عاصفة الحزم أحيت الأمل في قلب أهل الأحواز

كان لافتاً الآثار الإيجابية لعاصفة الحزم العربية التي قادتها دول الخليج ضد التمدد الإيراني في اليمن، ومنعاً للنفوذ الحوثي الإنقلابي الذي تطاول على الشرعية وهدد أمن اليمن ككل، وساهمت العاصفة  في قطع اليد الإيرانية في اليمن وصياغة مستقبل جديد، لكن هذه العاصفة وآثارها امتدت إلى الداخل الإيراني، وتحديداً مناطق الأحواز المضطهدة التي تعاني منذ سنوات من الجور والتهميش المتعمد من قبل السلطة في إيران، وعبر العرب في منطقة الأحواز عن رفضهم التام للتسلط الفارسي على مناطقهم ومطالبتهم بالتحرر من نير هذا الظلم الذي طال، وأكد أهل الأحواز أن ما شهدته الساحة اليمنية من تطورات وحدت الصف العربي في تحالف أطلق عاصفة الحزم، التي حققت أهدافها لتنطلق بعدها عملية إعادة الأمل، وأثبتت قوة الدول الخليجية وقدرتها على الحد من نفوذ إيران، وتغيير خارطة النفوذ  في المنطقة.

وضمن هذا السياق أكد أمين عام الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، صلاح أبو شريف، أن عاصفة الحزم خففت الضغط على الأحواز، والتحرك العسكري العربي في اليمن منح مطالب القوميات غير الفارسية في إيران زخماً كبيراً وخفَّف الضغط عنها، ودفعها إلى التفكير في مشاريع معارِضة جديدة تعتمد على توحيد الجبهات غير الفارسية بعد أن ثبت أن إيران ليست بهذه القوة، ودعا في تصريحات لصحيفة الشرق الدول العربية إلى تبني قضية شعب الأحواز العربي، والاعتراف بـالاحتلال الإيراني لإقليم الأحواز، وبدء دعم الأحوازيين بمختلف الوسائل، معتبراً أن الصمت على احتلال الإقليم جرَّأ الفرس على التوسع في دول عربية أخرى، وكشف أبو شريف، وهو عضو في جبهة “الشعوب غير الفارسية في إيران”، عن اتصالات ومفاوضات مستمرة مع بعض الدول العربية وغير العربية للتعاطي فعلياً مع ملف الانتهاكات التي يمارسها النظام الإيراني في الأوساط الدولية.

وأثمرت عاصفة الحزم ومن بعدها إعادة الأمل في زرع الأمل الحقيقي في الأقليات المضطهدة في إيران، التي أدركت أنها تستطيع التحرر كما فعل الشعب اليمني الذي وقع فريسة للجماعة الحوثية، فالفرحة والتهليل لقوة التحالف العربي، هو ما انتشر في صفوف أهل الأحواز، ونشرت  قناة العربية مقطع فيديو لناشط أحوازي يعبر عن فرحة الأحوازيين بعملية العاصفة، وقام عدد كبير من الجماهير بتأييد الشاعر على الطريقة الأحوازية المعهودة في الأهازيج الشعبية، وتشير القناة إلى أنه في المنفى أصدر عدداً من التنظيمات الأحوازية بيانات تأييد عملية عاصفة الحزم، وقرار السعودية ودول خليجية أخرى في الحرب ضد الحوثيين، ودعم الشرعية في اليمن.

وقال حزب التضامن الديمقراطي في بيان: إنه مما لا شك فيه أن السعودية وشقيقاتها حاولت بشتى الطرق والوسائل دعم الحوار السياسي بغية التوصل إلى مخرج سلمي للأزمة الناتجة عن الانقلاب الحوثي، إلا أن الدعم الإيراني لهذه الجماعة أوهمها بأن العرب سيقفون مكتوفي الأيدي تجاه ما تقوم به الجماعة الحوثية من عبث بمستقبل دولة عربية تحتل موقعاً استراتيجياً على خارطة الأمن القومي العربي المشترك، وأكد أن الحوثيين ليسوا إلا أداة لخدمة مآرب النظام الإيراني الذي حاول منذ مصادرته لثورة الشعوب في عام 1979  التوسع في العالم العربي تحت شعارات مزيفة، ومنها شعار تحرير القدس الذي بات في عقلية النظام يمر عبر بغداد وبيروت وصنعاء ودمشق.

كما طالب الحزب بمواقف مشابهة تجاه الأزمة السورية، وأشادت جبهة التحرير في بيان بعملية عاصفة الحزم قائلة “الجبهة العربية لتحرير الأحواز تبارك وتهنئ وتؤيد هذه الخُطى العربية الإسلامية وتتفق تماماً مع أخذ هذا القرار الصائب الذي لطالما نادت به”.

لقد نجح التحرك الخليجي في تغيير خارطة المنطقة، وأن يزرع الأمل الحقيقي في صفوف المستضعفين الذي يعانون من الحقد الإيراني المقيت، فالمناطق المهمشة مثل الأحواز وغيرها عانت الأمرين نتيجة لحالة من التسلط السارية في صميم النظام الإيراني الكاره لغير قوميته، وينشر ثقافة الحقد والانتقام بين القوميات الاخرى.

نقلاً عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

 

 

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق