البحرين تضرب الإرهاب الإيراني

تشكل محاولات إيران المتكررة في زعزعة الأمن والاستقرار في البلدان العربية استفزازاًباتت هذه الدول لا تتحمله، لذا فإن هناك توجهاً عربياً لقطع العلاقات مع هذه الدولة الخبيثة التي تسعى إلى تدمير البلاد العربية بكل ما أوتيت من قوة.

إيران لا تسعى فقط إلى المجاهرة بدعم التنظيمات الإرهابية في عدد من الدول، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين الانقلابيين في اليمن الشقيق، بل تعمل جاهدة على دعم تنظيم داعش الإرهابي وجماعة الإخوان المتأسلمين من أجل تشويه صورة الإسلام الحنيف القائم على الوسطية والرحمة والمحبة واحترام الآخر.

ومؤخراً كانت البحرين كشفت عن خلية إرهابية تضم 47 عنصراً جندتهم إيران من أجل زعزعة الأمن في المملكة، ما يجعل العلاقة بينهما تتجه إلى القطيعة، فضلاً عن تواصل قيادات الحرس الثوري الإيراني لمتابعة ما يخطط له من جهة، وتكفل الحرس الثوري بتدريب عملائه في البحرين على استخدام الأسلحة، وصناعة المتفجرات والقنابل وتشريكها، وتهريبها وتخزينها، في معسكرات في إيران والعراق.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تحاول فيها إيران زعزعة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين، إذ حاولت مراراً وتكراراً تنفيذ عمليات إرهابية هناك، فضلاً عن دعمها لبعض القوى السياسية التي تحاول شل الحركة السياسية والاقتصادية في البلاد من خلال تنظيم الإضرابات والمظاهرات والتطاول على نظام الحكم.

ونتيجة لذلك كله، يتوقع أن تعلق مملكة البحرين جميع الأنشطة الاقتصادية والتجارية بينها وبين إيران، ووقف الرحلات الجوية لتكون بذلك أول دولة خليجية تتخذ هذه الخطوة إذا ما أقرت رسمياً.

وكانت البحرين أبعدت السفير الإيراني من العاصمة البحرينية المنامة، كما جرى سحب السفير البحريني من طهران في أكتوبر الماضي، بسبب مواصلة إيران من خلال عملائها المحاولات لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف أمن البحرين، إضافة إلى التدخل في الشؤون الداخلية لمد النفوذ الإيراني.

في سياق ذي صلة، أصدرت المحكمة الجنائية في البحرين الخميس 5 نوفمبر أحكاماً بالسجن المؤبد وإسقاط الجنسية على 5 متهمين بقضية التخابر مع إيران، في وقت جاءت فيه تصريحات وزير خارجية البحرين لتضع النقاط على الحروف عندما قال إن “إيران تمثل تهديداً للدول العربية لا يقل عن تهديد تنظيم داعش الإرهابي”، في حين أكد نائب وزير الخارجية الأميركي أن بلاده مازالت تهتم بتصرفات إيران “غير المقبولة” بما في ذلك دعمها للإرهاب.

ومن أبرز دلائل دعم إيران لتنظيم داعش الإرهابي التزام التنظيم بعدم مهاجمة إيران والابتعاد عن حدودها بمسافة لا تقل عن 40 كيلو متراً، فضلاً عن التصريحات الكلامية التي تثبت أن الخلاف بين داعش وإيران لفظي فقط وأن التنظيم المجرم يحظى بدعم لا محدود من إيران والأنظمة التابعة لها، لا سيما نظام بشار الأسد، فيما ينشط تنظيم داعش الإرهابي بشكل لافت على الأراضي السورية من دون أن يهاجم نظام الأسد.

وقاحة إيران تجلت كذلك في التعامل مع الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبوموسى) على الرغم من إعلان الدول العربية مجتمعة بأنها ترفض هذا الاحتلال وطالبت بإعادتها أكثر من مرة رفضاً لمحاولات إيران الخبيثة من أجل السيطرة على دول الخليج العربية.

كما تحاول إيران زعزعة أمن واستقرار باقي الدول العربية، ولا أدل على ذلك، من عبارة قاسم سليماني أثناء تجواله في بغداد بداية العام الحالي عندما قال إن “إيران أصبحت إمبراطورية وأن عاصمتها بغداد”، ودعمها اللامحدود للحوثيين الانقلابيين من أجل تسليم اليمن لها وزرع عملائها في المنطقة العربية برمتها.

نقلاً عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق