توجهات الرأي العام العالمي والعربي والسوري تجاه القضية السورية

تُشكِّل هذه الدراسة رصداً لأبرز توجهات الرأي العام حول القضية السورية، وذلك باعتماد نهجين بحثيين:

  • نهج المقارنات، من خلال رصد مجموعة استطلاعات رأي لعدة مؤسسات، وإجراء مقارنات زمانية ومكانية ومؤسساتية بينها، وقد تم إرفاق مصدر كل استطلاع رأي تمت الاستعانة به.
  • نهج الملاحظة، وذلك فيما يخص الرأي العام السوري، حيث لا توجد استطلاعات موثوقة وشاملة يمكن اعتمادها، لذا تمّ الاستعاضة عن ذلك، بملاحظة أبرز توجهات الرأي العام السوري من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديداً في موقعي Facebook وTwitter. حيث تمّ ملاحظة شرائح صغيرة لدى كافة الأطراف، لتُشكِّل دليل عمل أكثر منه قياساً مُحكَماً.

 

وتشمل هذه الدراسة المحاور التالية:

أولاً-توجهات الرأي العام الأمريكي تجاه القضية السورية

ثانياً-توجهات الرأي العام البريطاني تجاه القضية السورية

ثالثاً-توجهات الرأي العام في بعض دول الاتحاد الأوروبي تجاه القضية السورية

رابعاً-توجهات الرأي العام العربي تجاه القضية السورية

خامساً-أبرز توجهات الرأي العام السوري في وسائل التواصل الاجتماعي

 

أبرز النتائج التي تمّ التوصل لها

ارتفاع نسبة تأييد التدخل العسكري، لدى الرأي العام الغربي، مع ارتفاع في نسبة تأييد تغيير نظام الأسد، عام 2017، عن النسبة التي كانت قائمة عام 2013، لتشكل الأغلبية في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا.

  • رغم انخفاض نسبة تأييد تغيير نظام الأسد لدى الرأي العام العربي عام 2016 عمّا كانت عليه عام 2013، إلا أنّ هذه النسبة ما تزال الأغلبية في معظم الدول العربية.
  • انقسام الرأي العام السوري إلى عدّة توجهات، ترتبط بالموقف السياسي والانتماء الإثني.
  • يغلب على اللاجئين السوريين توجه تغيير النظام بأغلبية كبيرة.
  • تتقارب آراء النخب السورية مع آراء الشباب، ووفق الموقف السياسي.
  • تتفق آراء المعارضة على الأهداف الأساسية الكبرى: تغيير النظام، التخلص من إيران وروسيا، لكنها تختلف حول كثير من التفاصيل الأخرى، بما فيها هوية الدولة السورية المقبلة.

 

أولاً-توجهات الرأي العام الأمريكي تجاه القضية السورية

 يمكن رصد أبرز توجهات الرأي العام الأمريكي من خلال استبيانات أربعة مراكز أمريكية كبرى، وهي:

الرأي 0

وتؤثّر جملة متغيرات في الرأي العام الأمريكي تجاه القضايا الخارجية، يتمثّل أبرزها فيما يلي:

  • أولوية القضايا الأمريكية الداخلية.
  • دور وحجم وسائل الإعلام الأمريكية في تغطية الشأن الخارجي.
  • توجهات الحكومة/الحزب الحاكم.
  • يضاف إليها، بروز متغير أولوية محاربة الإرهاب/داعش.

لذا شهدت المسألة السورية تبايناً واضحاً بين عامي 2013 و2017، أي بين إدارتي أوباما وترامب، ويظهر ذلك من خلال استطلاع مؤسسة Gallup، حول استخدام القوة في سورية:

الرأي 1

ويتأكد هذا التوجه من خلال نسبة المتابعين للحدث السورين بين عامي 2013 و2017، إذ سبق لمؤسسة Gallup أن رصدت نسبة متابعة عام 2013 للشأن السوري والتي لم تبلغ 50% من الشارع الأمريكي، وهي أقل من المتوسط التاريخي الأمريكي لمتابعة الرأي العام للنزاعات الخارجية (60%). فيما رصد مركز Pew في إبريل 2017 نسبة 91% من الشارع الأمريكي على دراية بالهجمات الكيماوية التي حصلت في سورية.

الرأي 2

 ولم يملك الرأي العام الأمريكي عام 2013، ثقة كافية، بأن الجهود الأمريكية قادرة على حل النزاع في سورية.

الرأي 3

غير أنّ نسبة الثقة ارتفعت في عهد إدارة ترامب، لتتجاوز ضعف النسبة السابقة، سواء أكانت ثقة بالرئيس أم بالجمهوريين في الكونغرس. وترتفع مستويات الثقة بقدرة ترامب بمعالجة الأزمة السورية لدى الجمهوريين إلى 82%. ورغم انخفاض ثقة الأمريكيين بقدرة الأمم المتحدة على معالجة الأزمة السورية، إلا أن 74% منهم يؤيد اتخاذ مزيد من الإجراءات من قبل المنظمة الدولية.

الرأي 4

 كما يتأكد ذلك، من ارتفاع نسبة مؤيدي التدخل الأمريكي لحل الأزمة السورية، حيث يجد 63% من المستطلعة آراؤهم أنّ على الولايات المتحدة أن تفعل المزيد تجاه الأزمة السورية.

الرأي 5

ورغم تباين استطلاعات المؤسسات الأربعة، إلا أنها في جميعها، تؤكد أنّ أكثر من نصف المستطلعة آراؤهم تؤيد الضربة العسكرية الأمريكية التي حصلت.

الرأي 6

غير أنه وفق استطلاعات Gallup، فإنّ نسبة تأييد الرأي العام الأمريكي للتدخل العسكري الأمريكي في سورية، ما تزال منخفضة، مقارنة بالمواقف التاريخية تجاه التدخلات العسكرية الأمريكية السابقة. إذ تقع هذه النسبة كثاني أخفض نسبة في تاريخ الرأي العام الأمريكي، قبل الموقف من التدخل في ليبيا عام 2011. لكنها كذلك قريبة للغاية من نسبة الموافقين على التدخل في كوسوفو وهاييتي وجرينادا.

الرأي 7

 وفي حال تناول تفاصيل استطلاعات الرأي، يبدو أنّ الجمهوريين هم الأكثر موافقة واندفاعاً للتدخل العسكري الأمريكي في سورية، على خلاف الديموقراطيين الذين يؤيد أقل من نصفهم الضربة التي حصلت.

الرأي 8

 الرأي 9

ورغم اتفاق غالبية المستطلعة آراؤهم على أنّ استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي هو استخدام غير أخلاقي، إلا أنّ التباين يقع في تحديد حجم التهديد الذي يُشكِّله استخدام هذه الأسلحة على الولايات المتحدة، حيث ترتفع نسبة من يرى ذلك لدى الجمهوريين، وتنخفض في حال الديمقراطيين، وفق استطلاع مؤسسة CBS.

الرأي 10

 كما يؤيد أكثرية الجمهوريين اعتبار أنّ خروج مزيد من اللاجئين من سورية والعراق، يشكل تهديداً أمنياً للولايات المتحدة ومصالحها، فيما لا يتفق الديمقراطيون مع هذا التوجه.

الرأي 11

 ورغم أن معارضي بقاء الأسد في السلطة، يتجاوز مؤيدي ذلك، إلا أنهم ما زالوا يشكلون أقلية بين المستطلعة آراؤهم، حيث لم يبلغ مستوى ربع الرأي العام.

الرأي 12

ورغم ارتفاع نسبة متابعي الشأن السوري لدى الرأي العام الأمريكي، وما استتبعه ذلك من ارتفاع نسبة مؤيدي الضربة العسكرية التي حصلت، ومؤيدي مزيد من التدخل، في استطلاعات المؤسسات الأربعة، إلا أنّ المقترحات التي أدلوا بها تباينت بينها، حيث توزعت المقترحات على نسب صغيرة لدى مؤسسة CBS، أبرزها كان استخدام ضربات جوية أخرى دون اللجوء إلى استخدام القوات البرية (30%)، فيما ارتفعت هذه النسبة لدى استطلاعات مركز Morning Consult، لتبلغ (57%)، مع نسب أعلى لفرض عقوبات اقتصادية وإنشاء مناطق حظر طيران فوق أجزاء من سورية.

الرأي 13

 الرأي 14

 ورغم أن نسبة مؤيدي التدخل العسكري البري بلغت 18% لدى مركز Morning Consult، إلا أنها ترتفع إلى 39% لدى مؤسسة CBS، وفي كلتا الحالتين ما تزال تشكل أقلية في الرأي العام الأمريكي.

 الرأي 15

 ويثق الجمهوريون والرأي العام بأنّ لدى ترامب خطة واضحة للتعامل مع المسألة السورية بنسبة متساوية، غير أن هذه النسبة تنخفض كثيراً لدى الديمقراطيين، والذي يعتقدون أن ترامب يتصرف كرد فعل، وأنه لا يمتلك خطة واضحة.

وهذا يعني أن وجود أغلبية جمهورية في الكونغرس، سيساعد ترامب على بلورة خططه، والمضي بها قدماً، في ظل تأييد حزبه من جهة، وتأييد الرأي العام من جهة ثانية، في حال كان لديه رغبة في اللجوء إلى الخيار العسكري للتعامل مع نظام الأسد.

 الرأي 16

 إلا أن كافة الأطراف ما تزال تؤيد وبشدة، ضرورة حصول ترامب على موافقة الكونغرس قبل الإقدام على عمل عسكري في سورية، وهي موافقة تبدو سهلة في حال وجود أغلبية جمهورية في الكونغرس.

الرأي 17

ثانياً-توجهات الرأي العام البريطاني تجاه القضية السورية

يتعرّض الرأي العام البريطاني لذات المتغيرات والمؤثرات التي يتعرض لها الرأي العام الأمريكي، لذا شهد تبايناً في توجهاته بين عامي 2013 و2017، أي عقب تكرار ذات الحدث السوري (استخدام النظام للأسلحة الكيماوية). ووفق استطلاع لصحيفة Opinium/Observer، في أغسطس 2013، أبدى غالبية البريطانيين رفضهم لتدخل القوات البريطانية في سورية، فيما أيده 24% فقط. باستثناء الحزب الديمقراطي الليبرالي الذي أيده نصفهم تدخلاً عسكرياً بريطانياً في سورية.

الرأي 18

 وهي نسب متقاربة مع الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة YouGovK، حيث أظهر ما يلي:

الرأي 19

 وقدّم الرأي العام البريطاني عام 2013، وفق Opinium/Observer، مجموعة مقترحات للتعامل مع الأزمة السورية، تمثلت فيما يلي:

الرأي 20

حيث رأي نصف المستطلعة آراؤهم تقريباً، عام 2013، أنّ الخيار الأمثل يتجلّى عبر ضغوطات دبلوماسية كبيرة على النظام السوري بما فيها العقوبات الاقتصادية (48%)، ورغم تأييد 24% لتدخل عسكري سواء أكان مباشراً أو غير مباشر، إلا أن مؤيدي التدخل البري لم يتجاوز 2%، فيما فضل الآخرون منهم عمليات قصف النظام ودعم المعارضة الصديقة للغرب.

وكما شهد الرأي العام الأمريكي تغيراً في توجهاته بعد استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي في إبريل 2017، وما استتبعه من ضربة أمريكية لمطار الشعيرات، فإنّ الرأي العام البريطاني شهد ذات التأثير، حيث ارتفعت نسبة المؤيدين لتدخل عسكري بريطاني إلى 51% وفق استطلاعات شركة Sky Data، وهي ذات النسبة التي أبداها الرأي العام الأمريكي وفق استطلاعات مؤسسة Gallup. بل إنّ نسبة ملحوظة من البريطانيين أيدت هذا التدخل حتى لو تضمن مواجهة مع روسيا (41%). حيث أظهرت نتائج استطلاعاتها للشارع البريطاني ما يلي:

الرأي 21

ورغم أنّ استطلاع مؤسسة YouGov، في إبريل 2017، أظهر أن نسبة مؤيدي التدخل الأمريكي في سورية بعد استخدام الأسلحة الكيماوية، أعلى من رافضيه، إلا أن هذه النسبة بالكاد تتجاوز ربع المستطلعة آراؤهم (27%). ورغم ذلك فإنّ رافضي التدخل الأمريكي لم يتجاوزا 15% من المستطلعة آراؤهم. وبمقاطعته مع استطلاع شركة Sky Data، يظهر وكأن الرأي العام البريطاني يؤيد تدخلاً بريطانياً أكثر مما يؤدي تدخلاً أمريكياً في سورية.

الرأي 22

ثالثاً-توجهات الرأي العام في بعض دول الاتحاد الأوروبي تجاه القضية السورية

 كما سجل تأييد التدخل العسكري الأمريكي في سورية في الشارع الأمريكي ثاني أدنى تأييد تاريخي، فإنّ ذات الأمر تكرر في فرنسا عام 2012، حيث اعتبر تأييد التدخل العسكري الفرنسي ثاني أدنى تأييد في ربع القرن الفائت (52%)، متفوقاً فقط على نسبة تأييد التدخل العسكري في العراق عام 2003 الذي سجل (19%)، في حين تقارب مع تأييد التدخل العسكري في دارفور عام 2007 (55%)، وفي أفغانستان عام 2001 (55%)، وفي كوسوفو عام 1999 (56%).

الرأي 23

 إلا أنه كان ثاني أعلى نسبة تأييد في الشارع الأوروبي بعد إسبانيا، فيما سجلت ألمانيا وإيطاليا (على التوالي) أخفض نسبة تأييد بين هذه الدول.

الرأي 24

وارتفعت نسبة معارضة الفرنسيين لتدخل بلادهم العسكري في سورية عام 2013 إلى 64%، إلا أنهم ظلوا الأكثر تأييداً بين نظرائهم للتدخل العسكري في سورية، وثاني الأكثر معارضة بعد الرأي العام الألماني.

الرأي 25

غير أنه ومنذ عام 2014 بدأت تنحسر هذه النسبة لصالح مؤيدي التدخل العسكري الذي سجلوا في عام 2015 نسبة 55%، مع إبداء 92% من الفرنسيين قلقهم إزاء الوضع في سورية.

الرأي 26

غير أنّ التطور الأبرز في التوجهات الأوروبية أتى بعد وصول دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة، وتغير توجهات الرأي العام الأمريكي، واستخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي مرة أخرى، والضربة الأمريكية لنظام الأسد، حيث أيدت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبولندا التدخل العسكري الأمريكي.

الرأي 27

أثر اللاجئين في توجهات الرأي العام الأوروبي:

يظهر هذا المؤثر بشكل جلي في المجتمعات الأوروبية أكثر مما يظهر في المجتمع الأمريكي، حيث تحملت أوروبا مئات الآلاف من اللاجئين، قسم كبير منهم من السوريين، ما يمكّن من توظيفه لتوجيه الرأي العام باتجاه:

  • تأييد عمليات عسكرية أو إسقاط نظام الأسد، لإعادة قسم كبير من اللاجئين السوريين، أو منع تدفق مزيد منهم.
  • تضخيم خطر وجود اللاجئين السوريين في أوروبا، هوياتياً (الإسلاموفوبيا)، وأمنيا (وجود عناصر إرهابية بينهم)، واقتصادياً.
  • كما يمكن للأحزاب اليمنية المتطرفة توظيف وجود أعداد كبيرة من اللاجئين، للوصل إلى السلطة من خلال خطاب شعوبي مناهض لهم، وخصوصاً في الدول التي تحمل نظرة سلبية أو تعاني من وجود اللاجئين.

 وقد أجرى مركز Pew Center، في سبتمبر 2016، استطلاعاً لآراء 10 مجتمعات أوروبية، حول اللاجئين في هذه المجتمعات، وكانت أبرز النتائج التي توصل إليها، كما يلي:

  • يشعر 59% من الأوروبيين بالقلق من أن يؤدي تدفق اللاجئين إلى ازدياد خطر الإرهاب في بلدانهم، وترتفع هذه النسبة في هنغاريا وبولندا، وتنخفض في فرنسا وإسبانيا. شكل رقم (28)
  • يشعر 50% من الأوروبيين أن اللاجئين يشكلون عبئاً اقتصادياً على بلدانهم.
  • كما يشعر قرابة 50% من الأوروبيين أن اللاجئين الذي يتوافدون من سورية والعراق، يشكلون تهديداً كبيراً لبلدانهم، وترتفع هذه النسبة كثيراً في بولندا واليونان وهنغاريا وإيطاليا، فيما تنخفض إلى حدود دنيا في هولندا وألمانيا والسويد. شكل رقم (29)
  • ويُلحَظ أنّ الأشخاص الذين لديهم نظرة سلبية تجاه المسلمين تزداد لديهم النظرة السلبية تجاه اللاجئين، ويُلحظ ذلك في جميع الدول في الاستطلاع، حيث تجاوزت أدناها نسبة 50% (السويد)، فيما بلغت هذه النسبة 81% في بولندا، و80% في اليونان والمملكة المتحدة. شكل رقم (30)
  • يجد 40% من الأوروبيين أنّ التنوع الإثني الذي أضيف إلى بلدانهم يحولها إلى مكان أسوأ للعيش، وترتفع هذه النسبة في كل من اليونان وإيطاليا، فيما تنخفض بحدّة في فرنسا وإسبانيا. شكل رقم (31)
  • ولا توافق أغلبية ساحقة من الأوروبيين على الإجراءات التي يتخذها الاتحاد الأوروبي للتعامل مع اللاجئين، وترتفع هذه النسبة إلى حدود 94% في اليونان، فيما تتجاوز 63% في هولندا. شكل رقم (32)

الرأي 28

الرأي 29

الرأي 30

الرأي 31

الرأي 32

رابعاً-توجهات الرأي العام العربي تجاه القضية السورية

 سبق للمركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات أن أجرى عام 2013، مسحاً شمل 13 دولة عربية، حول موقفها من القضية السورية، شمل النقاط التالية:

  • الموقف من تنحي الأسد.
  • المقترحات لحل الأزمة السورية.
  • توصيف الرأي العام العربي لما يجري في سورية.

إضافة إلى الاستبيانات اللاحقة خلال الفترة 2014-2016.

 وكانت أبرز النتائج كما يلي:

أظهر توصيف المجتمعات العربية لما يجري في سورية عام 2013، أن قرابة 62% منهم يعتبرها ثورة شعب ضد النظام، فيما وجد 27% منهم أنها مؤامرة خارجية على سورية.

الرأي 33

وفيما ارتفعت نسبة هذا الرأي في غالبية الدول العربية فوق 50%، إلا أنها انخفضت دون ذلك في الجزائر والعراق ولبنان:

الرأي 34

وأظهرت نتائج عام 2013 أن هناك شبه توافق بين أغلبية مواطني الدول العربية على أنه “من الأفضل لسورية أن يتنحى بشار الأسد عن السلطة”، وبنسبة 77%، مقابل معارضة 13% لذلك، ولم يمتلك 8% رأياً محدداً.

الرأي 35

ورغم أن هذه النسب تغيرت بشكل طفيف في السنوات اللاحقة لصالح معارضة إسقاط النظام أو خيارات أخرى، إلا أن غالبية الرأي العام العربي (قرابة الثلثين)، ما تزال ترى في تغيير النظام ضرورة لحل الأزمة السورية.

الرأي 36

وتتوزع هذه النسبة بين الدول العربية وفق الشكل التالي:

الرأي 37

 

حيث يُلحظ من الجدول السابق ما يلي:

  • تراجع نسبة تأييد تغيير النظام في غالبية الدول العربية، أبرزها في مصر والكويت وفلسطين وتونس.
  • فيما تراجعت بعض المجتمعات العربية عن تأييد تغيير النظام عام 2014، عادت لترتفع نسبة تأييد ذلك عام 2015.
  • تأثرت المجتمعات العربية بالمتغيرات الحاصلة منذ صيف 2013، والتي تسبب في تغيير مواقفها، وأبرزها:
    • بروز تهديد تنظيم داعش في سورية والعراق.
    • مواقف الحكومات المحلية (ويظهر أكثر بروزاً في مصر والعراق والجزائر).
    • الأولويات الأمنية التي بدأت تسيطر على جزء مهم من الأولويات العربية.
    • الإخفاقات والانقسامات التي منيت بها الجهات المعارضة في سورية. وبروز قوى الإسلام السياسي فيها، وعدم وضوح مشروع سياسي موحد للمعارضة.
    • تراجع أولوية القضية السورية في الإعلام العربي، لصالح أولوية محاربة الإرهاب.

وقد توزعت أسباب تأييد ورفض تغيير النظام في سورية، عام 2014، وفق الشكلين التاليين:

الرأي 38

الرأي 39

ورغم تباين المقترحات التي قدمها المستجيبون لحل الأزمة السورية خلال الفترة 2013-2015، تأثراً بالمتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية، والمتغيرات الخاصة بالقضية السورية، إلا أن غالبية الثلثين تقريباً ظلّت محافظة على رأييها في ضرورة تغيير النظام، رغم أن هذه النسبة انخفضت قليلاً عام 2015، مع ارتفاع ملحوظ في نسبة مؤيدي القضاء على الثورة والمعارضة عام 2014، قبل عودة انخفاضها قليلاً عام 2015، إضافة إلى بروز أولوية القضاء على داعش أولاً، وخيارات أخرى.

الرأي 40

 

ويشمل اقتراح تغيير نظام الحكم، النقاط التالية، وفق المستجيبين:

  • تنحي بشار الأسد عن السطلة السياسية.
  • إسقاط نظام الحكم بجميع الوسائل.
  • محاكمة بشار الأسد ومعاقبته على أعماله.
  • دعم الشعب السوري وثورته بالسلاح حتى يواصل مقاومته للنظام الحاكم.
  • تقديم الدول العربية كافة أنواع المساعدة للشعب السوري لإسقاط النظام.
  • إجماع دولي لإجبار الأسد على التنحي.
  • تغيير الرئيس والحكومة عبر انتخابات حرة نزيهة.
  • تدخل عسكري أو سياسي لتغير النظام.
  • استمرار الثورة وانتصارها.
  • توحيد المعارضة، والاستمرار في مقاومة نظام الحكم.

 

أما اقتراح القضاء على الثورة والمعارضة، فيشمل:

  • القضاء على الثورة والمعارضة والجماعات المسلحة.
  • إيقاف الدعم الخارجي الذي تحصل عليه القوى المعارضة.

ويشمل اقتراح حل الأزمة من خلال عملية سياسية سلمية، ما يلي:

  • إجراء مفاوضات بين النظام والمعارضة، بعد القيام بإصلاحات جذرية ومحاسبة المسؤولين في النظام عن أعمالهم المقترفة ضد المواطنين.
  • المفاوضات أو الحوار بين النظام والمعارضة وبمشاركة جميع القوى السياسية.

وبالجمع بين توصيف الرأي العام للأزمة السورية ومقترحات حلها، استخلص استبيان 2013، النتائج التالية:

الرأي 41

حيث يبدو أن حتى أولئك الذين يعتبرون أن ما يجري هو مؤامرة خارجية، يؤيد نصفهم تقريباً تغيير نظام الحكم في سورية.

غير أنّ استطلاعات مركز Pew، لعام 2013، أظهرت أنّ غالبية لا تؤيد قيام تدخل عسكري غربي ضد النظام، كان أعلاها في لبنان بنسبة رفض بلغت 80%، كما رفض 60% من اللبنانيين تدخل حكومتهم عسكرياً في سورية. فيما أيد 53% من الأردنيين التدخل العسكري الغربي، و65% تدخل بلادهم عسكرياً.

الرأي 42

وبالعودة إلى متغير ظهور تنظيم داعش على الساحة، فإنه أحدث تأثيراً واضحاً في الرأي العام العربي، واحتل نسبة من الأولويات التي طرحها المستجيبون. وقد ساعد إعلام النظام والإعلام الموالي له في ربط الأحداث في سورية ببروز تنظيم داعش، ما أدى إلى انخفاض في نسبة مؤيدي تغيير النظام، قبل أن تتضح الصورة تدريجياً، وتتوزع النسب على خيارات متعددة.

حيث استفاد النظام السوري من النظرة السلبية لكل المجتمعات العربية تجاه تنظيم داعش، وهو ما أكّده مؤشر عام 2016، كما أكد على ارتفاع هذه النسبة خلال الفترة 2014-2016:

الرأي 43

الرأي 44

وقد وجد مؤشر عام 2016، أن نسبة 10% من المستطلعة آراؤهم (ترتفع في الجزائر ولبنان ومصر، وتنخفض في تونس والمغرب والسودان)، يرون أن إيجاد حل للأزمة السورية بما يتناسب مع تطلعات الشعب السوري، هو الأولوية في القضاء على داعش (أول وثاني إجراء من حيث الأهمية). فيما وجد 6% أن تغيير السياسات الطائفية في سورية والعراق هو الأولوية في ذلك.

الرأي 45

 

 

خامساً-أبرز توجهات الرأي العام السوري في وسائل التواصل الاجتماعي

 تُشكِّل وسائل التواصل الاجتماعي إحدى أبرز أدوات قياس الرأي العام، ولاستطلاع توجهات الشباب السوري (الفئة العمرية 20-30)، تمّ اعتماد موقع Facebook، للاطلاع على أبرز تلك التوجهات، بسبب رواج هذا الموقع على سواه لدى السوريين خاصة، فيما ينخفض حضورهم بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، وخاصة في موقع Twitter، والذي يُعتَبر أكثر نخبوية. وتتّسم هذه الفئة العمرية بما يلي:

  • هي الفئة الأكبر في المجتمع السوري، وتحديداً الفئة العمرية (10-24)، حيث شكَّلت عام 2010 قرابة 45% من السكان.
  • شهدت هذه الفئة –وما تزال- النزيف الأكبر عبر الهجرة واللجوء والنزوح والضحايا، ووجد تقرير للأمم المتحدة عام 2016، أنّ نسبة الفئة الشابة (10-24) في سورية انخفضت إلى حدود 30%.
  • ترتفع نسبة البطالة بين فئة الشباب في الداخل إلى 70%، وفق إحصائيات رسمية.
  • تُعتَبر الفئة العمرية (20-30)، هي الرافد الأساسي للعناصر المقاتلة لكافة الأطراف، كما أنها الرافد الأساسي لما بات يعرف بالناشطين الإعلاميين.
  • عدا عن أنها الفئة الأساس التي كانت محرك النشاط الاحتجاجي منذ عام 2011.
  • رغم الحضور الملموس والواضح لهذه الفئة في صفوف القيادات السياسية والعسكرية للمعارضة، إلا أنها ما تزال أقلية فيها، فيما تغيب تقريباً عن صفوف القيادة لدى النظام.

ويمكن تقسيم الشباب السوري وفق ولاءاتهم السياسية، إلى المجموعات التالية:

الرأي 46

ولا يمكن تحديد نسبة كل شريحة من هؤلاء إلا بعمل استبيان واسع، غير أنها غالباً ما تتفق مع نسبة تأييد/معارضة النظام. ويمكن ملاحظة ما يلي:

  • يطغى على موالي النظام، الانتماء الإثني (الطائفي العلوي)، مع امتداد ملحوظ تجاه بعض الأقليات، وامتداد محدود تجاه السنة.
  • يسيطر على موالي الفصائل الكردية الانتماء الإثني (العرقي الكردي)، إلا أن أقلية من هذه الإثنية ترفض التوجهات السياسية الانفصالية للفصائل الكردية، وتُفضِّل إعلاء هويتها السورية المعارِضَة للنظام، وتتّسم هذه الأقلية بمستوى تعليمها المرتفع والمرتفع نسبياً.
  • رغم أنّه يمكن ملاحظة فئة (غير محددي الولاء/الرماديون)، في كافة الشرائح الإثنية، إلا أنّ حضورها الأكبر يتمثل لدى السنة، مع حضور أقل منه لدى الأقليات غير العلوية. ويمكن توقّع ولائها وفق مكان إقامتها، كما يلي:
    • رماديو الداخل: ربّما يغلب عليهم معارضة النظام (الخشية من النظام سبب رماديتهم).
    • رماديو الشتات: ربّما يغلب عليهم تأييد النظام (الخشية على مصالحهم سبب رماديتهم).
  • فيما يتوزّع غالبية السنة (باستثناء الشريحة المؤيدة للنظام)، على عدّة ولاءات سياسية، مع وقوع تفاوت في التوجهات بين شباب الداخل وشباب الشتات. وأبرز تلك الولاءات وفق الحجم من الأعلى إلى الأدنى:
    • مؤيدو الفصائل الإسلامية، ويظهر بشكل واضح لدى شباب الداخل، مع امتداد ملحوظ نحو شباب الشتات.
    • مؤيدو الدولة المدنية مع مراعاة الهوية الإسلامية (مؤيدو الجيش الحر)، يرتفع لدى الشريحة الأكثر تعليماً، سواء شباب الداخل أو شباب الشتات، ليحتل هذا الولاء المرتبة الأولى.
    • مؤيدو النصرة، يرتفع في بعض مناطق المواجهة المباشرة والشديدة مع النظام، وخصوصاً في محافظة إدلب، وأجزاء من محافظة حلب، إلا أنهم يظلون أقلية.
    • مؤيدو الدولة العلمانية، يرتفع لدى شباب الشتات الأوروبي، وفي الشريحة الأكثر تعليماً، ويُلحَظ وجودهم لدى موالي النظام ومؤيدي الجيش الحر والفصائل الكردية، ويظلّون أقلية.
    • مؤيدو تنظيم داعش، فئات محدودة للغاية ليس لها تركّز مكاني محدد، وبالكاد يمكن ملاحظتها.

وترتبط التوجهات الهوياتية للشباب السوري بالتوجهات السياسية، حيث يظهر ما يلي:

  • يبتعد موالو النظام أكثر فأكثر عن الهوية العربية، ويطغى على كتاباتهم في هذا الخصوص، التهجّم على الهوية العربية والدول العربية الخليجية تحديداً، إضافة إلى إعلاء الهوية الدينية الطائفية، ضمن فهمهم للهوية السورية.
  • كما تطغى الهوية الإثنية العرقية على موالي الفصائل الكردية، مع ظهور محدود للهوية السورية.
  • ويحاول الرماديون السنة التمسك بالهوية السورية، مع إظهار محدود للهوية الإسلامية، دون كثير تحمس لها.
  • كذلك يفعل الرماديون من الأقليات، مع إظهار هويتهم الإثنية دون كثير تحمس لها.
  • وتبقى الهوية الدينية (الإسلامية السنية)، هي الهوية المتصدِّرة لدى مؤيدي داعش والنصرة، ولم يلحظ لديهم ميول للهوية السورية (وإن كانت ظهرت بشكل محدود للغاية عند بعض مؤيدي النصرة).
  • فيما يتوزع معارضو النظام بين الهوية العربية والهوية الإسلامية للدولة السورية، مع مزج بينهما في كثير من الحالات (تبقى الهوية السورية لديهم الأعلى والأكثر وضوحاً).
  • وغالباً ما يظهر مؤيدو الدولة العلمانية ميولهم الهوياتية الإثنية (الطائفية لدى الأقليات الدينية، والعرقية لدى العرب والأكراد)، ضمن إعلاء الهوية السورية أولاً.

ويؤثر الانتماء السياسي والهوياتي في توجهات الشباب السوري نحو الدول الفاعلة، حيث يظهر:

  • يميل مؤيدو النظام إلى إيران وروسيا والعراق وحزب الله.
  • يميل مؤيدو الفصائل الكردية إلى الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية وإقليم كردستان العراق.
  • يميل مؤيدو النصرة إلى إحدى الدول التالية: قطر وتركيا والسعودية، أو جميعها، فيما يظهر ميول يتسع نحو رفض كل هذه التوجهات، والاكتفاء بالذات.
  • يعادي مؤيدو داعش غالبية الدول الفاعلة في المنطقة، وهو اتجاه بدأ يظهر لدى مؤيدي النصرة.
  • يتوزّع الميول الأبرز لمعارضي النظام بين تركيا والسعودية، ولم تعد شريحة أصغر تثق بالقوى الإقليمية.
  • يظهر لدى شباب الشتات ميول للدول التي يقطنونها، وخصوصاً في حال الاستقرار والحصول على إقامة ومصدر رزق في تلك الدول، بل وأظهروا ميلاً للمشاركة في الشأن العام لتلك الدول.
  • انخفض ميول معارضي النظام تجاه الولايات المتحدة كثيراً في الفترة 2013-2017، وازدادوا قلقاً من الولايات المتحدة مع وصول ترامب إلى سدة الرئاسة، إلا أن هذا الميول بدأ يعود للصعود بعد الضربة الأمريكية لمطار الشعيرات، والحديث عن تحضير أمريكي للإطاحة بنظام الأسد.

وقد أثر هذا الميول بالتالي في الموقف من التدخل العسكري الخارجي، وفقاً لميول كل شريحة.

الرأي 47

 

وتتنوع كتابات الشباب السوري في مواقع التواصل الاجتماعي لتشمل المواضيع التالية:

الرأي 48

وتتحكم مجموعة متغيرات في هذه الكتابات، أبرزها:

  • متغير الجندر: يبقى الذكور أكثر نشاطاً في الشأن السياسي العام، إلا أن الإناث لها دور فاعل وواضح كذلك، وخصوصاً في دول الشتات.
  • متغير حرية التعبير: وهو متغير بالغ التأثير، حيث يلحظ ارتفاع الكتابات السياسية العامة لدى شباب الشتات (موالاة ومعارضة)، وفي بعض مناطق المعارضة نسبياً، فيما تقتصر كتابات الشباب السياسية في مناطق النظام على تأييده.
  • متغير القدرة على الوصول إلى الإنترنت بشكل دائم أو شبه دائم: حيث يظهر أثر هذا المتغير في ارتفاع مستوى المشاركة وتنوعها عن الذين لا يستطيعون الوصول إلى الإنترنت بشكل دائم أو نادراً. ويرتبط هذا المتغير بـ: توفر خدمة الإنترنت، توفر الكهرباء، توفر أجهزة إلكترونية (كمبيوتر أو موبايل).

 مواقف الشباب السوري من أبرز الأحداث السورية والإقليمية:

تم رصد ردود أفعال الشباب السوري في وسائل التواصل الاجتماعي، تجاه عدد من الأحداث بالغة الأهمية التي حصلت في سورية (6 أحداث)، ومحيطها (8 أحداث)، خلال الفترة (2013-2017)، وكانت أبرز نتائجها كما يلي:

الرأي 49

 

أبرز مسبِّبات القلق لدى الشباب السوري:

تتباين مسببات القلق لدى الشباب السوري وفق ولاءاتهم السياسية من جهة، ووفق مناطق إقامتهم من جهة ثانية، وتم رصد أبرز 7 مسببات للقلق لدى الشباب السوري عبر كتاباتهم في موقع Facebook، مرتبة حسب الأولوية من الأعلى إلى الأدنى، لدى فئتي معارضي النظام ومواليه.

الرأي 50

الموقف من الآخر المخالف: حيث تظهر المواقف التالية:

  • موالو النظام: تتنوّع مواقفهم من الآخر، إلا أنها في غالبيتها العظمى ترفض الآخر، ويظهر فيها اتجاهان رئيسان:
    • المطالبة بالقضاء على الآخر المخالف سياسياً (لدى عموم الموالين).
    • المطالبة بالقضاء على الآخر المعارض السني (لدى كثير من العلويين).
  • موالو الفصائل الكردية، ويظهر لديهم خطابان أساسيان، يتحكم بهما البعد الإثني العرقي:
    • يميل الخطاب الأكثر شيوعاً، إلى رفض التعامل مع العرب، واعتبارهم (بعثيين أو دواعش)، والمطالبة بتهجيرهم أو القضاء عليهم في مناطق سيطرة الفصائل الكردية، ولا يظهر هذا الخطاب كثير اهتمام بمواجهة النظام.
    • فيما يظهر خطاب منفتح على الآخر العربي الذي يعترف بالهوية الكردية كأحد مكونات الهوية السورية، وهو أقل حضوراً، إلا أنه أكثر تعليماً، ويظهر هذا الخطاب اهتمامه بمواجهة النظام.
  • موالو داعش: يظهر لديهم رفض لكل أشكال المخالفة لهم من الموالاة والمعارضة على السواء، مع المطالبة بالقضاء على المخالف، وإن كانوا أقل حدة بشكل ملحوظ تجاه مؤيدي النصرة.
  • مؤيدو النصرة: هم أقل حدة في رفض موالي داعش، في حين يرتبط موقفهم من مؤيدي الفصائل الإسلامية بمتغيرات الوضع الميداني والتحالفات العسكرية، ويرفضون بشكل كبير مؤيدي الجيش الحر. وإن كان خطابهم الأساسي يرفض موالي النظام ويظهر فيه المطالبة بالقضاء عليهم، إلا أنهم أكثر انشغالاً بمنافسيهم على الأرض والسيطرة عليها وفرض توجهاتهم، من مواجهة النظام.
  • معارضو النظام (فصائل إسلامية وجيش حر وسواهم)، يظهر لديهم مجموعة من المواقف تجاه الآخر، أبرزها:
    • رفض مطلق لمؤيدي داعش، والمطالبة بالقضاء على التنظيم.
    • تباين في الموقف من النصرة، حسب متغيرات الوضع الميداني والتحالف العسكري من جهة، وحسب الانتماء الهوياتي من جهة ثانية.
    • رفض للانفصالية الكردية، مع خطاب أكثر تسامحاً تجاه المكون الكردي.
    • خطاب يتسمح بالانفتاح على الأقليات غير العلوية، وإن كان لكل مجموعة تصورها نحو ذلك.
    • تزداد حدة الرفض تجاه العلويين بشكل مستمر، وإن كانت بعض الخطابات تطالب بالقضاء على النظام ورموزه فحسب، إلا أن خطابات بارزة أخرى ترفض أي شكل من أشكال العدالة الانتقالية وتعلي خطاب الاقتصاص من المجموع العلوي.

أبرز توجهات السوريين في دول الشتات:

تجاوز عدد السوريين في دول الشتات والمسجلين كلاجئين 7 مليون سوري، 5 ملايين منهم في دول الشرق الأوسط (تركيا، لبنان، الأردن، مصر)، عدا عن أولئك غير المسجلين كلاجئين في دول الخليج العربي وأوروبا والولايات المتحدة، يضاف إليهم، الشرائح التي استقرت منذ سنوات بعيدة في أوروبا والأمريكيتين.

وقد رصد المركز العربي في مؤشر عام 2014، أبرز توجهات اللاجئين السوريين، ويمكن اعتبارها دليل عمل لتوجهات الشباب السوري في دول الشتات، والتي كان أبرزها:

  • قرابة 80% من اللاجئين السوريين يؤيدون تنحي الأسد عن السلطة. شكل رقم (51)
  • 48% من اللاجئين السوريين ليس لديهم مخاوف من نفوذ الحركات غير الإسلامية (العلمانية)، مقابل 38% ممن لديهم مخاوف محدودة أو متعددة. شكل رقم (52)
  • 44% من اللاجئين السوريين ليس لديهم مخاوف من نفوذ الحركات الإسلامية، مقابل 47% من لديه مخاوف محددة أو متعددة. شكل رقم (53)

الرأي 51

الرأي 52

الرأي 53

وأظهر بحث في The Washington Post، إبريل 2017، أن السوريين في الولايات المتحدة وبريطانيا يميلون إلى تأييد إقامة مناطق حظر جوي وتوجيه ضربات عسكرية لأنهم اكتشفوا أن لا سبيل آخر لوقف العنف. وأن التدخل العسكري هو الوسيلة الوحيدة الصالحة لوقف عمليات القتل الجماعي التي يرعاها النظام، وبالتالي وقف تدفق اللاجئين. على أن ليس جميع السوريين المناهضين للنظام مؤيدون للتدخل، حيث أنّ العديد منهم على استعداد للاعتراف بأن ذلك يمثل إشكالية كبيرة. وخاصة بين الناشطين الذين يرصدون الإصابات في صفوف المدنيين الناجمة عن الغارات الأمريكية التي تستهدف تنظيم داعش.

 

موقف القيادات السياسية والشخصيات العامة:

من خلال ملاحظة مجموعة من كتابات القيادات السياسية والشخصيات العامة (اقتصادية وفنية)، لكلا الطرفين الموالي والمعارض، يمكن تسجيل الملاحظات التالية:

  • تتفق هذه الكتابات مع التوجهات العامة للشباب السوري (موالي/معارض).
  • تسيطر على خطابات النخب المعارضة الأولويات التالية:
    • إسقاط النظام وإبراز حجم جرائمه.
    • التحرر من الاحتلال الإيراني وميليشياته والروسي.
    • القضاء على داعش.
    • الحرص على وحدة سورية ورفض تقسيمها.
    • الحرص على علاقات جيدة مع الحلفاء (يتوزعون بين دول الخليج العربي وتركيا والقوى الغربية).
    • توفير المساعدات للمناطق المنكوبة.
  • فيما تسيطر على خطابات قيادات النظام، الأولويات التالية:
    • تأييد سلوكيات النظام كافة.
    • التأكيد على عمق التحالف مع إيران وروسيا (حلف الممانعة).
    • المطالبة بمزيد من العنف تجاه المعارضة.
    • التهجم على الدول الخليجية وتركيا، وبشكل أقل تجاه الدول الغربية.
  • أما التوجهات الهوياتية لكلا الطرفين، فقد توزعت بين:
    • توجهات قيادات النظام، وهي ذات توجهات الشباب الموالي.
    • توجهات قيادات المعارضة في الخارج، يسيطر عليها توجه الدولة المدنية، إلا أن شرائح أصغر تظهر ميولاً أكثر نحو تثبيت الهوية الإسلامية للدولة السورية المقبلة.
    • توجهات قيادات المعارضة في الداخل (قادة الفصائل)، يطغى عليها ميول تثبيت الهوية الإسلامية للدولة السورية المقبلة، مع وجود شرائح صغيرة تميل نحو الدولة المدنية.
  • تميل الشخصيات العامة لدى كلا الطرفين، وخاصة الفنانين، إلى خطاب أقل حدة من خطاب القيادات، رغم وجود شرائح أصغر ذات خطاب أعلى حدة.
  • يُلحظ اهتمام الشخصيات العامة السورية المعارِضة (بالإضافة إلى القيادات السياسية)، بالشأن الإنساني: (المعتقلون والمصابون والضحايا والمساعدات الإنسانية).
  • ويُلحظ كذلك، ميل لدى غالبية قيادات المعارضة والشخصيات العامة فيها (خارج سورية)، إلى تأييد حكومات الدول التي يقطنون فيها، وتبني توجهاتها سواء أكانت متعلقة بسورية أم بتلك الدول.

 

نقلاُ عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

 

للاطلاع على مصادر استطلاعات الرأي، انظر:

(1) _____، المؤشر العربي 2016 (الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2016).

(2) _____، المؤشر العربي 2015 (الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2015).

(3) _____، المؤشر العربي 2014 (الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2014).

(4) _____، اتجاهات الرأي العام العربي تجاه الأزمة السورية (الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2013).

(5) _____, “French Public Back Military Intervention in Syria-Pool”, Reuters, 24/5/2015:

http://uk.reuters.com/article/uk-mideast-crisis-syria-france-idUKKBN0O80N120150524

(6) _____, “From Afghanistan to Syria, Current State of Public Opinion as Regards Defence Issue”, Jean Jaures Foundation:

http://www.ifop.com/media/pressdocument/479-2-document_file.pdf

(7) _____, “Public Supports Syria Missile Strikes, but Few See a ‘Clear Plan’ for Addressing Situation”, Pew Research Center, 12/4/2017:

http://www.people-press.org/2017/04/12/public-supports-syria-missile-strikes-but-few-see-a-clear-plan-for-addressing-situation/

(8) _____, “US Support for Syria Strike Rates Low in Historical Context”, Gallup, 10/4/2017:

http://www.gallup.com/poll/208334/support-syria-strikes-rates-low-historical-context.aspx?g_source=syria&g_medium=search&g_campaign=tiles

(9) Dana M. Moss, “Why so Many Syrian Living Abroad Support U.S Intervention“, The Washington Post, 19/4/2017:

https://www.washingtonpost.com/news/monkey-cage/wp/2017/04/19/why-so-many-syrians-living-abroad-support-u-s-intervention/?utm_term=.c73e944f6aec

(10) Eli Yokley, “Americans Trust Trump the Most to End Syrian Conflict”, Morning Consult, 12/4/2017:

https://morningconsult.com/2017/04/12/americans-trust-trump-end-syrian-conflict/

(11) Jacob Poushter, “European Opinion of the Refugee Crisis in 5 Charts”, Pew Research Center, 16/9/2016:

http://www.pewresearch.org/fact-tank/2016/09/16/european-opinions-of-the-refugee-crisis-in-5-charts/

(12) James F. Downes, “Public Opinion: Military Intervention in Syria?”, Parliament Street, 11/4/2017:

http://parliamentstreet.org/wp-content/uploads/2017/04/Public-Opinion-Military-Intervention-in-Syria.odt.pdf

(13) Jennifer De Pinto, Fred Backus, Kabir Khanna and Anthony Salvanto, “What Americans Think about U.S Strike on Syria”, CBS News, 10/4/2017:

http://www.cbsnews.com/news/cbs-news-poll-shows-divergence-in-americans-opinion-of-us-strike-vs-syria/

(14) Jeffrey M. Jones, “Americans Oppose U.S Military Involvement in Syria”, Gallup, 31/5/2013:

http://www.gallup.com/poll/162854/americans-oppose-military-involvement-syria.aspx

(15) Toby Helm, “Poll finds 60% of British public oppose UK military action against Syria”, The Guardian, 31/8/2013:

https://www.theguardian.com/politics/2013/aug/31/poll-british-military-action-syria

(16) William Jordan, “Public Opinion Drove Syria Debate”, YouGov, 30/8/2013:

https://yougov.co.uk/news/2013/08/30/public-opinion-syria-policy/

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق