التجسس الإيراني: تاريخ طويل

تحاول إيران العبث بالدول العربية عبر جواسيسها ومجرميها، فمن تجنيدها لحزب الله، والانقلابيين الحوثيين، ونظام بشار الأسد إلى تجنيد مرتزقتها في الدول العربية للتجسس وتزويدها بالمعلومات، وآخرهم 32 متهماً مثلوا أمام المحكمة الجزائية المتخصصة، اليوم الأحد، في المملكة العربية السعودية، وجميعهم سعوديو الجنسية، باستثناء إيراني وأفغاني، شكلوا شبكة تجسس لصالح الاستخبارات الإيرانية، بحسب صحيفة عاجل السعودية.

ومن المعروف عن إيران أنها تشارك في مختلف عمليات التجسس والإرهاب على مستوى العالم، فقد فككت البحرين مؤخراً خلية إرهابية كانت تنوي التجسس لصالح الحرس الثوري الإيراني، فيما تنقل أذرع إيران في كل من سوريا ممثلة بنظام الأسد وتنظيم داعش الإرهابي وقوات الحشد الشعبي في العراق، فضلاً عن حزب الله في لبنان والانقلابيين الحوثيين في اليمن الشقيق.

وتقول المعلومات إن “الأجهزة المختصة بالمملكة أجرت تحقيقات موسعة مع 27 متهماً، تم القبض عليهم في مارس ومايو من العام 2013، وثبتت صلتهم بشبكة تجسس لصالح إيران، قبل أن يرشدوا على 5 عناصر أخرى تم إيقافهم جميعاً”، في حين تعود القضية إلى مارس 2013، عندما أوقفت المملكة 18 شخصاً “16 سعوديّاً وآخر لبناني، وإيراني” في 4 مناطق في المملكة، بتهمة الانتماء إلى شبكة تجسس في المملكة، وإقامة علاقات مباشرة مع أجهزة الاستخبارات الإيرانية، قبل أن تطلق سراح المتهم اللبناني الذي ثبت أنه ليس له صلة بالقضية، وتسقط باقي المتهمين تباعاً.

التجسس في الكويت

ويعود التجسس الإيراني، إلى أوقات سابقة، ففي الكويت مثلاً حكمت محكمة التمييز العام 2013 بتأييد حكم محكمة الاستئناف القاضي بالحبس المؤبد على أربعة متهمين وبراءة ثلاثة آخرين في القضية التي تتلخص تفاصيلها بأن المتهمين الذين تربط فيما بينهم صلات الأخوة والمصاهرة والصداقة، تجسسوا لصالح إيران حيث قام المتهم الأول، طارق الذي جنده جهاز الاستخبارات الإيرانية لقاء منحه وأشقائه جنسية بلادهم “إيران” التي تعود إليها أصولهم لخدمة مخططاتهم، ليكون عميلاً لحسابه داخل دولة الكويت، بتكوين شبكة تخابرية سرية برئاسته وعضوية شقيقيه المتهمين الثاني محمد والخامس سعيد، وزوج ابنته المتهم الثالث فهد، وصديق الثاني المتهم الرابع سعود، وجند أعضاءها في جمع المعلومات العسكرية عن بعض الوحدات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع، وأماكن ومواقع القواعد والمعسكرات الحربية للجيش الكويتي، والقوات الأمريكية، وصور فوتوغرافية وأفلام فيديو ورسوم توضيحية لبعض تلك المواقع ومعداتها وآلياتها العسكرية، ولبعض المواقع النفطية والحيوية في البلاد، مستغلاً عمله والمتهمين من الثاني حتى الرابع كموظفين عموميين “عسكريين” بوزارة الدفاع الكويتية في الحصول على تلك المعلومات بكيفيتها السابقة.

التجسس في اليمن

كما ضبطت الأجهزة الأمنية اليمنية، بحسب ما نقلت وسائل إعلام رسمية يمنية في العام 2012، شبكة تجسس إيرانية، قالت إنها كانت تعمل منذ سنوات في البلاد، وتقوم بهمام التجسس ليس في اليمن فحسب، بل في دول أخرى واقعة بالقرن الأفريقي، فيما قالت مصادر إعلامية حينها إنها كانت تعمل في البلاد منذ سبع سنوات؛ أي منذ العام 2005، وهو ما يشير إلى قدم الأطماع الإيرانية في البلاد العربية وسعيها إلى تدمير الدول العربية والسيطرة على مقدراتها، في حين أكدت مصادر أخرى أن هذه الشبكة “يديرها قيادي سابق في الحرس الثوري الإيراني، وتدير عمليات تجسس باليمن والقرن الأفريقي”.

تجسس في المغرب

كما كانت وثائق مسربة جديدة نشرتها صحيفة “الغارديان” البريطانية قالت إن “عملاء إيرانيين كانوا يعملون في المغرب بسبب تواجد للشيعة المغاربة”، فضلاً عن اهتمام إيران ومحاولاتها التجسس في كل من موريتانيا والسنغال تانزانيا، ونيجيريا؛ إذ قالت “الغارديان” في تقرير لها العام الماضي إن “عملاء يعملون في جهاز أمن الدولة في جنوب أفريقيا، المعروف اختصاراً باسم “أس أس أي” راقبوا أكثر من أربع سنوات نشاط إيران بالمغرب”.

نقلاً عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

 

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق