تدخل “الجيش الحر” في كوباني: رصد مواقف وردود أفعال

أعلن القائد السابق للمجلس العسكري في حلب وريفها، العقيد عبد الجبار العكيدي، عن نية الجيش السوري الحر إرسال مقاتلين إلى مدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب شمال سورية، لمساندة القوات الكردية وبعض فصائل الجيش الحر التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية.

وأكد العكيدي في مقابلة أجرتها معه قناة “الجزيرة” أن توجّه مقاتلين من فصائل بالجيش الحر لمدينة عين العرب، جاء من حرصها على الوحدة السورية، ووجوب الدفاع عن المدينة كونها تابعة لمحافظة حلب، مشيراً في الوقت نفسه أنّ دخول قوات المعارضة إلى عين العرب ليس فقط لمناصرة قوات وحدات حماية الشعب الكردية (PYD)، ولكن لمناصرة المدنيين في المدينة وكتائب الجيش الحر المتواجدة هناك بالأصل، مؤكداً إرسال قوات أيضاً إلى جبهة حندرات لمؤازرة الجيش الحر هناك. وأشار العكيدي إلى إرسال المعارضة بياناً إلى الحكومة التركية لإبلاغهم بالقوة المشكلة التي تنوي التوجه إلى عين العرب، طالباً من التحالف الدولي تقديم الدعم اللوجستي، وتحدث العكيدي عن توجيه رسائل إلى قيادين في وحدات حماية الشعب الكردية من أجل التنسيق لدخول الجيش الحر إلى عين العرب.

 

ردود أفعال المعارضة السورية المسلحة

مع تصريحات العكيدي عن نية الجيش الحر إرسال 1300 مقاتل إلى كوباني، تتالت التصريحات وتضاربت ردود الأفعال بين مؤيد ومعارض لهذا السلوك. وعند رصد المواقف نرى انقسامات وتناقضات بين الفصيل أو الجماعة ذاتها، فأغلب الجماعات الإسلامية كانت رافضة وممتعضة من هذا الموقف، ومن الطبيعي بل من البديهي أن يستنكر تنظيم الدولة هذا الفعل ويرد على ذلك بنعت الجيش الحر بالصحوات وعملاء الغرب ويطلق حملات الوعد والوعيد.

تداول ناشطون سوريون على شبكات التواصل الاجتماعي بياناً موقعاً من فصائل بعضها منضوي في المجلس العسكري لمدينة حلب وهي (جيش الإسلام، وفيلق الشام، وجبهة ثوار سورية، والفيلق الخامس، وحركة حزم، وجيش المجاهدين)، تعلن فيه توجه مقاتلين منها إلى عين العرب، طالبةً من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة تقديم الدعم لها.

ونشر المجلس العسكري الثوري في حلب بياناً نفى فيه “ما تداولته بعض وسائل الاعلام حول أن المجلس العسكري في حلب سيقوم بإرسال مقاتلين الى مدينة عين العرب”. وأكد البيان على التزامه التام بجبهات حلب وريفها “التي تشهد معارك عنيفة في هذه الأيام ضد ميليشيات النظام الطائفية”. وقد نقل مركز حلب الإعلامي عن نائب قائد “جيش المجاهدين”، صقر أبو قتيبة، نفيه إرسال مقاتلين من جيش المجاهدين إلى (عين العرب) للقتال مع قوات الحماية الكردية ضد داعش. كما نقل موقع “قناة حلب اليوم” على الفيس بوك أن قائد جيش المجاهدين نفى إرسال مؤازرات إلى مدينة عين العرب ويؤكد وجودهم على جبهة حندرات.

وأعلنت جبهة “ثوار سوريا” نفيها أيضاً توجه أي من مقاتليها إلى عين العرب وشددت أن “مورك الآن أولى بقوات المؤازرة لمنع تقدم عصابات الأسد”. كما وجه معارضون سوريون انتقادات للعكيدي، معتبرين أنه من الأجدى إرسال تعزيزات للقوات المرابطة على جبهات ريف حلب ومورك وغيرها ضد قوات النظام، فيما اعتبر آخرون أن هذه الخطوة مهمة جداً في سبيل القضاء على تنظيم الدولة والحفاظ على وحدة سورية.

الموقف الكردي والموقف التركي

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنّ حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وافق على عبور مقاتلين من قوات المعارضة السورية المسلحة إلى مدينة عين العرب “كوباني” شمال سورية.

وقد تضاربت التصريحات بشأن اتفاق الجيش السوري الحر مع أكراد سورية لإرسال أكثر من ألف مقاتل إلى مدينة عين العرب (كوباني) للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية، رغم التأكيد التركي بإبرام الاتفاق. فقد قال رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي صالح مسلم إن هناك اتفاقياتٍ سابقة مع الجيش الحر، وإن هناك فصائل منضويةً تحته تقاتل مع وحدات حماية الشعب الكردية في عين العرب. وبشأن عدد المسلحين الذين سيدفع بهم الجيشُ الحر للمدينة، قال مُسلم -في تصريحات لوسائل إعلام تركية- إنه ليس 1300 كما أشيع، وإن الأمر لا يزال قيدَ البحث بين الطرفين، وتابع “لم نتوصل إلى اتفاق بعد”.

من جانبه نفى ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي في أربيل العراقية -غريب حيسو- ما سمّاها ادعاءات بشأن عدم رغبتهم بدخول مقاتلين من الحر إلى عين العرب، وقال “نحن بالأساس متفقون معه، ولذلك ليس لدينا أي مشكلة بذلك”. وأوضح حيسو لمراسل الأناضول –أول أمس الجمعة- أنهم يتعاونون مع الجيش الحر منذ فترة، وأنهم وقعوا اتفاقاً لإقامة خط دفاع مشترك، مضيفاً أن لديهم “اتفاقا مشتركاً معهم في كانتون عفرين أيضاً وليس في كوباني فقط”، وأنهم “يقاتلون جنباً إلى جنب مع قوات الجيش الحر في كافة أنحاء المناطق الكردية شمال سورية”.

في المقابل، أكد القيادي في الجيش السوري الحر عبد الجبار العكيدي لوكالة الأناضول أنّه دخل أمس إلى عين العرب وأجرى مباحثات مع الفصائل المقاتلة فيها وتم الاتفاق على دخول قوات الحر للمدينة في غضون أيام.

عبد الكريم عنكير

كاتب وباحث سوري

مركز مستقبل الشرق للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق