الأحواز قطر عربي يمتلك ثروات كبيرة(1)

المقدمة:

يمتلك الأحواز ثروات طبيعية هائلة تؤهله أن يكون من أهم المناطق الاقتصادية في العالم، إذ يتربع على أهم الموارد الطبيعية في العالم. ومن أهم الركائز الأساسية للاقتصاد الأحوازي:

أولاً: الأراضي الخصبة والتي تعتبر محاصيلها فريدة من نوعها.

ثانياً: المياه ووفرتها على كافة الأرضي الأحوازية من خلال الأنهار العملاقة.

ثالثاً: المعادن والمناجم الطبيعية ووفرتها بشكل كبير.

رابعاً: النفط والغاز ومشتقات هذه الصناعة وأهميتها في العالم.

هذه الثروات مكنت إيران اقتصاديا من مواجهة مشاكلها السياسية والاقتصادية ومن اجتياز المخاطر التي تعصف بالدولة الإيرانية بين الفينة الأخرى. لكن على الرغم من وجود هذه الثروات الطبيعية الضخمة في الأحواز يعيش الشعب العربي الأحوازي تحت خط الفقر المدقع ويتوق إلى أبسط حقوقه الأولية في العيش الكريم،وذلك بسبب الاحتلال، حيث احتُل الأحواز من قبل الدولة الفارسية عام 1925 ميلادي بمساعدة بريطانيا، لتكون إيران، الدولة الحالية، الحائل بين المصالح البريطانية وبين منافسيها في المنطقة العربية في بدايات القرن المنصرم.

أهمية البحث

تأتي أهمية هذا البحث من أهمية المكانة الاقتصادية والاستراتيجية التي تتمتع بها الأحواز، وتأثير هذه المكانة الاقتصادية المرموقة على سياسة إيران في داخل جغرافيتها وفي دول المنطقة. يُقصد بتسمية الأحواز في هذه الدراسة فقط الجزء الشمالي من دولة الأحواز المحتلة، ولم تتطرق الدراسة إلى جزئها الجنوبي-في المنطقة العربية.

مشكلة البحث

عدم وجود مصادر وإحصائيات محايدة عن الثروات والموارد الاقتصادية في الأحواز، حيث تخضع جميع الدراسات والبحوث التي تقدم عن هذه الموارد للرقابة الأمنية وتخضع لتوجهات الدولة الإيرانية، حتى بات الوسط العلمي يواجه أزمة حقيقية في الدراسات العلمية التي يقدمها بسبب هذه الرقابة وبسبب التلاعب بالأرقام والإحصائيات التي تتحدث عن الموارد الاقتصادية في الأحواز. ما أجبر الكثير من الباحثين والمهتمين بهذا الشأن على الاستناد في دراساتهم وبحوثهم إلى التقديرات والمصادر غير الرسمية.

في هذه الدراسة يستند الباحث على المصادر والمستندات الرسمية رغم عدم حياديتها لأنه يرى أنه قد تكون هذه المصادر أفضل من التقديرات والمصادر غير الرسمية من أجل نقل معلومات محايدة تحاكي الواقع، للمهتمين بالشأن الأحوازي والإيراني. كما اعتمد الباحث في هذه الدراسة بعض الأسماء الفارسية للمواقع الجغرافية الحديثة منها والقديمة التي كانت تعرف بأسمائها العربية في الماضي والتي فرسها المحتل بعد عملية الاحتلال عام 1925.

أسئلة الدراسة:

1-ماهي أهم الموارد في الأحواز؟

فرضيات الدراسة

يمتلك الأحواز بحدوده الحالية، الموارد الاقتصادية الكافية لدفع عجلة التنمية والتقدم للشعب العربي الأحوازي.

أهم الموارد الاقتصادية:

أ -المساحة الجغرافية، يصنف الأحواز ثاني أكبر دول الخليج العربي من حيث المساحة.

ب -الموقع الجغرافي، يقع الأحواز على موقع جغرافي استراتيجي ومهم حيث يعتبر حلقة وصل بين الدول العربية وبلاد فارس.

ج -الامتداد الجغرافي، يمتد الأحواز على مساحة جغرافية واسعة، تبدأ من الشمال حيث اقليم كردستان وفيه تقع محافظه كرمانشاه، ومن الجنوب يحاذي الخليج العربي، ومن الشرق جبال زاجروس التي تفصلها عن بلاد فارس، ومن الغرب ينتهي بشط العرب، الخط الفاصل بين الأحواز والعراق.

د -عدد السكان في الأحواز: لا توجد إحصائية دقيقة ومحايدة عن سكان الأحواز لأسباب سياسية وأمنية إيرانية. ولكن توجد بعض الإحصائيات غير الرسمية وبعض التقديرات التي تقدّر عدد الأحوازيين ما بين الثمانية ملايين واثنى عشرة مليون نسمة في كامل جغرافية الأحواز التي تبلغ 375000 كيلو متر مربع، حيث تكفي هذه الملايين لتكون يداً عاملة لدفع عجلة التنمية في الأحواز.

ه – البترول والمعادن الطبيعية: كالبترول والغاز والمعادن (الحديد والفولاذ) والاسمنت والجوجرد والملح. وتشير بعض التقديرات إلى أن الاحتياطي النفطي في الأحواز، يبلغ مئة وثلاثة وثمانين (183) مليار برميل.

و -الموارد المائية:تمتلك الأحواز موارد مائية ضخمة قلما تتوفر في مناطق أخرى، حيث يمر من وسط الأحواز أطول أنهار الشرق الاوسط؛ نهر كارون “دجيل”، ويتغذى من هذا النهر وينهل منه 15 رافداً فرعياً، وتمر 4 أنهر أخرى من داخل الأحواز وتتفرع إلى مجموعة أنهارٍ صغيرة. ولكن الكثير من الأنهار الصغيرة تم تجفيفها بسبب سياسة التجفيف التي تنتهجها إيران في أراضي الشعب العربي الأحوازي، وحتى نهر كارون ونهر الكرخة، الأنهار الكبيرة في الأحواز، لم تسلم من هذه السياسية.

كما تهطل أمطار غزيرة في الأحواز أثناء موسم الشتاء، وتقدر بمليار متر مكعب سنوياً.

ز -الأراضي الصالحة للزراعة: وتقدر هذه الأرضي بملايين الهكتارات الصالحة للزراعة.

ح –الأهوار والمستنقعات: تمتلك الأحواز هور العظيم (هور الحويزة) وهور الدورق (الفلاحية) وهور الميناو وبعض الأهوار والمستنقعات الصغيرة. يعتبر هور الحويزة وهور الفلاحية من أهم وأكبر محميات الطيور والأسماك قبل تجفيفها وتقليص مساحاتها من قبل النظام الإيراني.

ط -الأسماك

ي -المراعي

ك -الثروة الحيوانية

ل -السياحة

م -الجمارك

ن -الثروة البشرية

أهمية علم الجيوبوليتيك

يعتبر علم الجيوبوليتيك ضمير الدولة الحي وعينها الساهرة الذي يضع الدراسات العلمية للقادة السياسيين والعسكريين.

إن وجود الأحواز ضمن خارطة إيران السياسية وتحت الحكم الفارسي يعتير بمثابة ضمانة حقيقية للأمن القومي الإيراني، ولحفظ كيانها السياسي. تتمتع إيران من خلال الأحواز بأهم العناصر الجيوبوليتيكية: التقدم الاقتصادي، القوة العسكرية، الحدود المائية الواسعة (1400 كيلومتر)، ومضيق باب السلام “مضيق هزمز”.

الأحواز: جغرافيا، مساحة، سكان

تقع الأحواز في نصف الكرة الشمالية ضمن المنطقة المعتدلة الشمالية، بين 30 – 40 شمال خط الاستواء، وبين 46 – 51 شرق غرينيتش وبين 44 – 49 شرق باريس.

وتقع جنوب وجنوب غرب إيران، تفصلها عنها سلاسل جبال “زاجروس” (وكأنها “جدار” يعزل هذا القطر ويفصله عن فارس) وأما بالنسبة إلى الوطن العربي فتقع في الجنوب الشرقي من جمهورية العراق، وشرق الخليج العربي.

يحدّ الأحواز من الشمال جبال “إقليم كردستان” ومن الجنوب “الخليج العربي”، ومن الشرق جبال “زاجروس”، ومن الغرب “جمهورية العراق”.

تبلغ مساحة الأحواز – المساحة المشار إليها في هذه الدراسة تشمل فقط الجزء الشمالي من الأحواز-185.000 كيلومتر مربع، لكن الاحتلال الفارسي اقتطع أجزاء واسعة من هذه المساحة وضمها إلى المحافظات الفارسية فأصبحت اليوم 65.000 كيلومتر مربع.

تتقارب الأرقام المتعلقة بمساحة الأحواز في غالبية المراجع العربية التي تناولت تاريخ وجغرافية الأحواز بالبحث، فكتاب “الصراع العربي الفارسي” الصادر عن “منشورات العالم العربي”، يبيّن أن مساحة الأحواز 185 ألف كلم مربع. وقد اقتطعت منها السلطات الإيرانية، بحجّة التنظيم الإداري عام 1925، مساحة40025 ألف كيلومتر مربع،ضمتها إلى محافظاتها: فارس في الجنوب، أصفهان في الغرب، لرستان في الشمال، وبذلك تكون مساحتها الآن 159.600 ألف كيلومتر مربع، بطول 420 كلم وعرض 380 كلم.

ويؤكد الكاتب “علي نعمة الحلو” مؤلف كتاب “الأحواز-عربستان” أن مساحة الأحواز، تبلغ 159.600 ألف كم مربع في الوقت الحاضر (يقصد سنة 1969)، حيث أن طولها 420 كيلومتر وعرضها 380 كيلو متر. ويبيّن الكاتب “عبد المجيد حقّي إسماعيل”، في كتابه “الوضع القانوني لإقليم عربستان في ظلّ القواعد الدولية”، إن المساحة الحقيقية للأحواز هي 000185 ألف كيلومتر مربع، ولكنها أصبحت الآن 000159 ألف كيلومتر مربع بعد أن اقطعت إيران مساحات واسعة من أراضي الأحواز وضمّتها إلى المحافظات الإيرانية المجاورة للأحواز وهي فارس وأصفهان وكرمانشاه. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الباحث قد أصدر كتابه سنة 1974، أما في الوقت الحاضر فإن مساحة الأحواز أقل بكثير ممّا كانت عليه.

تتضارب الأرقام عند الكتّاب الإيرانيين الفرس حول مساحة الأحواز، ويذكر الكاتب “علي نعمة الحلو” في الصفحة 24 من كتابه “الأحواز (عربستان)” أن السيّد “محمد علي أمام شوشتر”يبيّن في كتابه “تاريخ جغرافيائي خوزستان”، أن مساحة الأحواز تبلغ “35 ألف ميل مربع”. أما السيّد “إيرج أفشار سيستاني” صاحب كتاب “خوزستان وتمدن ديرينه آن”، فيقول: أن خوزستان التي تقع في الجنوب الغربي من إيران، تبلغ مساحتها 66.532 كيلومتر مربع. وهذا التقلص والانكماش التي تعاني منه الأحواز يرجع إلى سياسة التفتيت والتقسيم التي تمارسها إيران بغية تفريس الشعب العربي الأحوازي وتطهيره عرقياً.

و تجد الإشارة إلى أن “خوزستان”، هي التسمية الفارسية التي أطلقتها الدولة الإيرانية على إقليم الأحواز بعد احتلاله عام 1925.

الأحواز: المعادن الطبيعية

النفط والغاز

“إذا أردت أن تحكم العالم فأنت تحتاج للسيطرة على النفط. كل النفط، في أي مكان”- مايكل كولون، الاحتكار تم اكتشاف النفط في الأحواز في مايو 1908 في حقل مسجدي سليمان، ثم تم اكتشاف واستثمار حقول نفطية جديدة في جحر السبع (هفت كل -1927)، سيد جري (اغاجري – 1936)، الأحواز العاصمة (1958)، بينك (1949)، بي بي حكيمة (1961)، مارون (1963)، مسجد سليمان (1964)

وعلى إثر اكتشاف هذه الحقول تأسست مصفاة عبادان التي تُعتبر أقدم مصفاة في منطقة الشرق الأوسط. وفي عام 1913 بدأت مصفاة عبادان عملها بطاقة إنتاجية بلغت 2400 برميل في اليوم. كانت مصفاة عبادان تعتبر أكبر مصفاة في العالم إلى أن توقفت عن العمل في عام 1980، بسبب تدمير منشآتها بالكامل خلال الحرب الإيرانية – العراقية (1980-1988). بعد الحرب أعادت إيران بناء المصفاة لتبدأ في العمل بقليل من الإنتاج في عام 1993، وفي عام 1997 استعادت المصفاة مكانتها في الإنتاج. وتنتج مصفاة عبادان حالياً حوالي 420 ألف برميل يومياً. بعد احتلال إيران آخر إمارة أحوازية في عام 1925 والقضاء على السيادة العربية في الساحل الشرقي من الخليج العربي، سيطرت إيران على كافة حقول النفط والغاز في الأحواز، وتكفلت في هذا الأمر الشركة الوطنية لنفط إيران (NIOC). حيث تم تأسيس هذه الشركة في مارس 1951، وباتت تشرف على كافة الحقول والمنشأة والمصانع وجميع مصادر الإنتاج والتكرير والنقل إلى المصافي المحلية ومحطات تصدير النفط الخام.

تحتوي أرض الأحواز على أكثر من 88% من النفط، و 100% من الغاز ومشتقاته في جغرافية إيران. وقد قامت شركة النفط الوطنية الإيرانية (NIOC)، ببناء وتشغيل مصفاتين في عامي 1968 و1975 بالقرب من العاصمة طهران، وذلك عن طريق ضخ النفط الخام عبر خطوط الأنابيب من الأحواز إلى هاتين المصفاتين. وعن طريق حقول النفط في الأحواز تم إنشاء مصفاة شيراز في عام 1973 بطاقة إنتاجية بلغت 40 ألف برميل يوميا لتوفير المشتقات البترولية إلى الأجزاء الجنوبية والشرقية من إيران.

تشير آخر المعلومات إن إيران تملك حالياً 9 مصافي للتكرير بطاقة تبلغ حوالي 1.5 مليون برميل يومياً من النفط، وتعتبر مصفاة عبادان أكبر هذه المصافي، بطاقة إنتاجية تبلغ 420 ألف برميل يوميا أي ثلث المنتجات المكررة في إيران. وتقوم إيران بتوسيع مصفاة عبادان ليتم إضافة 50 ألف برميل في اليوم إلى طاقتها الإنتاجية، وتخطط إيران لإنشاء مصفاة جديدة في جزيرة قسم الأحوازية بطاقة إنتاجية مقدارها 120 ألف برميل في اليوم. أما صادرات إيران من المشتقات النفطية فيتم تصديرها عبر محطات عبادان وميناء معشور وجزيرة خارک حيث كلها تقع في الأراضي الأحوازية.

بعد ثورة عام 1979 م في إيران، تم تحويل جميع الأنشطة النفطية في الأحواز لـــــ”الشرکة الوطنية لنفط الجنوب” (شرکت ملي نفت خيز جنوب) وهي فرع من الشرکة الوطنية لنفط إيران (شرکت ملی نفت إيران)، ثم في عام 2004م تأسست شرکة نفطية جديدة في الأحواز باسم” شرکة نفط وغاز اروندان “، ومُنحت حق الاستثمار في الحقول النفطية الجديدة التي تم اكتشافها بعد عام 2004م.

قيس بني تميم

نقلاً عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

 

المصادر والمراجع:

http://www.nioc.ir/Portal/Home/ShowPage.aspx?Object=News&ID=64c62b98-907b-4608-b294-a44976332b74&LayoutID=d2d58b2b-6888-42ca-ba8c-4fdffbf0bd4d&CategoryID=f0548e2e-53ed-49bc-a396-c821c99a4c8d

http://ahwaz.irib.ir/-news/337-1389-10-14-12-14-42/1560-1392-01-18-03-56-53

http://www.nioc.ir/portal/Home/ShowPage.aspx?Object=GeneralText&ID=1e6d30dd-9932-484e-900f-8dd7a7437bff&LayoutID=434e06e5-ac33-4c53-8c59-bcd473f7f0ab&CategoryID=d7d95987-15cb-4032-9f2a-be66a31b0c38 http://www.naftnews.net/view/11600/

http://www.naftnews.blogfa.com/post-278.aspx

http://www.farsnews.com/newstext.php?nn=13900720000494

http://www.radiofarda.com/content/f12_iran_gas_production_paradoxes/24811657.html

http://www.nisoc.ir/Homepage.aspx?site=DouranPortal&tabid=1&lang=fa-IR

القضية الاحوازية (الأحواز) د. عباس عساکره

شركت ملي نفت إيران، شركت مهندسي وتوسعه نفت (متن)

گزارش رویدادهای شرکت نفت در سال 1388

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق