أذناب المخابرات الفارسية في مصيدة الأمن الأردني

في سؤال ليس له إجابة نقرأها في عيون قادة حرس النظام الملالي وأتباعه في داخل وخارج إيران، سوى الحقد الضغين والحماقة السوداء والوهم الإمبراطوري، ماذا يريد النظام الملالي وحرسه الثوري من أنظمة وشعوب الدول العربية بتدخلاته السافرة ومساعيه الدامية بتنفيذ التفجيرات وقتل الأبرياء وتجنيد العملاء وبث الفتنة وزرع الانقسام؟

لقد سمعنا الكثير عن شبكات تجسس أرسلها الحرس الثوري عن طريق فيلق قدسه للتجسس وزرع الفتنة بهدف ضرب أمن واستقرار العديد من الدول العربية حصريا، وشاهدنا الكثير من التفجيرات والاغتيالات التي نجح النظام الإيراني بتنفيذها عبر عناصره وأتباعه في عدة دول عربية، وهنا نحن اليوم نرى أكثر من أي وقت سبق وبأم أعيننا حجم التدخلات الإيرانية المسمومة والدامية في البلدان العربية وعلى رأسها العراق وسوريا واليمن ولبنان، لدرجة تحتار معها العقول من شدة حقد وعداء هذا النظام للشعوب والأنظمة العربية.

لقد بدأ النظام الإيراني عداءه للعرب فور توليه زمام الأمور في طهران عام 1979 بعد اغتصابه للثورة الشعبية التي أرادت التخلص من النظام البهلوي، وبعد سنتين من وصوله إلى إدارة البلاد أي عام 1981 أسس النظام الإيراني قوة لتحرسه وتحميه من السقوط، وسمي هذه القوة بحرس الثورة (الحرس الثوري)، لتكون السوط الذي يجلد به كل مخالف للخميني بأي فكرة أو سياسة، والقوة التي تتولى قمع أي حركة أو احتجاج داخلي، وبعد عشر سنوات أي عام 1991 أراد النظام الإيراني تطبيق مخططاته الدامية والرامية إلى ضرب الأمن والاستقرار في البلدان العربية بذريعة تصدير أفكار الثورة من أجل التدخل والتمدد من خلال العبث وإشعال نيران الفتنة الطائفية بهدف إضعاف الدول العربية كطريقة للتمدد الصفوي، ومن أجل ترتيب هذه المخططات وتطبيقها بأكمل وجه، أسس النظام الإيراني قوة تحت مسمى “فيلق القدس” تكون تابعة للحرس الثوري كونه الأكثر إجراما في إيران من بين المؤسسات العسكرية والأمنية، وأنيطت إليه عدة مهمات جميعها خارج حدود إيران، وأهمها زرع الجواسيس في الخارج، والقيام بعمليات تفجيرية واغتيالات، وشراء العملاء وإشعال الفتن والاقتسام، والتركيز الأساسي لفيلق القدس هو تدريب الجماعات الإرهابية المتطرفة وخاصة المتواجدة في البلدان العربية وتقويتها.

في الحقيقة لم تكن مفاجأة تلك الأخبار التي انتشرت عن اصطياد الأمن الأردني لأذناب مدسوسة من قبل نظام كنظام الملالي، ولم يكن هذا الأمر غريبا لا على كفاءة وخبرات الأجهزة الأمنية الأردنية التي أثبتت قدرتها على حماية الوطن من كل تهديد غاشم، ولا على دناءة وحماقة وحقد المخابرات الإيرانية التي تتكشف أهدافها وتتضح نواياها يوما بعد يوم في محاولاتها ضرب الأمن والاستقرار في كافة البلدان العربية والإسلامية لتشارك الكيان الصهيوني في مهمته التوسعية وأهدافه الاستيطانية.

ألقت الأجهزة الأمنية الأردنية القبض على العراقي خالد كاظم الربيعي (49 عاماً) والذي يعمل لصالح فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وبحسب لائحة الاتهام فإن الربيعي أبعدته السلطات العراقية عام 1980 إلى إيران وهناك جند من قبل المخابرات الإيرانية، وفي الأردن عمل الربيعي على نقل مواد متفجرة وتخزينها شمال المملكة، وأشار مصدر أردني إلى أن هذه القضية هي الأكبر منذ حوالي عشر سنوات، من حيث كمية المواد المتفجرة المضبوطة ونوعيتها، وأضاف المصدر أن كمية المواد المتفجرة التي تم ضبطها والبالغة 45 كلغ هي شديدة الانفجار، وكانت مخبأة في قرية “ثغرة عصفور” في محافظة جرش، وكان المتهم ينوي استخدامها في تنفيذ عمليات إرهابية في المملكة، وقد وجهت المحكمة أيضا لخالد كاظم الربيعي التابع لفيلق القدس، وهو تنظيم يتبع الحرس الثوري الإيراني تهمة المشاركة في تنفيذ عدة عمليات اغتيال لصالح المخابرات الإيرانية في أوقات سابقة.

لا شك أن الأردن وباقي الدول العربية الآمنة موجودة على لائحة الأهداف الإيرانية منذ سنوات، خصوصا تلك الخطط الموجودة على أجندة الخلايا والأفراد التابعة لفيلق القدس الإيراني، والتي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار الدول المستقرة كوسيلة لتصدير ونشر أفكار الخميني التوسعية ونشر التشيع بين جماعات تضمن ولاءها وتجندها لتحقيق مصالحها.

ولو قدر لهذه العملية الدامية العدائية أن تنجح لا سمح الله، وتقتل مئات الأبرياء من الأطفال والنساء والمدنيين، لبرأت إيران نفسها من مسؤولية أي عملية إرهابية كهذه، وسيعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن هذه العملية، وهو ما يستجوب وقفة هنا على العلاقة التي تربط داعش الإرهابي بنظام الملالي الدموي، وتبادلهما الكثير من الأدوار داخل مسلسلات العنف والإرهاب التي تحدث على مسارح الدول العربية وتضرب أمن الشعوب العربية.

وحول هذا الموضوع قال النائب في البرلمان الأردني محمود خرابشة، إن الأطماع الإيرانية في المنطقة بأكملها بدت واضحة ليست في سوريا واليمن والعراق، إنما في الأردن أيضا خصوصا، حين تم ضبط أكبر عملية إرهابية من حيث كم ونوع المتفجرات، وأكد الخرابشة أن إيران تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في الأردن، من خلال اعتمادها على أشخاص ينفذون عمليات إرهابية حتى تسود سيطرتها ونفذوها في المنطقة، وأن يصبح لإيران موطئ قدم جديد في المملكة، وأضاف الخرابشة أنه من الضروري مواجهة الأطماع الإيرانية في المنطقة، مبيناً أن فشل العملية الأخيرة تضاف إلى سلسلة الانتصارات والمكاسب التي تحققها قوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية للحفاظ على أمن واستقرار المملكة.

نقلاً عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق