندي وكان عمره 47 عاما، وكان قد عرف نفسه بأنه طبيبا، وتقدم نحو ريحانه من أجل التعرف عليها، وتقول ريحانه في هذه الأثناء: إن رجلا متوسط العمر كان يأتي باتجاهي مع صديقه، وقد جرى التعارف بينمها وكانت ريحانه عمرها 19 عاما، في السنة الثانية في تخصص هندسة الكامبيوتر في جامعة طهران، وقد علم الضابط بأنها ذات خبرة في عمل التصميم والديكور.

ووفق كلام ريحانه جباري فإنه بعد التعرف على هذا الضابط والذي كان يعمل في تجارة المعدات الطبية تم الاتفاق بينهما على أن تقوم ريحانه بتصميم ديكور عيادة جديدة له، وبعد الذهاب معا إلى الشقة المتقف عليها، والتي تقع قبالة مبنى محافظة طهران، أراد الإعتداء عليها واغتصابها، فقامت ريحانه بالدفاع عن نفسها وضربه بالسكين فقتل.

ويجب الإشارة هنا أن ريحانه هي من قام بالاتصال مع الإسعاف بنفسها، وطلبت إسعاف سربندي، ولكن ضربة السكين كانت قد وصلت إلى صدره فأطاحته أرضا.

وكذلك وبناء على التقارير التي قدمت من قبل المحكمة التي تابعت قضية ريحانة، فأنها أثناء ذهابها إلى عيادة مرتضى عبد العلي سربندي فإنها ركبت معه في سيارته، وأثناء المسير توقف سربندي بجانب صيدلية واشترى بعض الأشياء والتي كان منها “الواقي الذكري والمنوم”، وقد استخدم وكيل ريحانه جباري “عبد الصمد خرمشاهي” ما قام سربندي بشرائه من الصيدلية كأدلة دامغة على نيته المسبقة في اغتصابها، وعندما وصلت ريحانه إلى المكان علمت أنها شقة ولكن سربندي يريد تحويلها إلى عيادة لتقوم ريحانه بتصميمها.

وبناء على التقارير المقدمة من المحكمة، ووفق ما جاء في إفادة ريحانة، فإن مرتضى عبد العلي سربندي أراد الاعتداء على ريحانه واغتصابها، فقامت ريحانه بالدفاع عن نفسها وضربه بالسكين في ناحية الكتف، وعلى الفور هربت وقامت بالاتصال بالإسعاف، ولكن كان سربندي قد فارق الحياة إثر نزيف الدم، وقامت المحكمة بتوجيه تهمة القتل العمل مع سبق الإصرار والترصد، فأصدرت حكم الإعدام في حقها.

وبعد صدور حكم الإعدام والذي يبدو قد جاء بفعل الضغوطات، أكدت ريحانه جباري في أول ردة فعل لها أنها كانت تدافع عن نفسها، كما أكد وكيلها أن ريحانه قد كتبت في مذكرتها بعد صدور حكم الإعدام أن هذا القتل لم يكن متعمدا، ولم تكن الضربة مميتة.

وفي سنة 2009 حكم على ريحانه بالإعدام، وقد وصل مضمون هذه القضية إلى المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان، وكذلك منظمة العفو الدولية والسيد أحمد شهيد المقرر الخاص في الأمم المتحدة بخصوص حقوق الإنسان، وفي هذا الخصوص تم إنشاء العديد من الحملات الدفاعية عن هذه الفتاة في جميع أنحاء العالم، ولكن إيران كعادتها لم تستجيب لهذه الدعوات وأصرت على إعدام هذه الفتاة، وذلك لأن حكومة ولاية الفقية قد عرفت بقتلها وقمعها.

وقد بقي هذا السؤال حتى الآن دون إجابة، من هو ذلك الشخص الثالث – مهندس شيخي – والذي كان موجودا وقت وقوع الحادثة، ولماذا لم يذكر اسمه في هذه القضية حتى الآن؟

جمال عبيدي

نقلا عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق